موسوسة على درب العلاج
R03;لا أدري كيف أبدأ مشكلتي ولا كيف أعبر لكم عما يجول في نفسي وحياتي لقد كنت بنت طبيعية كأي بنت في العالم كنت أعيش حياتي بلا مشاكل ولا هموم حتى بلغت سن الزواج بدأت المشاكل تأتي من كل حدب وصوب.
عندما كنت بسن 12-13سنة تعرضت لتحرش جنسي من خالي كان عمره في ذلك الوقت 27 سنة لم أكن وقتها أعرف ماذا يحصل لي كنت أجهل ذلك لقد مسكني خالي وذهب بي إلى حظيرة الطيور وبدأ يكلمني عن الطيور ويريني إياها وفي نفس الوقت كان يلامس عضوه بي وكان يحاول أن يوازي مابين جسمي وجسمه شعوري وقتها أني لا أعرف ما الذي يفعله بي لم أقاوم بل صمدت ولم أتحرك لم أخبر أحد من أهلي بما حصل لي حتى أن علاقتي فيه لم تتأثر في ذلك الوقت بل كنت أكلمه وأراه ولم أشعر بناحيته بأي شيء حتى كبرت وفهمت ما الذي فعله بي أصبحت علاقتي فيه شبه منقطعة ولا أكلمه كثيرا ولا أراه كما أني تعرضت لتحرش جنسي من أناس آخرين.... في قرارة نفسي لا أشعر أني تأثرت مما حصل لي من ناحية الزواج ليس لدي مشكلة وشعوري نحوه طبيعي لكن الجنس هو ما أكرهه وأتقرف منه ولا أحب الكلام فيه عندما أرى أو أقراء بالصدفة أشعر بدوار حتى أني لا أفكر فيه نهائيا متيقنة أني إذا تزوجت سأتعب من هذه الناحية كثيرا لا أعلم هل أنا هكذا أم أن ما حدث لي أثر فيني.
لقد بدأت المشاكل تتوالى علي قبل سنتين توفي ابن عمي وهو صغير بالسن وجميل جدا توفي في حادث سير بعدها أصبت بما يشبه الصدمة حزنت عليه جدا بدأت بعدها الوساوس تنتابني كأن سأصاب بمرض خبيث أو أني لا أتقن الصلاة والوضوء وأعيدها كثيرا أو أثناء صلاتي تنتابني أفكار أثناء صلاتي كموقف حصل لي أو مشهد من فلم أو مسلسل قد رأيته بعدها أشك في قبول صلاتي أو أشك في عدد الركعات لقد تعبت جدا من هذا قبل سنة أتى لخطبتي شاب امتدحه أخي كثيرا قبلت به من دون تفكير حتى ملكت لكني رغم ملكتي إلا أني أتتني رغبة وجرائة عجيبة رغم حيائي أن أهاتفه فحصل لي ما أريد وكلمته لكني صدمت من كلامه وأسلوبه لم يكن هذا الشخص الذي أتمنى فهو نقيضي تماما بعد هذه المكالمة رفضته وهي أول وآخر مكالمة.
حاولوا أهلي معرفة السبب فألحيت بطلبي وكان لي ما أردت بعد هذا بدأت أشعر بالذنب من ناحيته وأني قد أكون سبب في تحطم نفسيته أو ما شابه ولم أرتاح حتى تزوج بعد ذلك نسيت الموضوع برمته لكن ما يتعبني كلام أهلي والناس أني مازال آثار ما حصل لي واضحة علي ويربطون مابين الوسواس وما حصل لي وأنا متأكدة من نفسي أن الموضوع لم يعد يهمني.
لقد ذهبت إلى طبيب نفسي بسبب الوساوس الذي عذبتني وقال لي أن مشكلتك ليست في الوساوس إنما لديك مشاكل أدت إلى حدوث الوسواس القهري لا يناقشني في الوسواس إنما مقتنع بما يقول ولا أنكر أنه أفاد وتحسنت قليلا لكن مازالت بعض الأفكار تنتابني كما أني ذهبت إلى طبيبة نفسية بعكس هذا الطبيب بل ناقشتني بموضوع الوسواس وارتحت معها أريد أن تتحفوني في رأيكم السديد أنا محتارة مبين الطبيب والطبيبة الطبيب لا أرتاح من ناحية الكلام والجرأة معه بعكس الطبيبة ولكن ما يعرقل الأمر أن الطبيب لدينا في نفس المنطقة أما الطبيبة فهي في مدينة بعيدة جدا عن مدينتنا ومواعيدها بالأشهر فما رأيكم.
مشكلتي الأخرى دائما أشعر أنه كأن الله يعاقبني في هذه الحياة بسبب ما حصل ويحصل لي وحظي الغريب لا أدري لما أنا هكذا دائما أرى كل شيء في حياتي يسير عكس ما أريد سوء الحظ ملازمني في الأمور الهامة وغير الهامة حتى أشعر أحيانا بالغيظ من حياتي وما يجري لي أنا إنسانة هادئة وحساسة وخجولة كثيرا ما أجد كلمات الإعجاب والإطراء ممن حولي سواء في المناسبات أو غيرها وهذا المنطق لا يعجبني لأني خجولة وأخاف الحسد. والبعض العكس يطلق علي أني إنسانة مغرورة ومتعالية وأني أفتعل تصرفاتي رغم أني لا أفتعلها وهذا طبعي وطريقتي. في آخر الكلام أتمنى منكم أن تسامحوني على الإطالة شاكرة لكم معروفكم وفضلكم علينا لا حرمكم الله الأجر.
في انتظار ردكم شكرا لكم.
وكل عام وأنتم بألف خير.
07/09/2007
رد المستشار
ابنتي "عبير"؛
كل عام وأنت بألف خير، وأهلا ومرحبا بك على موقعك مجانين العقلاء، في الواقع يا ابنتي أن التحرشات الجنسية التي حدثت لك في الصغر ليست هي السبب الأساسي لمشكلتك، لأن كمية أعراض الوسواس التي تذكرينها في استشارتك لها علاقة أكبر بعامل وراثي لم تذكريه في رسالتك ولكن من خبرتي أظنه موجودا في عائلتكم، لقد عبرت عن ذلك قائلة: "في قرارة نفسي لا أشعر أني تأثرت مما حصل لي"، وأنا أتفق معك في هذا الرأي، أما موضوع القرف من الجنس فغالبا هو نتيجة للموروث المعوج والخطأ المتراكم لدينا عن هذا الأمر، رغم أن الجنس في إطار المؤسسة الزوجية هو من أرقى وسائل التعبير عن العواطف وعن مشاعر المودة والرحمة بين الجنسين من البشر، وهذا من كلام الأنبياء وحكماء البشر، ولو كانت ممارسة الجنس بين الزوجين "مقرفة" لما مارسه الأنبياء مع زوجاتهم!، بل وحرص الأنبياء على توصيتنا بذلك الأمر، أليس كذلك يا ابنتي؟!،
والجنس يا ابنتي مثل الطعام تماما؛ وحتى نُحسن الطبخ فنحن نتعلمه ليس بالممارسة فقط في المطبخ مع السيدة الوالدة، ولكن ربة البيت الماهرة تشتري كتبا في الطبخ بل وموسوعات أحيانا حتى تجيد عمل الحلوى وطبخ الخضر واللحوم والأسماك وغيرهم من الأصناف الشهية، ولا مانع من أن تشاهد برامج في الفضائيات لتعلم الطبخ، وبعد ذلك تحاول إتقان صنعة الطبخ بالتجربة، وذلك لو هي محبة لأبنائها وزوجها وأسرتها، والجنس كذلك يحتاج من المتزوجين أن يقرؤوا عنه، ومن مصادر مختلفة حتى تنجح حياتهم الزوجية، ولكن الشرط الوحيد هو أن تكون الممارسة الجنسية في إطار الزواج وبعيدا عن الدبر، وعدم ممارسته في الفرج في فترتي الحيض والنفاس، ومن يلتزم بهذه الشروط يأخذ ثوابا من الله عز وجل على ممارسته أو ممارستها للجنس.
بالنسبة لموضوع الزواج فأنا أعجب ممن يتزوج دون أن يرى ويسمع من سيتزوجها والعكس؛ والسبب ببساطة هو أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا أمر أحد صحابته أن ينظر إلى من خطبها قائلاً: "أنظر إليها فإن ذلك أحرى أن يؤدم بينكما"، أي يديم المودة والعشرة الطيبة، وفي حديث آخر نبه أحد أصحابه من أن يتحرى عن عين من خطبها لوجود حول في عيون بعض نساء الأنصار، وهكذا نرى أن الدين حبب الرؤية للخاطبين في وجود محرم أو محارم من أهلها، وذلك قبل انعقاد العقد أو الملكة، والمفترض أن تعاليم الدين مقدمة على العرف وعلى العادات والتقاليد وليس العكس.
ابنتي "عبير" بالطبع أنا أفضل أسلوب الطبيبة التي تناقشك في وساوسك وأفعالك القهرية، والمدة التي تقضينها في ممارسة الوساوس والأفعال القهرية، وهل هذه المدة تقل مع العلاج النفسي والعلاج بالعقاقير أم لا؟، وهل تشعرين بنفس أعراض التوتر والقلق والاكتئاب الموجودين قبل بداية العلاج أم لا؟!.
ابنتي العزيزة "عبير"
أكرر أن الله لا يعاقب عباده الضعفاء من البشر بالمرض، فالمرض ابتلاء، والابتلاء زيادة في الأجر، وحط من السيئات ورفع في الدرجات لمن يصبر على المرض ويحمد الله على عطيته أيا كانت، والمطلوب منا كبشر هو السعي للعلاج، وطلب الدواء، ولا مانع من أن تتواصلي مع طبيبتك المعالجة ولو بالتليفون كل أسبوعين أو ثلاثة مثلا، وفي أوقات ومواعيد تتناسب مع ظروف تلك الطبيبة ولمدة 9دقائق مثلا في كل مكالمة، وبأجر تدفعينه بعد ذلك للطبيبة المعالجة، وأظنك تكتبين ورقة بها النقاط الهامة التي تودين مناقشتها معها (كما يفعل الكثير من مرضى الوسواس)،
فكل هذا يساعدك كثيرا على العلاج، ويخفف عليك وطأة أعراضه، مع تغيير شخصيتك إلى الأفضل، بل والأهم تغيير نظرتك الدونية للجنس، وبالنسبة لكلمات الإعجاب من الآخرين فلا تعتبرينها نوعا من الحسد لأن ذلك سيزيد من قلقك واكتئابك، والأولى أن تسعدي وتستمتعي بسماع تلك الكلمات وخصوصا إن كانت صادقة وليست مداهنة ونفاقاً.
أشكرك يا ابنتي أنك بحثت عن العلاج بل وذهبت إليه، وأرى أنك على الطريق الصحيح فتابعي مع طبيبتك المعالجة ولا تملي حتى تشعرين أن أعراض الوسواس والأفعال القهرية لن تعود إليك حتى وإن توقفت عن تناول العلاج الدوائي تحت إشراف طبيبتك بالتدريج، شفاك الله وعافاك في أقرب وقت، وتابعينا بأخبارك.