السلام عليكم ورحمة الله؛
أحب أن أهنئكم مستشاري مجانين بمناسبة حلول شهر رمضان وكل عام وأنتم بألف خير في البداية أشكركم على جهدك المبذول لا حرمكم الله الأجر وأخص بالشكر الدكتور علي إسماعيل شكرا لك دكتور على استجابتك وردك على مشكلتي وأسلوبك القيم..... دكتور أنا صاحبة المشكلة 22سنة زواج وزوجي لا يعجبني
** دكتور علي لا يوجد شيء أخفيه أو لم أذكره في رسالتي السابقة أنا لم أرَ زوجي إلا يوم زواجي شكله ومظهره هو ما صدمني الأمر مرتبط في شكله هو لا يهتم كما ذكرت لك وهذا ما يجعلني أقارن بينه وبين الآخرين لقد تحدثت إليه وحاولت معه مرارا وتكرارا يعدني ويتقبل لكنه لا يفعل ذلك أي بلا فائدة ترجى أما الذي يلتزم فيه للدوام هو زي كل المناسبات وهو الزي الخليجي المعروف عندما يلتزم في اللبس أناقته لا تكتمل أي أنه لا يهتم كأن يلبس الثوب والشماغ ولا من دون أن يلبس العقال وهو الأسود الذي يوضع فوق الرأس إذا كنت لا تعرفه وكما هو معروف لدينا أنه نصف الترتيب والأناقة.
أنت يا دكتور تقول ما أسهل تغيير الشكل واللبس وأن كثرة الكلام تحصل نتيجة وأنا من هذا الباب مللت من كثر الكلام له ولم أحصل على أي فائدة الذي يتعبني وأعتقد أنها سببت مشكلة هو مقارنتي بمن أحب وللآخرين.....
من ناحية العاطفة فيما بيننا هو يحبني أما أنا فلا أقوم في واجبي نحوه ولا أشعر بحبي له بعكس ما هو يشعرني بذلك هذا يحسسني بالذنب تجاهه وضميري يؤنبني أحيانا.... ما يجعلني دائما لا أنسى مشكلتي أسلوبه العناد معي عند ما يعند بشيء أطلبه مشكلتي التي ذكرتها تقفز إلى ذهني أنا جميلة جدا بشهادة الجميع وكل من يراني يمتدح جمالي وهيئتي هذا أيضا بابا آخر للمقارنة بيني وبينه وعند أول مشكلة أو نقاش تنتابني فكرة أني جميلة وأنه لا يستحقني حتى أني أحيانا أذكر له ذلك ويجيبني بالإيجاب.
إنه عنيد بشكل خيالي وعناده يغيظني فهو شديد من ناحية الدين والحلال والحرام كحرمانه لأولاده من قنوات الأطفال التي يريدونها بحجة أنها حرام لقد نبهته وناقشته أن الحرمان ليس حل وأنك بهذه الطريقة تضرهم مستقبلا أكثر مما تنفعهم باعتقاده الشخصي أنه يحميهم من أفكار بعض الأفلام الكرتونية أطفالي لديهم قناة المجد للأطفال المشهورة لكنهم لا يريدونها بل يريدون قنوات الأطفال الأخرى بحكم أن أفلامها أكثر تشويقا وإثارة.
في الحقيقة لا أريدهم أن ينشئوا محرومين من بين أقرانهم التي تتواجد لديهم هذه القنوات وأولادي يتمنون هذه القنوات لأنه يرفض وبشدة حاولت معه بكل الطرق لكنه عنيد ومن دون فائدة لا يمكن أن يعدل عن رأيه بسبب ذلك أخاف أن تنشأ عقدة النقص لديهم فالحرمان من شيء في الصغر قد تجعلهم مستقبلا أكثر تطلعا وشغفا وأنا لا أحب هذا المبدأ.
آسفة على الإطالة وشكرا لك دكتور علي مرة أخرى لك مني كل التقدير والاحترام.
شكرا لكم جميعاً.
07/09/2007
رد المستشار
أختي العزيزة؛
أهلا بك مرة أخرى على مجانين وآسف لتأخري في الرد فقد كنت على سفر في دولة لا تتوافر فيها خدمة الإنترنت السريع بالصورة التي تسمح بالتواصل، وأشكرك على مجاملتك الرقيقة وأتعشم أن أكون وأظل عند حسن ظن قراء الموقع دائما، وأعانني الله على معاونتك في مشكلتك.
أختاه؛ في بلادنا يقولون العند والعياذ بالله يورث الكفر، كدلالة على أن سلوك العند من أصعب السلوكيات الشاذة التي يعاني منها الأطفال فما بالك بالكبار، فالشخص العنيد هو طفل صغير رغم نضجه الجسدي والعقلي لكنه يظل على المستوى النفسي طفلا عند تمسكه بهذا السلوك، فلماذا يتمسك به؟ لأنه يخشى على هيبته وشكله إذا قام بتنفيذ هذا الأمر مما يجعله في نظر نفسه لا يستطيع الحكم على الأمور وأنه يحتاج إلى من يوجهه، و...... الخ،
وبالتالي يتمسك بموقفه بشدة ويرفض تغييره رغم تأكده من خطئه كما أوردت في رسالتك، كما أنك أحيانا في مواقف الغضب تفعلين مثله حيث تشعريه بجمالك وبأنه في نعمة كبيرة أنك معه وغيرها من الفضائل التي يشعر بها حتى إذا لم تقوليها.
فكلاكما يلعب دور الطفل في بعض المواقف مما يزيد من توتر العلاقة أكثر، وهو ما أعتقد أنه يحدث حتى في موضوع أفلام الأطفال، بجانب التوجه الديني المتشدد الذي يسلكه زوجك. والعند يحتاج إلي فن في التعامل معه كأن تبدئي بتحديد المواقف التي يعاند فيها الزوج بدقه شديدة، وعليك أن تتجاهلي هذه السلوكيات غير المرغوب فيها ولا تنتقديه، كما أن عليك أن تتجنبي تماما:
(1) أن تذكري هذه الصفة أمام الآخرين.
(2) أن تقابلي عنده بعند مماثل.
وأن تتجنبي وضعه في مواقف تستدعى العند مثل: المواقف التي تتطلب تنفيذ فوري للأوامر وذلك مثل (هو خارج ومتعجل أو متأخر وأنت تنبهينه إلي طريقة لبسه)، أو بطريقة الاستعطاف (من أجلي ممكن أن تفعل كذا). أو التنبيهات المستفزة مثل: (مفيش فايدة فيك).
واستثمري المواقف والفرص التي تسمح بعدم ممارسة العناد، وأن تحاولي إيجاد مواقف التي تعتقدين فيها أنه لن يمارس سلوك العناد، فإذا حدث فعززي الموقف مباشرة في كل مرة يأتي بها من خلال الإطراء أو التقبيل مثلا في كل مرة يأتي بالسلوك المرغوب فيه. والرجال عزيزتي يحبون دائما من يخبرهم بأنهم مرغوبون ومحبوبون، لا أن يشكروا ربنا ليل ونهار لأننا معهم.
أما عن أولادك فيمكنك أن تشرحي لهم ببساطة وجهة نظر والدهم في مسألة البرامج، وأنه بناها على معلومات سمعها من بعض العلماء وعليهم أن يناقشوه في هذا ويعلموه أن هذه القنوات بها بعض الفائدة وأنهم يشاهدونها في أماكن كثيرة دون قصد منهم لأنها موجودة في كل محال الأطفال، ويدعونه لمشاهدتها معهم لينتقد ما يراه فيها من مشكلات، وأن معرفة الخطأ يجعل الشخص أكثر قدرة على مقاومته وعدم السقوط فيه، بينما الجهل به يجعلنا نفعله إما لجهلنا أو لعدم معرفتنا بآثاره أو لعدم معرفة قدراتنا على المقاومة.
وفقك الله وتابعينا.