السلام عليكم,
أنا فتاة في 26 من عمري طالبة, ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتي ولكن بفضل الله وبفضل موقعكم بدأت أراجع نفسي وأغير فيها نحو الأفضل.
أعرف إن من الأشياء التي تساعد الإنسان على الذهاب في طريق الله هي الصحبة الصالحة أو الزوج الصالح ولكنني أفتقدهما معا فأنا أعيش وحدي ولا يتقدم لي أحد للزواج وإذا تقدم ينقصه الدين وأنا خائفة على نفسي, هل أتزوج أم أنتظر حتى يتقدم الشخص المناسب علما أن والدي متوفيان ولي أخ أنا في خلاف معه وهو يريدني أن أتزوج وفقط حتى لا يتكلم الناس عنا.
فماذا أفعل؟؟؟؟
24/08/2007
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
وجهة نظرك صحيحة حول أثر الصحبة الصالحة على الإنسان ولكنها ليست دقيقة تماما خصوصا في المراحل المتقدمة من النضج كما توحي الفئة العمرية التي اخترتها لنفسك.
يتأثر الإنسان بما يعرف بوجهة الضبط focus of control وهي لدى الأطفال خارجية تماما أي أن التزامهم بالقوانين والقيم يكون مرتبطا بوجود من يفرضها عليهم في البداية من الوالدين ثم من جماعة الرفاق ولكن مع النمو وتكون الضمير يبدأ الإنسان في اختيار القيم التي تناسب توجهاته في الحياة ويلزمها بغض النظر عن وجود الرقيب الخارجي وهو ما يسمى انتقال الضبط من الجهة الخارجية إلى الداخلية حيث يتولى ضمير وعقل الإنسان توجيهه في أي مكان ومع أي صحبة، ولا يعني هذا عدم ارتكاب الأخطاء ولكن يعني الإسراع لتصحيحها لتنسجم ثانية مع قيم الفرد التي يحملها بداخله ولا يرتاح إلا إن كانت حياته منسجمة معها.
هل وصلك مغزى كلامي؟ يمكنك أن تكوني مستقيمة وسط غابة إن شئت وكانت تلك قيمك الشخصية فأنت لست بطفلة تحتاج لتوجيه خارجي فإن صلح هذا التوجه صلحت وإن فسد عافاك الله مما قد يترتب عليه.
ليس بالزوج فقط يصلح الحال فامرأة فرعون كانت صالحة وزوجها فاسق، وسيدنا لوط كان نبي وزوجه وقع عليها ما وقع على قومه من العذاب فكل راشد مسئول عن نفسه بغض النظر عن زوجه.
عليك بالدعاء والصبر واعملي على إصلاح نفسك وإعادة ترتيب حياتك وقيمك وأولوياتك في الحياة ولا تنسى أن تجعلي من بينها إصلاح علاقتك بأخيك.
لا تتسرعي بالزواج من أي شخص لمجرد الزواج فإن كان الهدف الأساسي من الزواج قديما هو العفاف أصبح يلحق به في زماننا الكثير من الأدوار والتكاليف الاجتماعية التي يجب أن يكون من تختاريه قادرا على القيام بها كما سيلزمك هذا الزواج الكثير من المسئوليات والتنازلات وإلا فإن مقاومة نفسك وشهواتها وإلزامها طريق الحق أولى وأسهل فإن لم تكوني متدينة لن يصلحك أكثر الرجال تقوى والعكس صحيح فعلى الرغم من أهمية الرفقة الصالحة إلا أنها لا تشكل التوجه الأساسي بل فقط تعينك عليه فقرري توجهك وعليه اختاري لحياتك مع تمنياتي لك بالسعادة والاستقرار.