السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تحياتي وكل الاحترام لدوركم الطيب في مساعدة الناس على الخروج من أزماتها، أود أن أتوجه إليكم بسؤالي عما يجري معي، متزوج منذ 20 عام وأحب زوجتي وتحبني ونعيش حياة أسرية وزوجية جميلة، وسبق في بداية حياتنا الزوجية أن تبادلنا أنا وزوجتي أعمق الأسرار، فحدثتني عن علاقتها السابقة لزواجنا وبأدق التفاصيل تجاوبًا مع أسئلتي حينها، ولا أخفي أن سماعي لإجاباتها حول علاقتها الجنسية (الخارجية) وقت ذاك كان يثيرني ولا يغضبني.
حدث خلال سنوات حياتنا أن التقينا بالشخص الذي كانت تحبه ولم أتعامل معه إلا بالاحترام. مشكلتي أنني لا أتورع حتى اليوم في أحلام اليقظة من تخيل وتصور زوجتي في الأوضاع جنسية مع ذاك الشخص وكأنني أرغب بحدوثها والمساعدة في إحداثها لمشاهدتها ويشعرني ذلك بالإثارة مع العلم أن زوجتي وفي إجابتها على سؤال سابق بأنها ترفض بالمطلق قيام علاقة جنسية مع حبيبها السابق بعد أن تزوجنا وجاءنا من الأطفال، كما وأصاب بالقهر والغضب فيما لو لمحت محاولة من أي إنسان آخر للنظر إليها بطريقة غير محترمة.
أرجو التفضل بتفسير ما يجري معي آملا من الله أن يريح من خاطري ويختار لي الأفضل.
سلام
13/8/2007
رد المستشار
حضرة الأخ "سامر" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد أثرت موضوعاً في غاية الأهمية يا سامر برسالتك هذه، وكم من أُناس آخرين تكون عندهم نفس المشكلة ولكنهم لا يتحدثون عنها. للعلاقة الروحية بين الزوجين شؤون كثيرة، منها ما ندرك، وأغلبها لا يمكن فهم ألغازه. كما وللعلاقة الجنسية عالمها العميق والذي قد لا نفهم منه إلا سطحياته.
بالطبع، إن رؤية المشاهد الجنسية الواقعية أو الخيالية، عند الآخرين أولاً، تؤثر في مراكز الإثارة الدماغية، فيعمل الخيال على استثارة الهرمونات الجنسية من منطقة الوطاء Hypothalamus (الهايبوتلاموس) لتتفاعل مع الصمامات الشريانية الموجودة في التروية الدموية للآلة الجنسية المذكرة، فيحدث الانتصاب، وبالتالي تتكامل العملية الجنسية بتعقيداتها، فيبحث الإنسان عن الشريك لكي يُكمل مسألة تتابع النسل، فيتم الحبور الجسدي كمكافأة لما سيتحمله الأبوين في سبيل التربية والتنشئة للأولاد.
طبعاً تخيل الشريك يكون عادة من باب تفعيل الشهوة لأن الإنسان في تلك اللحظات يكون في حالة ضعف الأنا الأعلى (صاحب الفضيلة أو العقل أو الضمير) والذي يحثنا دائماً للسمو والرقي على المستوى الإنساني. ويكون عندها في حالة قوة (الهوَ) أو الإرادة الشهوانية والتي تدفعنا للحركة والحياة كالأكل والشرب والجنس، دونما تميز ما بين حلال وحرام.
في هذه الحالة أي قوة (الهوَ) وضعف (الأنا الأعلى) لا تبدو الأفكار الشاذة مستغربة، ولا نُفكر بحلال أو حرام بل يكون جل التفكير في إشباع الغريزة التي لا تعرف القِيَم والمبادئ. لذلك قد تستسيغ يا أخ سامر فكرة الخيال الجنسي الذي وصفت (زوجتك بين ذراعي شريك آخر) ولكنك في ذلك الوقت تكون في حالة ضعف الفضيلة وقوة الشهوة. ولكني أظنك عندما تكون على بساط الصلاة أو في غرفة الجلوس، أو بين الناس (أي في حالة ضعف الهوَ الغريزي وقوة الأنا الأعلى) بالطبع سوف تغضبك تلك الصورة وتجعلك تثور.
المهم في الحياة أن نعيش مع التوازن، لا بل أن تقوى دفة الفضيلة على الرذيلة، ودفة العقل على الغريزة. وهذه رياضة نُعايشها كل يوم ونقويها عبر الصلاة، الدعاء، قراءة القرآن، معاشرة أصحاب الدين والعقل والحكمة. عندها يضعف استقبالنا للأفكار الجنسية الشاذة، وتقوى تخيلاتنا حتى في حالات الإثارة، لتكون في إطار الدين والمُثل العليا. أما إذا حصل العكس -أي الابتعاد عن الصلاة، ومعاشرة أصحاب الرذيلة- عندها سوف تتمنى ليس فقط تخيل المحظور، بل حدوثه أيضاً.
نصيحتنا:
أولاً: تغذية الأنا الأعلى بكل ما ذكرنا وما تعرف من سبل لذلك لكي يكون حاضراً حتى في الساعات الجنسية، وعندها تصير كل أوقاتك في حالة عبادة وبالتالي ترتفع القيمة الأخلاقية والإنسانية عندك.
ثانياً: أن تنصح كل من تعرف ممن يريدون الزواج، بأن لا يخبر أحدهم الآخر أياً من أسراره السابقة، وأن لا يدخل في التفاصيل، لأنه سيعرض لقاءاته العاطفية مع الشريك لاستقبال الشخص الثالث معهم في السرير ولو بالخيال. أي سوف يفسدون كل لقاءاتهم العاطفية المستقبلية بهذا البوح المقزز والذي لا معنى له ولا لزوم.
ثالثاً: أن المرأة لا تفكر كالرجل في حالات الجنس، بل هي تحب بقلبها وجوارحها ولا تستطيع أن تنام إلا مع حبيبها.
فعندما تخبرها عن الآخر في السرير، سوف تفسد لقاءك العاطفي معها وتخرب عليها المتعة الجنسية بقدر ما تخرب على نفسك ذلك اللقاء حيث أنك تتعرض للإفراز المبكر.
أخيراً نتمنى لك أن تقلع عن هذه الطريقة للإثارة، وأن تسمو روحياً بكل ما يُتاح لك ذلك.
واقرأ على مجانين:
الأفلام الجنسية: فاتح شهية لي ولزوجتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.