السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بدأت منذ ثلاث سنوات أعاني من وساوس في الوضوء والصلاة وقراءة القرآن سألت كثيرا من أصحاب الدين في بلدي فنصحوني بقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذات لكن دون أي جدوى لكن الحمد لله استطعت أن أستطيع أن أقرأ قرآني طبيعيا بعد ما ساعدتني واحدة من صاحباتي إنو كل يوم نقعد أنا وإياها ونقرأ مع بعض قرآن المشكلة هي إنني لا أستطيع أن أبدأ في عمل أي شيء كل ما أجي أصلي أو أتوضأ برد بقطع أوقات بقعد أكتر من ربع ساعة على المغسلة من شان أتوضأ بس الحمد لله وضوئي تحسن 70 % بعد ما قرأت في الموقع تبعكم عن وساوس الوضوء والصلاة وكيف أتعامل من شان أسيطر على الوضع بس المشكلة هلأ في صلاتي بموت ألف موتة وأنا بدي أصلي كل الناس بيرتاحوا بس يصلوا إلا أنا زي اللي رايحة على المشنقة كل ما أوقف على السجادة بدي أصلي بتسيطر علي أفكار عن رب العالمين خطأ أنا ما بحكيها وهي مش صح بس ما بقدر أسيطر عليها أو حتى أمنعها فكل ما أبدأ أصلي برد بقطع بخاف تكون صلاتي خطأ فبمضي وقت كبير وأنا مش مصلية ولا قادرة أصلي
في البداية كنت قادرة أسيطر على الوضع لما بكون في ناس أو حدا غريب بس هلأ ما بتسيطر على الوضع ولا بأي شكل وخصوصي بالجامعة صرت أضطر أروح على الدار بس من شان أصلي وأرد أرجع على الجامعة
من شان الله أعطوني حل بس يا ريت ما يكون دواء لأنو أنا ما بحب الدواء وشكرا كتير.
10/08/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومرحباً بالأخت الفاضلة:
أولاً ما تعانين منه هو اضطراب الوسواس القهري Obssesive Compulsive Disorder (OCD)
والوسواس أو الوساوس هي فكرة تتسلط على المريض، تتكرر بشكل نمطي، تفرض عليه قسرأ، ويعرف أنها من ذاته وأنها سخيفة وغير معقولة ولا تستحق هذا الاهتمام، ويحاول مقاومتها دون جدوى.
أما القسر أو الإجبار Compulsion فهو سلوك (أو طقوس) متكرر تنفيذ عمل أو فعل استجابة لرغبة مرضية ملحة أو لدافع ما و تهدف إلى منع أو تقليل توتر نفسي أو توقي من شيء (شر) خطير. وهذا المرض يعاني منه الكثيرين وينتشر بنسبة 2.5% من السكان. وما تعانين منه هو الوسواس الفكري حيث يسيطر على تفكيرك أفكار دينية تتعلق بالذات الإلهية أو المقدسات مسببة لك قلقا وتوترا شديدين.
الأخت الفاضلة:
من المهم جداً أن تعي تلك الحقيقة وتتشربي معانيها في نفسك، وهي أن الله سبحانه وتعالى لا يحاسبنا على ما يرد من أفكار وخواطر مهما كانت ما لم تترجم على صعيد الواقع عملاً خبيثاً فيعاقب عليه، وحتى إن كانت تتعلق به سبحانه وبحمده. ألم يقل فيه كتابه: أفلا تتفكرون.. أفلا تعقلون.. أفلا تبصرون.. مراراً وتكراراً..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)) ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة بلفظ: "عما توسوس به صدورها" بدلا من"حدثت به أنفسها" وزاد في آخره"وما استكرهوا عليه".
والحديث المذكور أخبر عن الله تعالى بأنه لا يؤاخذ الأمة بحديث نفسها وأنه تعالى ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)) وحديث النفس يخرج عن الوسع. فقد روي أن أحد الصحابة قال للرسول صلى الله عليه وسلم: ((إني لأجد في صدري ما تكاد أن تنشق له الأرض، وتخر له الجبال هدًّا"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوجدتموه في قلوبكم.. ذلك صريح الإيمان"، ثم قال: "الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)) رواه مسلم وأبو داود وأحمد عن أَبي هريرة رضي الله عنه.
كما أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ((إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه)) حديث حسن رواه ابن ماجة و البيهقي وغيرهما. وهذا مرض وهو مما استكرهت عليه فهوني عن نفسك أن تمنعيه فلست مسئولةً عنه، فلا ترصدي أفكارك ولا تلومي نفسك على هذه مرور هذه الأفكار على قلبك الطاهر.. فمن المهم جداً أن تصلي صلاتك لمرة واحدة ولا تعيدها أبداً وحتى ولو أنك مقتنعة تماماً ببطلانها من وجهة نظرك، لأنك في طور المرض، وكرري ديما بينك وبين نفسك أنه ليس على المريض حرج!!.
الأخت الفاضلة:
لقد حسنت الأدوية الحديثة إنذار المرض، وثبتت فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب منذ سنوات، وخاصة التي تزيد السيروتونين في المشبك العصبي، ويجب في معظم الحالات البدء بالعلاج الدوائي وذلك لمساعدتك على التخلص من القلق المرافق أو الاكتئاب الارتكاسي، ولأن الدواء يساعدك على مقاومة الأعراض الوسواسية، و غالبية المرضى يشفون أو يتحسنون في أكثر من 60-80%. وقد نستمر بالعلاج عادةً / 6-12 /شهرا مع التخفيف التدريجي. لذلك لا تنفري من الدواء، فهو العكازة المساعدة على تخطيك جحيم المرض.
وخلاصتي لك هي:
- أنت لست مؤاخذة على أفكارك مهما كانت ما لم تترجم عملاً..
- صلي صلاتك لمرة واحدة فقط...
- من المهم الاستعانة بالطبيب ليصف لك علاجاً مناسباً...
واقرئي هذه الاستشارة لأستاذ الوسواس العربي الأستاذ وائل أبو هندي المشابهة لحالتك:
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان
وتلك روابط أخرى مفيدة لك إن شاء الله:
الوسواس القهري : أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي
الوسواس القهري أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي م
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي !
مسلم يعاني من الوسواس: ماذا عن العلاج متابعة
وساوس دينية شديدة جدا
وأختم استشارتي بما يختم به أ. وائل استشاراته الوسواسية:
فمن المهم إذن بعد أن تعرفت على مرضك أن تطلبي العلاج من أقرب طبيب نفسي من محل إقامتك، لأنك ككل مسلمة مأمورة بذلك، ولأن العلاج ممكن إن شاء الله، ونحن في مجانين في انتظار متابعتك. أتمنى لك كل الخير وراحة البــــــــــال.. اللهم آمين..