اكتئاب جسيم أعراض سالبة؟
الرد على الاستفسارات
السلام عليكم ورحمة الله بارك الله في جهودكم الجبارة وشكر خاص للأستاذ الدكتور مصطفى السعدني على رده على استشارتي بعنوان اكتئاب جسيم أعراض سالبة؟، سأقوم بالرد على الاستفسارات التي طلبتها مني دكتوري الفاضل وهي كالتالي تباعا: ((لم تخبرنا عن أخبار وزنك وطولك وهذا مهم لاختيار العلاج المناسب)) الطول 165 سم والوزن 72 كجم وبالمناسبة هذا الوزن مستقر منذ حوالي سنتين ولكن قبل بداية المرض كنت نحيف جدا حوالي 50 كغم وبفضل الله تعالى ثم العرض الجانبي لبعض الأدوية تحسن وزني واستقر على 72 كجم.
((ماذا عن الأصدقاء والمعارف؟))، لدي العديد من الأصدقاء وكانوا على تواصل معي حتى في خلال أصعب مراحل الأزمة حيث كانوا كان اثنين منهم يزوروني في بيتي يوميا وفي هذه المرحلة علاقاتي جيدة، وهم يشعرون بتغير جذري عما كنت عليه قبل سفري للدراسة سألت أحدهم يوما: ما تقييمك لوضعي في الوقت الحالي بعد عودتي من السفر وخصوصا أنك عايشتني في مراحل المرض الصعبة؟ كان جوابه واضحا بأن هناك تغير جذري وأنني أستطيع القول بأنك عدت بنسبة 80 في المائة لما كنت عليه قبل مرضك وأضاف يلزمك أن تحاول تغيير أسلوب تعاملك مع الحياة ومع الآخرين؛ ووضح ذلك قائلا (يلزمك أن تقلل نسبة الركازة وأن تضيف مسحة من الهبل حتى تستطيع التأقلم مع واقع المجتمع الذي نعيش فيه حاليا وأن لا تتعامل بأسلوب رسمي ورزين وثقيل كما تفعل الآن!! )، بالمناسبة أنا أعتبر كلامه صحيح جدا لأن هذا هو نمط الحياة السائد هنا في بلدي، بالنسبة لصديقي الثاني سألني قبل حوالي شهر من الآن، وقال: أنت كما عهدناك في الثانوية وبداية المرحلة الجامعية شخصا قياديا في إطار الشلة والأصدقاء، ولكني أرى اليوم أنك عادي وتبتعد عن أن تكون متميزا بيننا!!، أجبت بهدوء بأنني سعيد بذلك وأرغب في حياة هادئة وأضفت بأن ذاك عهد مضى ولا أرغب بأن يعود.
((ما أخبار الحالة الجنسية لديك؟)) أنا غير متزوج ولكني مع الأسف أمارس العادة السرية بمعدل مرة كل أسبوع أو أسبوعين، لا يوجد مشكلة في الانتصاب ولكن كمية القذف قليلة وبدون إحساس ممتع قوي كما كان في السابق، وبالمناسبة أنا قمت بالتخلص من الإحساس بالذنب من ممارسة هذه العادة!!، لا أفكر في الزواج حاليا، سأتحدث عن ذلك في فقرات لاحقة إن شاء الله.
((أريد أن أعرف ظروف عائلتك، ومن تظن أنه يوسوس في عائلتك أو أقاربك؟؟)) إحدى أخواتي أصيبت بوسواس الوضوء والنظافة لمدة بسيطة منذ عدة سنوات وتعاودها الأعراض من فترة لأخرى وشفيت منه بدون أي تدخل علاجي بالصلاة والدعاء والبكاء والتذلل لله رب العالمين والحمد لله على ذلك، والدي منذ عدة سنوات تأتيه حالات عسر مزاج أو اكتئاب خفيف الشدة فيستسلم للنوم ولا يرغب في عمل أي شيء ولا يخرج من غرفته إلا لأداء الصلوات في المسجد ولكن وضعه مستقر على ذلك وأحيانا يشعر بقمة النشاط بالرغم من أنه بارك الله في صحته فقد تجاوز الستين من العمر. وأنا على فكرة أشد أخواني شبها وقربا لوالدي في معظم الأشياء في الشكل والسلوك والطباع .
((هل كان هناك أي ضلالات أو هلاوس سمعية أو بصرية في أي مرحلة من مراحل ذلك الاضطراب النفسي؟)) لم يحدث ذلك مطلقا في خلال مدة المرض بمراحلها المختلفة، هل حدث لك أي تشنجات (صرع) في أي مرحلة من مراحل حياتك؟ أو لديك أي مرض عضوي مزمن؟ لم يحدث ذلك مطلقا والحمد لله أنا معافى من الأمراض المزمنة، ولكني وأنا صغير كان عندي أزمة في التنفس وكان يأتيني ضيق نفس إلى أن شفيت من ذلك وأنا في عمر 10 سنوات والحمد لله على ذلك.
اسمح لي دكتور مصطفى أن أتحدث عن الوضع الحالي وآخر التطورات التي حدثت معي منذ قبل إرسال استشارتي الأولى بأسبوعين وحتى الآن وهي كالتالي:
* ذهبت للطبيب قبل قبل 6 أسابيع وكانت زيارة سريعة كعادة الأطباء النفسيين هنا، وقام الطبيب بتقييم وضعي على أن حالتي الآن هي (personality disorder) فهو كما يعرف عني ويعرف الجميع بأنني إنسان حساس جدا وهذه بحد ذاتها مشكلة. وكان اقتراحه بالنسبة للأدوية كالآتي تخفيف جرعة "الزاناكس" تدريجيا وإنهاء استخدامه في مدة 6 شهور على الأكثر تخفيف جرعة "الأنافرانيل" حسب جدول معين زيادة جرعة "الريسبيردال" من 2 ملجم إلى 3 ملجم مرة واحدة مساء وكان اعتماده في سبب زيادة جرعة "الريسبيردال" هو وجود فكرة أنا قمت بالإصرار عليها أنه لا حاجة لي بالزواج والذرية ولكني أوضحت له بشكل ملح بأن هذه الفكرة فلسفية عندي أكثر من كونها مرضية، المهم أني استجبت لذلك وقمت باتباع إرشادات الطبيب بحيث وصلت الجرعات في خلال 6 أسابيع إلى الآتي "زاناكس" نصف حبة 0.5 ملجم يوم بعد يوم ولا يوجد أي توتر والوضع ممتاز "الأنافرانيل" حبة 25 ملجم يوميا، والوضع ممتاز بحيث لا يوجد أي أفكار وسواسية أو أفكار اكتئاب الريسبيردال 3 ملجم يوميا لمدة شهر ثم قمت بتخفيفها من تلقاء نفسي إلى 2 ملجم كما كانت لأنها لم تغير شيئا ولم تضف شيئا. إلى هنا هو ما كنت أريد قوله قبل شهر ونصف ولكني لم أتمكن من إرسالها لظروف خاصة.
الآن دعني أتحدث عما حصل في الشهر ونصف الأخير... حصلت على عمل في مجال تخصصي في شركة مقاولات وبدأت أخفف في الجرعات تدريجيا وكانت فترة جيدة استمرت حوالي أسبوعين ثم لسوء الحظ توقف العمل بسبب أوضاع الحصار وعدم توفر مواد خام من أجل البناء والتعمير، وصلت الجرعات إلى نصف حبة ريسبيردال 1 ملجم يوم بعد يوم + حبة 25 ملجم أنافرانيل مرتين اسبوعيا + نصف حبة زانكس عند الضرورة القصوى استمر الوضع هكذا لمدة 3 أسابيع ثم حدثت انتكاسة بسيطة تسببت في أعراض جسدية منها (زيادة فظيعة في كمية اللعاب في الفم وأصبحت أستفرغ الطعام أو الشراب بعد قليل من تناوله...فذهبت للطبيب فطلب مني تغيير العلاج بالكامل الى سيروكسات 20 ملجم يوميا ونصف حبة زانكس يوميا...توقفت مشاكل المعدة ولكن لم تتوقف مشكلة اللعاب التي تمنعني من الخروج من البيت منذ حوالي 10 أيام حيث أنني أمضي وقتي وبجانبي سلة لأبصق فيها طول الوقت وأصبحت لا أستطيع استقبال أي صديق في بيتي. احترت في هذه النقطة بالتحديد كثيرا ولا أعرف لأي الأطباء أتوجه دكتوري الفاضل:
ما أريد أن استفسر عنه من سيادتكم إلى متى ستستمر معاناتي؟!
هل سأبقى بحاجة لأدوية على مدى حياتي؟!
أعتقد بأني إنسان ضعيف جدا في مواجهة أزمات الحياة ومعتمد على الآخرين في معظم شؤون حياتي، شاب في مثل سني من المفترض أن يكون مليء بالطاقة والحيوية والطموح والأمل؟!
أنا كنت بهذه الصفات في السابق وكل ما أتمناه لو أن أرجع ولو بنسبة 50 % كما كنت عليه قبل بداية مرضي
هل ستأتينني انتكاسة تلو انتكاسة وخصوصا أني إنسان غير مرح ولا أشعر بأي بهجة في الحياة هكذا هي شخصيتي؟!!!
هل صحيح أن من تعرض لمرض نفسي وتحسنت حالته يكون لديه استعداد اكبر لمواجهة مزيد من الأزمات في المستقبل؟
بالمناسبة أنا قمت بعمل اختبار على موقعكم الرائع في خلال الشهر مرتين، في المرة في المرة الأولى كانت النتيجة اكتئاب خفيف الشدة قبل عدة أيام كانت النتيجة أن الحالة المزاجية جيدة ولا يوجد اكتئاب سامحوني لأن رسالتي غير مرتبة بشكل جيد وأفكاري مشتتة
أنتظر أي كلمة أو أي نصيحة من سيادتكم
ولكم جزيل الشكر
17/8/2007
رد المستشار
المهندس الفاضل؛ تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين مرة أخرى في تلك المتابعة.
واضح أخي العزيز أنك مشغول بتخفيض عدد وكمية الأدوية النفسية التي تأخذها ولو كان ذلك على حساب درجة تحسنك، ولقد قلت أنت بنفسك أنك تحسنت كثيرا حينما كانت جرعة الأنافرانيل 75 ملجم مرتين يوميا ، وريسبيردال 2 ملجم يوميا والزاناكس فقط عند اللزوم، وواضح أنك تعبت كثيرا بعد إلحاحك على طبيبك النفسي المعالج لتخفيف كمية الأدوية النفسية التي كنت تتناولها.
بالنسبة لزيادة إفراز اللعاب الذي ذكرته في رسالتك الحالية، وألم وشد العضلات وعدم القدرة على المشي لأكثر من ربع ساعة الذي ذكرته في رسالتك السابقة، فكل تلك الأعراض هي من الأعراض الجانبية لعقار "الريسبيردال"، والني يمكن تجنبها بزيادة جرعة الأنافرانيل يوميا، أو إضافة جرعة بسيطة من "كوجنتين أو أرتان أو أكينتون أو بِنزهيكسول".
وإجابة عن سؤالك الأول: إلى متى ستستمر معاناتي؟!، وإجابتي هي أنك ستكون بخير وعافية إذا التزمت بجرعة مناسبة من الأدوية التي كررتها كثيرا في رسالتيك، وعندئذ لن تكون هناك معاناة بإذن الله بشرط الالتزام بالجرعات المناسبة ودون تذمر أو رفض للأدوية في نفسك، ولو استعنت ببعض برامج العلاج السلوكي المعرفي لدى متخصص فسيساعدك ذلك كثيراً على ألا تنتكس حالتك النفسية عند تحسنك بعد فترة من العلاج، لن تقل عن عدة أشهر وقد تزيد عن ذلك قليلاً وأتمنى لك الشفاء العاجل بإذن الله، وهذه هي إجابتي عن سؤالك الثاني.
أخي العزيز:
استعن بالله ولا تعجز، وطريق الألف ميل دائما يبدأ بخطوة واحدة، ولكن المهم هو أن تبدأ فيما قلته لك، وتذكر أنك لست ضعيفا ولا عاجزا، ولكن ما يسبب ضعفك ووهنك هو أنك ترغب في أن تسير الأمور على هواك أنت وأن تضرب بكلام طبيبك المعالج عرض الحائط (في نفسك)، وأن ترغب في أن تكون نوعية وكمية وطريقة العلاج على مزاجك أنت، وهذه المشكلة نواجهها مع كثير من مرضى الوسواس المصحوب بالاكتئاب، فنجد المريض يكتب لنا رسائل من خمس لسبع صفحات يشتكي فيها بكل شكاوى وأعراض الوسواس والقلق والاكتئاب بينما الحل البسيط بين يديه وهو أن يلتزم بجرعات الأدوية التي جعلت أعراض الوسواس تتحسن بشدة لديه!، ولكن المهم هو الاستمرار على نفس هذا العلاج المؤثر لفترات طويلة وبصبر ومثابرة وتحمل، أما أن يغير مريض الوسواس المصحوب بالاكتئاب علاجه أو جرعات علاجه كل عدة أيام أو عدة أسابيع؛ فمن خلال خبرتي المتواضعة في الطب النفسي لا أستطيع أن أعده بتحسن الأعراض التي يعاني منها!.
وأظن أن هذا الالتزام بكيفية وكمية العلاج الدوائي و النفسي هو خير حافظ من الانتكاسات المرضية لمرضى الوسواس المصحوب بالاكتئاب.
أخي المهندس الفاضل:
أظن أنني قد أجبت عن كل أسئلتك، وعليك أن تلتزم بالعلاج المناسب الذي أعطاك أعلى درجة من درجات تحسن الأعراض النفسية التي قد عانيت وتعاني منها، ولا مانع من تقليل جرعات العلاج بعد استقرار حالتك النفسية لعدة أشهر ولكن ببطء شديد
واقرأ على مجانين:
هلع ووسواس واكتئاب: خلطة؟؟
دوامة من الجحيم: خلطة العصاب
خلطة الاكتئاب والقلق : من أنا؟