مش عاوزة حل..عاوزة حد يسمعني..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وددت أن أتحدث إليكم.. لأنني سئمت..! أي والله سئمت..!
أنا في السابعة والعشرين.. أعيش في دولة خليجية.. أعمل بوظيفة مرموقة لي دخل شهري لا بأس به.. المشكلة تحديداً هي أنني لم أتزوج بعد..! إن هذا لا يؤلمني بقدر ما يؤلم والدي.. ولا أعرف ما السبب في ذلك.. ولكنني أؤمن أن التأخير لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.. أعاني من وجود الحرام بكثرة حولي.. فأنا شابة.. مجالي رجالي.. وراغبي المتعة كثيرون.. خاصة المغتربين.. وراغبي المسيار أيضا.. والطامعين في راتبي الكبير.. وكل هؤلاء يملئون الدنيا..!
أحب عملي كثيراً بل إنني أدمنته.. وأخلص فيه.. عندما كنت في بلدي.. كنت أعاني من كثرة الكاذبين والنصابين.. أي أنني في كل مرة تعلقت بأحدهم ظهر كاذباً أو نصاباً أو طامعاً فيما يملك والدي من ثروة و مال كونها بعمله المرموق أيضاً في دول الخليج.. وجرحني هذا كثيراً كثيراً.. فإذا حكم علي أحد.. حكم على ثروة والدي. أعلم أن الظروف في بلدي سيئة.. وأنه لا بأس من مساعدة راغبي الزواج مني.. لكن المشكلة هو أنهم لا يريدون المساعدة إنما يطمحون إلى شقة مؤثثة وفوقها عروس بالمجان..! وهم قلائل.. ولم يدق بابي كثيرون.. لي أخت واحدة أصغر مني.. وهي متزوجة منذ فترة و بانتظار طفلها الأول.. أعتني بها لأنها تعيش في نفس البلد التي أعيش فيها.. وأحبها كثيراً.. وعلاقتي بها طيبة ولله الحمد.
أمارس العادة السرية أحياناً من فرط الوحدة والرغبة.. وأستغفر الله.. وليس هذا إدماناً إنما لحاجتي إلى السكن الجسدي والمعنوي.. أمارسها مرة واحدة شهرياً وربما مرتين. أداوم على حفظ القرآن وأقرأه. وأسمعه.. وأعيش حياتي به.. أتصدق دائماً.. ولا أترك الدعاء.. لكي يرزقني الله زوجاً صالحاً.. ولكنني أرى القلق في عيون والدي ووالدتي.. والآخرين يتشمتون بأمي لأن ابنتها الناجحة جدا لم تتزوج.. هذا كله يؤلمني.. لأنني لم أحب أن أحمل لافتة متزوجة (على رأي الغالية أميرة بدران) لرجل يتزوج بمال أبي أو براتبي الكبير..! سعدت بالحديث معكم.. أنا مش عاوزة حل.. أنا بس كنت عاوزة حد يسمعني.
أ. أميرة بدران.. أنا بحبك جدا جدا.. وأحترمك جدا جدا.. وأتابعك على طول..
وربنا يوفقك .
17/08/2007
رد المستشار
كلما رأيت دموع الصبايا تترقرق في عيونهن ألما وخوفا أحيانا و طمعا ورجاء في لقاء شريك الحياة أحيانا أخرى..... أشعر وكأنني أسير على شاطئ بحر أصابه جزر شديد!! فرغم أن البحر مازالت مياهه متدفقة تعج بالأمواج المتلاحقة في رشاقة ولا زالت السفن تتهادى فوق سطحه ولا زال الصيادون يقتاتون من خيراته إلا أنه ما زال بعيدا وننظر فلا نرى على الشاطئ إلا صخورا صماء جافة الحروف مليئة بخبايا يسكن فيها عمّار البحر من قواقع واسماك وكذلك عقارب وثعابين نراها لأول مرة بين أيدينا ونتعجب ولا نعي حينها أنخاف من البحر أم نحبه؟
أكره الجزر الحائل بيننا وبين البحر أم ندين له بالشكر لأنه أتاح لنا فرصة للتروي ورؤية ما لم نكن لنراه ونحن في خضم البحر؟
فالصبايا يقفن الآن على شاطئ البحر استعدادا للنزول ولكن.... هناك قوة خارجية أرادت الجزر فنبكي تارة لبعد البحر عنا ونذوب شوقا لعودته إلينا تارة أخرى فتكون البدائل المتاحة هي الانتظار حتى يعود البحر لأدراجه ولو بعد حين.... أو البكاء طوال الوقت لحدوث الجزر في وقت تأهبنا للنزول.... أو الغرق في فضول البحث والتنقيب والنظر فيما أرانا الجزر من مخلوقات وأشياء بوضوح لولا حدوثه.... أو الانشغال بالسير علي الشاطئ ومجالسة الأصدقاء وقضاء الوقت في أعمال نحبها ونهواها حاملين في قلوبنا انتظارا لطيفا مقرونا بالصبر الجميل حتى ينقشع الجزر بعد قليل أو كثير
وكل الاختيارات السابقة اختيارات سلبية تجهد المشاعر والنفس وكلاهما لا يغفران بسهولة العبث بهما أو معهما
فأتصور أن الاختيار الأخير هو الأفضل فهو اختيار إيجابي حققنا فيه بعض أحلامنا واقتربنا فيه من أنفسنا ومن الآخرين محتفظين بأمرين نغفل عن وجودهما.... الأول: تكوين رؤية واضحة لم ولن تكن لتحدث إلا بهذا الانتظار الذي نكرهه
ثانيهما: توافر الوقت الذي نقترب فيه بصدق نحو أنفسنا فنعرفها بحق ونراها بحق، بحلو الخصال فيها أو العكس ونطورها ونعلي من قيمتها وقوتها
وهذان الأمران لا يحدثان بسهولة حين نتزوج في بداية العشرينات!!!
يبقى أن أذكرك بأمور أراها تهمك :
.... كما نتوقع غالبا يحدث! فكلما توقعنا أن الحياة حرب أو أن اليوم سيء كلما حدث ذلك بالفعل فكلما قل توقعنا بأننا لن نقابل فقط في حياتنا إلا عصابات الشر الطامعة كلما وقعت عينانا وسط هذا الزخم علي بشر مختلفين والدليل على وجودهم هو وجودنا نحن (المختلفون).
.... هناك فرق كبير بين رجل يتزوج بفتاة طامعا فيما لديها ورجل بحق كريم الأخلاق أصابه قصر ذات اليد فالأول ليس له مكان في حياتك ولا يستحقك أما الثاني فاعتمادا على خلقه وخصاله هو يستحق أن نسانده حتى يقف على قدميه لأنه "وحده" بمجرد وقوفه على قدميه سيحمل دوره المطلوب منه دون تذكير.
... الثروة ليست لعنة تلاحقنا لكن الأهم ألا تكون هي البوابة التي من خلالها نتعامل مع الآخرين ونقيمهم ونحدد قيمتهم في حياتنا فوجودك في الخليج يعني أن من المحيطين بكم من بينهم أناس مناسبين فهم غالبا يحملون مؤهلا دراسيا ودخلا مناسبا.... فأتصور وجود شخص مناسب منهم دون التحكم لأن تكون أمواله أو مستوى دخله يرقى لدخلكم فلتعيدي التفكير في تلك النقطة خاصة مع والدك.
... دوما يكون لنا اختبار جاد مع الله في تلك الحياة قد يكون في الصحة.... في المال.... في المشاعر.... في الحالة النفسية كل حسب مراد الله عز وعلا فحين يكون اختبارك في الانتظار وتقديم بعض التنازلات المقبولة فهو اختبار لا بأس به ما دمت ستقترنين في الغد برجل ترضينه زوجا لك وأبا لأبنائك.
... أشكرك لدعائك لي فأنا أحتاج إليه بحق تلك الأيام وأذكر كل أصدقاء مجانين بأن بدايتي في الموقع كانت حبا ولا زالت حبا لرسالته وحبا لأصحاب مشكلاته لذا فقد سبق حبي لك حبك لي والبادي أكترررررر
ويتبع>>>>>> : إنه الجزر !!! م