السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أساتذتي الأجلاء الأفاضل أنا صاحبة مشكلة أمل بلا أمل والتي نشرت بعنوان "أمل بالله نعم الأمل"، آثرت ألا أكون أنانية أكثر من ذلك وأردت أن أراسلكم عن التطورات التي حدثت لي, وإن كنت أتمنى أن أقول أني شفيت تماما, ولكن الحمد لله على كل حال.
في البداية أشكر د وائل أبو هندي على المجهود الرائع الذي يبذله لاستمرار هذا الموقع الطيب, وبالطبع أشكر جميع القائمين على هذا الموقع. بالنسبة لشكواي السابقة:
1- الحمد لله تصالحت مع الجنس كما أشار علي أ. علاء مرسي ولكن بالطبع لا أستطيع الجزم بذلك!
2- وخلال ذلك شددت علي أسرتي على معرفة كل شيء, بما في ذلك الشكوى التي اشتكيتها لمعالجي في بداية العلاج, والحمد لله بعد مرور هذه الضغوط أستطيع القول أن المصارحة أزالت كثيرا من الآلام بداخلي.
3- بعد ذلك ركزت على تصليح علاقتي بأسرتي وخاصة والديّ وحتى الآن الأمور بيننا تسير كأطيب ما تكون.
الآن أواجه بعض المشاكل:
1- لا أدري لماذا أصبحت هشة بهذه الطريقة, بمعنى أنه بعدما مر على بداية علاجي 10 أشهر بالتمام وعندما طلبت من طبيبي تخفيف الدواء (كنت أريد التمهيد لإنهائه) وبعدها بشهر وأسبوعان عاودتني أعراض الاكتئاب مثل عدم الخروج من البيت وإن ذهبت مضطرة إلى عملي أجد صعوبة كبيرة في التواصل مع الناس بالإضافة إلى الشعور بالحزن الدفين بلا سبب واضح. (ولأن هذه الفترة كانت محددة لمستقبلي في العمل اتصلت بطبيبي واستأذنته في إرجاع جرعات الدواء كما كانت).
2- الآن أعاني من أفكار وسواسية – تسلطية إن صح التعبير- وهي كالتالي:
خاصة بالطهارة:
• الاستنجاء لفترات طويلة 10 دقائق, مرات متكررة مما سبب لي التهابات مزمنة.
• غسل اليدين بالصابون ودعكها جيدا أكثر من مرة في الغسيل الواحد.
• أنضح ثوبي الداخلي بالماء بصورة زائدة (بصراحة لا أنضحه أنا أغرقه) تحسبا لحدوث إفرازات بسبب شهوة ما بين الصلاتين وهذا يؤذيني كثيرا لأنه بالإضافة إلى الالتهابات التي يسببها, دائما ملابسي مبقعة من الخلف بالماء.
• تأتيني فترات شهرية تقريبا تكون الرغبة الجنسية عالية جدا ويكون الموضوع على شاكلة النعمة التي تتحول إلى نقمة, حيث أحلم أحلام جنسية كثيرة بالإضافة إلى الخيالات (أثناء الاستيقاظ) ولكني أجد صعوبة كبيرة جدا في تحديد ما إذا كان ذلك قد أوجب الغسل أم لا؟؟ وعندها فإن اليوم العادي أغتسل فيه مرتان على الأقل (حسب النوم) أما بعد ذلك فأستجيب لهذه الأفكار بلا عقل.
خاصة بالصلاة:
• زيادة عدد ركعات الصلاة وخاصة الرباعية وزيادة عدد مرات السجود, قد أقرأ الفاتحة مرتين في الركعة الواحدة ويراودني إحساس دائم بأن صلاتي منقوصة.
• الإطالة في الركوع والسجود لنفس السبب.
• أقسم سجادة الصلاة إلى أقسام طولية (ليس بالقلم) بمعنى أن أصلي الفرض على يسار السجادة, ثم السنة على اليمين والوتر مثلا على اليمين أكثر المشكلة الحقيقية في ذلك أني أعيد بداية الصلاة أكثر من مرة لأن عدم وقوفي في المكان المخصص معناه أني كنت سرحانة ولم أستحضر النية!!
• أذكار النوم أعيدها 3مرات مثلا لعدم ارتياحي وشكي في أني قد قلتها, وكذلك أذكار الصباح, والمساء....الخ
متفرقات:
• تكرار جزء من الجملة أثناء الكلام حتى أتذكر ما بعدها.
• غسل الملابس أكثر من مرة واستخدام النقع والمنظفات حتى أرتاح أنها تبدو نظيفة, وهذا أفقدني نسبة25% بالضبط من ملابسي الخارجية والداخلية.
• أصر على لبس الساعة في يدي عند الخروج للنظر فيها خلال الطريق على الرغم من أن طقوسي في التتميم على البيت قبل الخروج تجعلني من المتأخرين دائما وتواجهني مشاكل في العمل بسبب هذا التأخير.
• أفكر أثناء الرجوع إلى البيت في الأشياء التي سأشتريها من الطريق هكذا: سأشتري فول.. سأشتري فول.. سأشتري فول بخمسين قرش.. بخمسين قرش..... وهكذا. ما أستغربه فعلا هو تنوع هذه الأفكار وأنها تتغير من وقت لآخر لكن مع وجود وساوس الطهارة؟؟
أشياء بعيدة عن الوساوس:
• شهيتي للطعام بسيطة لكن ما يقلقني أكثر هو حاجتي المستمرة لشرب سوائل مسكرة (أي بها سكر).
• أنتف شعر أنفي ورموشي بطريقة لا تليق بفتاة في مثل سني, لكن الحمد لله لم يتبع ذلك مشكلات صحية.
• في أثناء خيالاتي الجنسية في ذلك الوقت أشعر بالذنب الشديد وأظل أشك نفسي بالدبوس في فخذي أو كتفي.
أخيرا.. الأدوية التي أتناولها:
• لوسترال حبة صباحا • انافرونيل 25 ملجم حبتين مساء
• بوسبار 10 ملجم 3 اقراص يوميا أعتقد أن القلق هو ما يقف وراء هذه الوساوس المتعددة... لا أعرف كيف أتخلص منه وبالطبع هو أحد الأوجه لعملة تشكل الاكتئاب البغيض الوجه الآخر لها الحقيقة إني خجلانة من نفسي جدا
وأرجو ألا أكون آذيت مشاعر سيادتكم أو أرهقتكم.
في النهاية أشكر سيادتكم وأتمنى لكم السداد والتوفيق.
07/09/2007
رد المستشار
صديقتي؛
على الجانب المضيء من الأمور، الوسواس جزء مهم من العبقرية... كيف يفكر العبقري في اختراع جديد بدون أن تستحوذ وتلح عليه فكرة متكررة؟
إنك لم تتصالحي مع الجنس ومع جسدك بعد... أظن أن المشكلة الحقيقية تكمن في علاقتك بوالديك وبناء عليها علاقتك بجسدك والجنس والدين... لا داعي لكل هذا العذاب الذي تفرضينه على نفسك...
أعتقد أن أمك من النوع المسيطر والمتحكم في حياتك عن طريق التوجيه أو النقد المستمر.. التحكم هو قاسم مشترك أعظم في حالات إيذاء الجسد (مثل الشك بالدبوس) وقد يكون أبوك أيضا من هذا النوع ولكن في أغلب الحالات تكون الأم.. أنت أيضا تريدين فرض سيطرة شديدة على نفسك وشهواتك ورغباتك وخيالاتك... دعيني أريحك بصفة نهائية:
لن يمكنك التحكم في أي من هذا وليس في أي من هذا ما هو مشين أو وسخ أو غير نظيف أو غير طاهر... ما هو مطلوب منا جميعا هو معرفة هذه الغرائز والشهوات وتنظيمها أو تقنينها وليس منعها أو مقاومتها... ثم إن الإفرازات التي تتحدثين عنها (من تأثير الخيالات الجنسية) ما هي إلا ماء يبلل جدار المهبل وشيء بسيط جدا من إفراز غدد متخصصة في حماية نسيج المهبل الداخلي الحساس.. ليس في هذا أي شيء غير طاهر... وبالتالي فيكفى الغسل الخفيف بالماء... نفس الشيء يمكنك أن تفعليه في الاستنجاء.. لا داعي لكل هذا الغسل والغسيل.. يكفيك أن تذكري نفسك بشيء واحد فقط: ما هو غير نظيف (في اعتقادك) هو الغضب الذي كتمته منذ الصغر.. الوسواس ما هو إلا ستارة دخان لكي يهرب المرء من فكرة أو إحساس لا يعي به أصلا وإنما هو مكبوت في العقل الباطن.. أغلب الوقت تكون الفكرة أو الإحساس حول أشياء يخاف الإنسان من الاعتراف بها لنفسه.
الاكتئاب معناه غضب نحو من لا نجرؤ على الغضب منه وبالتالي غضب نحو أنفسنا... قد يكون اكتئابك بسبب الغضب الذي شعرت به وكبته في سنوات سابقة نحو والديك... والآن بدأت العلاقة تتحسن ولكن الغضب مازال موجودا ودفينا لأن من شعرت به كانت الطفلة وليست أنت البالغة... أنصحك بمراجعة هذه الأشياء إلى جانب الدواء مع طبيبك النفسي وكفاك محاولات في حل المشكلة من الظاهر.. يجب عليك البحث مع طبيبك عن الفكرة التي تريدين تنظيفها بشكل رمزي عن طريق الغسيل والغسل المبالغ فيهما... أيضا يجب عليك بحث السؤال: لماذا تخافين أن تعيشي؟ أو ما هو المخيف إذا سمحت لنفسك بالحياة بالكامل؟؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك وعلى متابعتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك، لكن من المهم يا ابنتي أن يشتمل علاجك على جلسات العلاج المعرفي السلوكي وإلا تظلين مدى الحياة على العقاقير التي تحسنك جزئيا فقط... عليكم مناقشة ذلك مع طبيبك المعالج، واقرئي:
وسواس قهري و...؟ عودٌ على بدء!
الشك وإعادة التحقق وسواس قهري
كيف أتغلب على الوسواس نهائيا
مشكلة مستعصية أم وسواسٌ لا يعالج!
وتابعينا بالتطورات.