تعارف النت
بداية ترددت كثيراً قبل أن أطرح مشكلتي، ولكن بعدما قرأت الحلول التي رددتم بها على مشاكل سابقة اقتنعت بها ووجدت أنه من الممكن أن أجد حل مشكلتي عندكم..
أنا فتاة عمري 17 سنة وأدرس بالمرحلة الثانوية، مشكلتي هي أنه منذ 10 أشهر تقريباً دخلت عالم النت، هذا العالم الذي يحفل به العالم في هذه الآونة، ويقر بأن له جانبان أحدهما حسن والآخر ضار، بالنسبة إلي، فقد دخلته من الجانب الحسن المفيد، وكنت أتصفح المواقع المفيدة الهادفة، ولكن بعد ذلك سمعت عن "الشات" وأنك تستطيع أن تتكلم مع من تشاء ومن أي بلد، وهكذا أعجبتني الفكرة، فقررت الدخول للاستكشاف فقط ولحب الفضول..
أولاً كنت أدخل لأتفرج على ما يكتبون بدون أن أتدخل، وعندما قررت الدخول في الحديث معهم قررت الذهاب إلى شات إسلامي ملتزم؛ لأني والله لا أحب النقاش في المواضيع التافهة التي كانوا يتناقشون فيها في الشات العادي، المهم هو أنني عندما دخلت الشات الإسلامي حكيت بشكل عام وتناقشت معهم في العديد من الأمور الدينية والعقائدية طبعاً بشكل عام، ولكن مرة طلب مني شاب محادثة خاصة، وقال لي إنه أعجب بأسلوبي ورأيي عندما كنت أتكلم على العام، ولكني لم أرد عليه أول مرة, ولكنه بعد ذلك طلب مني أن نتناقش في موضوع ديني على الخاص، وأنا وافقت لعلمي بأن الحديث لن يتعدى النقاش في المسألة التي طرحها للنقاش، ومع مرور الأيام وجدت نفسي أنسجم مع هذا الشاب في الحديث، علما بأن عمره 21 سنة، ورغم أنه أكبر مني إلا أنني استطعت أن أتناقش معه في كثير من المواضيع بكل تفاهم.
ذات يوم طلب مني إيميلي لأنه قال إنه لن يدخل الشات مرة أخرى وأنا كذلك أيضاً، فقررنا أن نتكلم عبر الماسنجر، وأعطيته الإيميل وأصبحنا نتكلم على الإيميل، ولكن في حدود الأدب والأخلاق والشرع، يعني حديثنا كان كما كان في الشات لا أكثر ولا أقل، وبعد 4 أشهر من معرفتي به صرح لي بإعجابه بي وبأسلوبي، مع العلم أنه شاب محترم ومتدين جداً وملتزم بالصلاة بالمسجد كما قال لي، وأكد لي ذلك وهو بالسنة 3 بالجامعة، ومن نفس بلدي وأنا أيضاً الحمد لله متدينة جداً وأهلي كذلك، وأيضاً بعد ذلك صرح لي بحبه وباستعداده لبذل أي شيء في سبيل الارتباط بي، أنا أيضاً أبادله نفس الشعور، ولكن المشكلة هي: أن أهلي لا يعلمون بالقصة ولا أهله أيضاً، ولكنه قال لي إن أهله متفهمون وسيرحبون بأي قرار يتخذه يشعرون أنه في مصلحته، وسيرحبون بي،
ولكن أنا خائفة من رأي أهلي بالموضوع خصوصاً وأنه تعارف عن النت وما إلى ذلك، ولكن أريد منكم أن تقترحوا علينا كيف نخبر أهلي بالموضوع؟؟ وما هي الطريقة المثلى لذلك؟ وأيضاً أريد منكم أن تعطوني رأيكم الصريح في هذا الشاب استناداً إلى المعلومات التي قلتها عنه، وماذا أفعل؟ أنا في آخر سنة من المرحلة الثانوية ولا أريد لعلاقتي به أن تستمر هكذا بدون علم أهلي، وأيضاً أريد أن أكمل دراستي بالمثل، وفي ذات الوقت أريد الارتباط بهذا الشخص فماذا أفعل؟ يبقى لي 5 سنوات وأكمل دراستي كلها، هل أبقى على اتصال به طوال هذه المدة؟ أم ماذا أفعل؟
بالله عليكم أرشدوني..
أختكم / H_R
24/08/2007
رد المستشار
ابنتي العزيزة؛
أحيي فيك أسلوبك الجميل في الكتابة ورزانة عقلك ونضجك الواضح من كتابتك وترتيب أفكارك. وأهمس في أذنك يا أختي هذه هي مجريات الأمور الطبيعية فدائماً تتطور العلاقات على الإنترنت أو غيره بهذا الشكل وكثيراً ما تأتي إلينا رسائل مثل قصتك تماماً بداية تصفح لما هو مفيد ثم الدخول على برامج الشات للتعرف عليها ثم بداية حديث عام ثم استلطاف من أحد الأطراف ثم تعارف عام ثم... ثم... ثم إلى ما وصلت إليه الأمور. حبيبتي دعينا نفصل الأمور ونرى كل أوجهها، فمع احترامي لطريقة تعارفكما التي كان فيها الكثير من التفاعل العقلي والفكري.
ولكن دعيني أسألك عدة أسئلة أولها وأبسطها وأكثرها منطقية:
* هل أنت متأكدة من وجود هذا الشخص من الأصل؟ بمعنى إذا افترضنا وجوده المادي (وهذا أيضاً كثيراً ما يكون أكذوبة) فلنسأل عن وجوده المعنوي أي ما هو ضامنك بأنه هذا الشخص يجمع كل الصفات التي حدثك عنها (واستشهاداً بقولك أنه يصلي في المسجد كما يقول) وهذا نضج منك أن تدركي أن ما يقال على الشات نسبة مصداقيته ضعيفة جداً –فهذا أول سؤال- ودعيني أجيب عنك بأن هذا الشاب موجود مادياً ونسبة وجود هذه الصفات فيه 50% مثلاً (مع أنها نسبة كبيرة جداً).
نأتي للسؤال الثاني هل التعارف على الإنترنت ضامن للعلاقة سوية سليمة في المستقبل؟ فكما نرى فمن الأغلب الأعم وبنسبة 95% أن هذه العلاقات لا تنجح وتكون كذب X كذب.
بالنسبة للـ 5% الباقية يقولون أن هذه المرحلة من التعارف لم تكن مجدية إلا في أنهم عرفوا أسماء بعضهم وأماكن عملهم وأعمارهم.... (أي معلومات عامة) وأن كل ما تحدثوا فيه على الشات لم يفيد كثيراً في علاقتهم المستقبلية لأنه مجرد كلام لم يثبت بواقع الحياة فكانت كأنها فترة تعارف سطحية (مع ما فيها من محاذير شرعية من التحدث مع غريب وما يترتب عليه من المشاعر والأحلام).
الأمر الثالث يا أختي الصغيرة أنت في سن الآن أو في مرحلة حرجة جداً من حياتك من تحديد مستقبلك العملي, ويترتب عليها أشياء كثيرة مستقبلية (المرحلة الثانوية). وكذلك فهي مرحلة تتسم بتقلب المشاعر كثيرا والارتفاع والانخفاض -فحتى إذا كنت ستسألين عن علاقتك بشاب بطريقة عادية ليس من النت فكنت سأقول لك تمهلي يا حبيبتي فمازال قلبك الصغير لم ينضج بعد وكم تعرف الشباب في هذا العمر على أشخاص من الجنس الآخر وتعلقت قلوبهن بهم وبعد فترة حدث الانفصال وتسبب في كثير من الأحزان والجروح فما نقول تمهلي ليس هذا وقته, انهي دراستك الثانوية واستكملي دراستك الجامعية ودعي الأمور تسيير في مجراها الطبيعي في وقتها الطبيعي, وفي ذلك الوقت تكون الاختيارات كثيرة فتستطيعي أن تزني هذا الشاب في وسط أقرانه من المتقدمين لخطبتك وتستطيعي أن تعرفي إن كان مناسب أم لا–.
أما إذا أصررت على الارتباط به الآن (وهذا ما لا أنصح به) فدعيه يذهب إلى أهلك ويتقدم إليك ويطلب يدك كالمعتاد, وكأنه رآك في أي مكان أو عرفك عن طريق إحدى الصديقات, ودعي وقتها الأمور تسيير بشكلها الطبيعي وتعرفي عليه من أول وجديد لأنك فعلاً مازلت لم تعرفيه ولكن احذري أن تشغلك هذه العلاقة عن دراستك, وعن علاقتك بأهلك وأصدقائك لأن هؤلاء هم الجو الطبيعي لك الآن وليس الشبان وعلاقات الحب الحالمة التي لا تؤدي إلى مستقبل حقيقي. وفقك الله أنت وجميع أبنائنا, وأعانك على الثانوية العامة, وأسمعنا عنك كل خير.
واقرئي أيضاً:
زواج الإنترنت:ناجح, لكن: بشروط
حب على الشات: حذارِ يا بنات !
عدم الثقة: الأفضل في علاقة النت
هل يوجد حب عن طريق النت
لا حب عن طريق النت: فقه الإنترنت