نار جهنم هل أنا مجنونة
أنا صاحبة المشكلة وهذه الإجابة على أسئلة حضرتك:
أولا أتقدم بخالص الشكر والاحترام لحضراتكم فربما كتبت المشكلة مختصرة لضعف الأمل في الرد لكن الحمد لله جعل الله مجهوداتكم في ميزان حسناتكم وإليك دكتورة إيمان بالتفاصيل.
أولا قبل الزواج كان والدي قاسيا معنا في البيت وكان يتقدم لخطبتي الكثيرون فأنا كما يقولون جميلة وأبي يرفض دونما رأي مني وعندما وافق على زوجي هذا قلت جميل جدا سأهرب من ناره إلى زوجي عشت سنة واحدة سعيدة أو أحاول هذا ونتيجة سوء الاختيار من أبي وعدمه من جانبي مر عام ونصف وصدمت في زوجي حيث أنني رزقني الله وقتها بطفل وفي نفس الوقت خانني الزوج، وظللت أحتمل وأحتمل تحليا بالعقل كما يقولون.
زوجي كان يربط مصاريف البيت كشرط لممارسة العلاقة الحميمة فكلما أعطاني مبلغا للبيت وابني عشيتها يقول لي أنت أخذت مصاريف البيت يلا بقى تعالي نتكلم شوية؟؟؟ كان يشعر بتأنيب الضمير تجاهي فيحاول تعويضي ماديا في المقابل أنا إنسانة ولست سلعة كنت أرفض.
أنا جميلة وأرضى عن شكلي العام صحيح أن سني 38 سنة لكن من يراني يؤكد أنه كثير على مظهري فهو يوحي بأقل من هذا السن بكثير ولكن هذا الشعور بالخوف تسرب تدريجيا مع مشاكلنا اليومية والفجوة الموجودة.
أطلب الطلاق مرارا لكنه يرفض بحجة أنا صحيح خنتك لكن ما أقدرش أبعد عنك عاوزة تطلقي وتتزوجي، فأقول له أنني أكره الرجال كل الرجال ومع الوقت وصلت أنا للحالة التي أرسلتها لحضراتكم، ولكنني أشعر بالذنب تجاهه أريد الطلاق والانعزال عن العالم خاصة وأنا أراه بعيني أحيانا إذا غبت وعدت للمنزل، لا أستطيع وصف معاناتي بدقة ولكنني ما يمكن قوله أصبحت ميتة متحركة لا أحب ولا أكره فقط أريد أن أكون عادلة فأنا من المستحيل أن أحبه أو أعطيه حقه ولا أن أقترن بأي رجل مهما كان قدره ليست عقدة بل لأن مشاعري ماتت ولأنه يغتصبني في كل مرة أتعب وتصيبني الزغطة وانتفاخ القولون ثم ضيق التنفس والقيء أحيانا.
ويقول لي أنا بدفع لك تمن علاقتي بيكي تأكلي وتربي ما تحلميش بأكتر من كده وكأنني ساقطة عرفها من الشارع ولست زوجته فماذا أفعل وهو يعتبر أن خيانته مشروعة وأن كل حقي لديه هو الأكل والشرب لأنني لم أعمل في وظيفة حتى الآن إذا مرضت يقول لي (افعلي كذا أعطيك ثمن الدواء) فأفضل المرض على كوني حيوانة ومع ذلك أشعر أنني مذنبة في حقه لكن والله ما خدعته أبدا فقط أنا في حيرة من أمري لا أريد الجنس لا أريد الجنس لا أريد الرجال وهذا أسط حقوقي كإنسانة أن أكرم جسدي ويكفيني ربي بجانبي يسترني يحفظني فهل أنا مجنونة كلهم قالوا لي أنت مجنونة فماذا أفعل شكرا دكتورة إيمان، ولكن أرسلت إليكم لأنني في جوفي نار جهنم فمن يطفئها.
وشكرا لكم سأدعو لكم في صلاتي وقرآني بارك الله فيكم
26/7/2008
رد المستشار
دعينا يا سيدتي نبدأ القصة من أولها فالآن اتضحت لي الصورة, فمن قبل أن تتعرفي على زوجك وأنت تحملين أفكار سلبية عن الرجال (وهي تتمثل في علاقتك بوالدك) ثم اكتملت هذه الأفكار برفض أبيك للخطاب كما تقولين, وجئت أنت (وزدت الطين بلة) وانتهجت النهج التقليدي للسيدات الفاضلات المصريات وتزوجت هروبا من أهلك وذهبت إلى هذا "المنجد" بأفكار عن بيت كله أحلام وردية وعصافير ترفرف (كما في السينما جزاهم الله عن كل البيوت التي خربوها كل شر, وهدانا وهداهم أجمعين).
ولم يخطر في بالك طبعا (وبال اللاتي سبقوك) بأن هذا البيت الجديد ملئ بالمسؤولية والمجهود المبذول من الطرفين للتفاعل وتفهم الآخر وخذ وهات وليس خذ فقط أو هات فقط (خذ وهات في الأفكار حتى نتقارب).
فالكثير الكثير من الفتيات يتزوجن لأن الزواج في نظرهن غاية في حد ذاته, أي أن أكون متزوجة هذا هو الهدف وليس كون الزواج وسيلة لنستكمل بها مشوار حياتنا سعداء (مع ملاحظة أن العمر الذي نقضيه مع شركاء حياتنا هو تقريبا ضعف العمر الذي نقضيه مع أهلنا قبل الزواج), فهل من الحكمة إذن اختيار هؤلاء الشركاء بهذا الشكل المجحف للطرفين؟؟
وذهبت يا سيدتي إلى بيت هذا الزوج وأنت محملة بكل هذه الأفكار المغلوطة وممتلئة داخليا بكل هذه الضغوط وأعتقد أن بدايات تعاملك مع زوجك كانت بدايات غير موفقه طبعا لأنه هو أيضا يتزوج مثل باقي الشباب بمجموعة من الأفكار المغلوطة أيضا (الحياة ستكون وردية, كل شيء سيكون سهل....) وكل هذه التصادمات أدت إلى عدم التوافق أو عدم علاقة بمعنى أصح.
ثم نأتي على الجانب الآخر وهو العلاقة الحميمة التي هي من المفترض في العلاقات الزوجية السوية تأتي بعد مشوار طويل من التفاهم في أمور الحياة اليومية ومشاركة بعضكم البعض في الصغيرة والكبيرة, والضحكة والدمعة, فتأتي وقد توجت كل هذه العلاقة وجاءت أوتوماتيكية لعلاقة سليمة طوال اليوم.
ولكن في حالتك كما أتوقع, جاءت هذه العلاقة من طرف زوجك بشكل (غبي وقليل الخبرة) في بادئ الأمر بدون مقدمات أو مداعبات أو تفاهم, وقوبلت منك طبعا ب (الخضة) لأنك لا تعرفين شيئا أو كما سمعت من خبرات من يحيطونك الأعزاء (الغير فاهمين) فحدث التصادم من أول ليلة وحدث النفور الذي استمر معك كل هذه السنين, ولا أحد يفقه ولا أحد يريد أن يغير من نفسه أو يتعلم. وطبعا انعكس ذلك أولا على أحداثكم اليومية, فأصبحتم في حلقة مفرغة, أحداث يوم كئيبة تؤدي إلى علاقة حميمة منفرة ثم تؤدي إلى أحداث يوم أكثر كآبة وهكذا. فأثر كل واحد منكم أن يعيش في عالمه الخاص بعيدا عن هذا الشريك (المقرف الذي دخل في حياته من غير داع ويا ريتني ما اخترته وكانت شورت أبويا.....وهكذا).
وعلى الجانب الآخر طبعا الزوج لا يستطيع دفع هذه الشحنة الجنسية ويضطر إلى الطريق الآخر (الذي لم تسديه عليه يا سيدتي) مع اعتراضنا على هذا التصرف منه طبعا ولكن هذه هي طبائع الأمور.
ويمكن أن نفهم الآن لماذا بدأ زوجك يتحدث معك بهذه الطريقة الغريبة من مطالبتك بالعلاقة الحميمة مقابل إعطائك المال لأنك من الأول يا سيدتي لم تتفهمي الاحتياجات بكل أنواعها لا اليومية ولا الجنسية سواء لك أو لزوجك, وهو كذلك. فدخلتما في متوالية من قلة الخبرة والغباء.
ولي أيضا تعليق على ما آل إليه تصورك عن نفسك (أنا سلعة... أنا حيوانة..) وأسألك سؤالا :أليس من الأول أنت من وقف هذا الموقف مع الزوج من أول طريقة اختيارك له (هربا من أهلك) فما ذنبه هو في ذلك؟ ألم تعامليه أنت هكذا مثل الحيوانات (مع الاعتذار)؟.
أخيرا, أرجوك يا سيدتي أن تتبصري أمرك مليا, وأن تمعني النظر في علاقتكما, لأن الزواج ليس مجرد عقد على ورقه (ويلا بينا نتجوز) ولكنه مجهود نبذله لنتفهم بعضنا بعضا وليس مع أول مشكله نقول (لأ.. مش لاعب).