السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشكلة هي عندما أتوضأ أشعر إني قد قمت بما يبطل وضوئي وهو خروج الريح مما يجعلني أقوم بالوضوء أكثر من مرة مما يجعلني أشعر بالضيق وهذا ما اضطرني أن أتوقف عن الصلاة لفترات كبيرة لتجنب هذا الموقف.
وهذا أيضا يحدث أثناء الصلاة فأشعر أني نسيت كم ركعة قمت بها 3 أم 4 وعلى الرغم من ذلك فأنا الآن أصلي على الرغم من ذلك ولكن أجد صعوبة شديدة وأشعر بالضيق
وأخيرا أرجو منكم مساعدتي.
ولكم جزيل الشكر
17/08/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛ أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك الغالية، ما تصفينه يا ابنتي هو ما نسميه وسوسة، وهذه الوسوسة قد تكون من الشيطان الرجيم وهي الحالة الأبسط التي يكفيك فيها أن تستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ولا تعتبري أن لهذه الوساوس قيمة تجعلها تستحق تغيير سلوكك أي أن تتجاهليها تماما، وقد تكون في حالتك وحالات غيرك من الوسواس القهري وهو مرض نفسي يعني استعدادا للوسوسة في بنية الإنسان العصبية.
على أي حالٍ يا ابنتي يبدو لي أن لديك خوفا متضخما من التحكم في خروج الريح، وهو ما قد يكون مرتبطا لديك بذكرى معينة أو موقف معين، ولا شك في هذا الإطار أن الموقف أثناء الوضوء أو بعده أو أثناء الصلاة سيكون أصعب وأقسى، وجسدك يتفاعل مع القلق والخوف بمزيد من ارتباك المعدة والقولون وهو ما يزيدك خوفا.
ولا أدري هل راجعت طبيبا باطنيا أم لا؟ أم أن ارتباط الأمر بالصلاة والوضوء جعلك تفكرين في أن له أسبابا دينية؟ كل هذا يحتاج إلى توضيح وتفصيل يا بنيتي! كذلك أليست لديك وساوس أخرى؟؟
كثير من المسلمين تلهيهم الوسوسة أثناء الصلاة عن التركيز والخشوع فيقدون حلاوة الصلاة وبالطبع تتعدد أشكال وأصناف وساوسهم، ولكن الوسوسة بخروج الريح هي واحدة من أشهر الوساوس المرتبطة بأداء العبادات ولسيد الخلق صلى الله عليه وسلم أحاديث عدة متعلقة بالأمر: فعن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال: شكي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجلُ يُخَيَّـلُ إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال:"لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ومن أحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم-التي تقدم علاجا عمليا لمثل هذا النوع من الوسواس حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي لفظ أبي داود: "إذا أتى الشيطان أحدكم فقال له: إنك قد أحدثت، فليقل له: كذبت إلا ما وجد ريحا بأنفه أو سمع صوتا بأذنه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعنى هذا أن إحساسك بأن ريحا يخرج من الدبر لا قيمة له ما لم تسمعي صوتا بأذنك أو تشمين ريحا بأنفك، وعليك إذن أن تهملي ما غير ذلك حسب نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد عرفت كثيرين من مرضى الوسواس القهري بنفس أعراضك هذه، وتعلمت من خبرتي معهم أن ترك الصلاة تجنبا للوسوسة لا يزيدهم إلا سوءا واكتئابا فواصلي صلاتك واصبري واحتسبي، كذلك مهم أن أقول لك أنني عرفت من كثيرين من المرضى أن أعراض وسواسهم المتمثلة في خروج الريح والشك في انتقاض الوضوء قد داهمتهم في بدايات اضطرابهم وأن معرفتهم بما ذكرت لك من أحاديث سيد الخلق عليه الصلاة والسلام قد ساعدتهم على الشفاء دون طبيب نفسي فقد تكونين من هؤلاء.
وأما الوسوسة أثناء الصلاة كم ركعة صليت؟ فتحدث أيضًا لكل بني آدم من المسلمين وحكمها في غير الموسوس يختلف عنه في الموسوس فبينما يطلب الشرع الحنيف من غير الموسوس أن يبني على الأقل أي إذا شك صليت 3 أم أربعة ركعات فإنه يقول إذن 3 ويزيد واحدة، وأما الموسوس فحكمه العكس أي أن يبني على الأكثر فإذا شك صليت 3 أم أربعة ركعات فإنه يقول بل 4 ركعات ولا يزيد شيئا، ويلي ذلك سجود السهو قبل التسليم أو بعده.
اقرئي على مجانين:
وسواس القولون عند المسلمين متابعة
وسواس القولون عند المسلمين: نموذجٌ أوضح
أستاذ وسواس: وسواس قهري نماذجي
وبعد يا ابنتي إن لم تجدي ما ذكرته كافيا لتخليصك من هذا العذاب فإن اللجوء إلى الطبيب النفساني المتخصص يصبح واجبا عليك وتابعينا بالتطورات.