السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولاً: أريد أن أشكر كل من يقوم على هذا الموقع الرائع والمتميز والذي أحسبه من المواقع المحترمة والمخلصة لدينها.
ثانياً: أريد أن أشكر وبشكل خاص دكتور وائل أبو هندي على كل ما يبذله من جهد عن طيب خاطر -كلل الله به ميزان حسناته- وأرجو بل وأتوسل أن تكون هذه الاستشارة من نصيبه.
ثالثاً: اعذروني على الإطالة أو عدم الترتيب إذ إني أكتب بتلقائية وعشوائية أصابتني مؤخراً.
رابعاً: أنا فتاة في السابعة عشر من العمر, طالبة بالصف الثاني لإحدى كليات القمة الأدبية -أي أني كنت أمتلك القدرة على الحفظ بكميات كبيرة-.
مشكلتي معقدة في وجهة نظري ورسالتي تحمل ثلاثة من الأسئلة التي تؤرق حياتي وسأبدأ بالأمر، السؤال يقول: هل أنا شاذة جنسياً؟؟! قرأت الكثير والكثير عن الشذوذ الجنسي لكني لم أستطع فهم هل أنا هكذا -والعياذ بالله- أم لا.
والمعطيات هي:
1- في الصف الثاني الإعدادي أحببت زميلتي بالمدرسة حباً جما وكنت أتعذب إذا لم تحضر باختصار كان حبا مخلصا من طرف واحد، لكن يشهد الله أني لم أفكر بها أي تفكير جنسي مطلقاً, مجرد تعلق فقط أريد أن أصاحبها, ومن فرط حبي لها وتألمي منها كنت أكتب فيها الشعر الذي لم يقرأه سواي حتى الآن.
2- في الصف الثالث الإعدادي تعرضت لتحرش شديد من قبل عمي الأكبر, وأخبرت أمي ومن جانبها عرف أبي ولم يدخل عمي منزلنا من يومها -مع العلم أننا استشرنا د. صبري....- في ذلك ولم نفضح عمي.
3- يتكرر نفس مشهد الصف الثاني معي الآن فأنا أحب زميلتي في السكن الجامعي حبأً رهيباً -أيضاً بدون أي تفكير جنسي- لمجرد شخصيتها، ومما زاد الطين بلة أنني جننت في يوم من الأيام وأخبرتها وقالت لي أن أتعامل معها عادي وأن أنسى أو أتناسى كل هذا، ولكن منذ هذه اللحظة وأنا لا أستطيع أن أكلمها مثلما كنا -فقد كنا أصدقاء فعلاً- وعندما أراها أو أسمع عنها أصاب بالغم والكآبة خوفاً من أن أكون مثلية فعلاً.
وأرجوكم لا تقولوها لي.
على فكرة أنا أفكر بالرجال وأحبهم-لكن أيضا دون تفكير جنسي لأني أرى أن الجنس بصورته بين الزوجين مجرد شيء مقرف ومقزز ولا أستطيع تخيل أني سأرغبه في يوم من الأيام، ولأني تعبت من هذا السؤال قررت أن أدخل أي موقع جنسي لأتأكد من نفسي لكني -والحمد لله- أغلقت الموقع قبل أن يفتح خوفاً من أن أنجرف في هذا التيار.
نسيت أن أذكر أني لا أصلي بتاتاً, أنا المتوسطة في الأسرة وكلمتي مسموعة دائماً, أعتقد أني مدللة أيضاً على فكرة أنا من أسرة متدينة جداً, أبي وأمي ليسا على تفاهم لكن يحاولان ألا يظهر ذلك, أرجو شيئين:
1- أن يكون مجيبي هو الدكتور وائل وإن طالت المدة.
2- ألا ترسل الإجابة على الإيميل لأنه ملك أختي حيث لم يتسنى لي الوقت أن أصنع واحد خاص بي.
شكرااااااا
جزاكم الله خيراً
10/08/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة "سارة" أهلا بك وشكرا على مديحك وثنائك الطيب، لست أدري لماذا يعذبك التساؤل وقد أجبنا مرارا عليه وإن لم يكن بصورة مباشرة، وما وصل من تفاصيل عن حالتك لا يعبر عن أكثر من خلل الميول الجنسية Sexual Disorientation العابر في مرحلة المراهقة، مثلما ذكرنا لأصحاب مشكلات متعددة من الذكور منهم أحمد صاحب مشكلة شذوذ جنسي: للأسف...أنت لا تدري!!!.
وأنا أظن المشكلة عندك أعمق أصلا من سؤال أين أتجه جنسيا؟ للذكور أم للإناث؟ وإنما المشكلة هي موقفك من العملية الجنسية نفسها وهو ظاهر في قولك: (أرى أن الجنس بصورته بين الزوجين مجرد شيء مقرف ومقزز ولا أستطيع تخيل أني سأرغبه في يوم من الأيام)...... ذلك أن عدم الوجود الواعي للرغبة في ممارسة الجنس بصورته المعروفة تجعلك أضعف جدا في مواجهة مثل هذه الأسئلة التي تحيرك بينما يسهل على كل صاحبة موقف طبيعي من الممارسة الجنسية أن تجيب على ما يتعلق بمشاعرها وتوجهاتها.
تبدو حادثة التحرش التي تعرضت لها وأحسنتم التعامل معها كأسرة، تبدو بسيطة التأثير في حياتك، لكن ما هو غير واضح يا ابنتي هو سبب تشوه مخيلتك الجنسية بحيث ترين ممارسة الجنس بصورته بين الزوجين مجرد شيء مقرف ومقزز؟ وهل هو كذلك بالنسبة للطرفين أم للأنثى فقط؟ إجابة هذا السؤال مهمة يا ابنتي، وكذلك مهم أن أعرف لماذا "بتاتا" لا تصلين؟ وهل هو موقف تتخذينه أم هربٌ من مشكلة ما تعيقك عن الصلاة أو تجعلها صعبة عليك؟؟
قد تختارين العيش بلا جنس وهو ما يجعل وقوعك من حب إلى حب مع انحراف التوجه العاطفي مشهدا متكررا في حياتك مثلما حال صاحبة مشكلة أنا ومعلماتي: أحب وأرفض، وصاحبة مشكلة: وحدة + عاطفة + غفلة = حب البنات للبنات.... ألا حفظك الله يا ابنتي.
ليس هناك ما يشير إذن إلى أن لديك أكثر من قلق أن تكوني شاذة جنسيا، وأنا شخصيا مطمئن إلى أنك حتى الآن لست كذلك فقط أنت بسبب الموقف السلبي المتضخم من الجنس تشعرين بالتيه والخلل والاضطراب لأنك تحبين البنات مثلما تحبين الرجال ولما كان الحب في الحالتين بدون جنس أو بدون رغبة أو تخيلات جنسية فإن ارتباكك متوقع، ولابد أن يتوجه العلاج لتصحيح موقفك من الجنس بصورته المعروفة، وعليك إذن التوجه إلى من يجري لك علاجا معرفيا يصحح المشكلة،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا.