بسمة والعقاب
أرجو من حضرتك أن تساعدني فأنا أعاني من تلك المشكلة من حوالي 9سنوات كنت في البداية لا افهمها ولا أفهم ماذا أفعل فقد كنت أشعر بالارتياح عندما أضرب نفسي وأتخيل أن هناك من يهينني ويعاملني بقسوة ويضربني وأكون مغلوب على أمري وكنت لا أفهم أن هذا ينتهي بي لممارسة العادة السرية فأنا الحمد لله متدينة ومتفوقة دراسيا وكرامتي عندي فوق كل شيء وبعد فترة اعترفت بذلك لأمي وفهمت أن هذا يسمى احتلام وأنه حرام وحاولت الامتناع عن ذلك ولكني لم أستطع حتى الآن أن أتوقف كليا عن هذا "القرف" فمشاهدة الضرب والإهانة سواء في التلفزيون أو عن طريق القراءة تؤثر في
وأنا في حياتي لم ولن أتقبل مثل هذه الإهانة أبدا فعند تخيلي أن هناك من يضربني أكون في شخصية أخرى تماما ليست أنا وأصعب لحظة عندما أنتهي من ذلك التخيل وأتذكر من أنا في الواقع كيف أسمح لنفسي بما هو معروف علي من عزة نفس أكون في مثل هذا الموقف أرغب في البكاء عندما أكون مع أحد معارفي وأتذكر ذلك أرغب في الموت على أن أكون هكذا الشيء الوحيد الذي يمنعني من الانتحار عندما أكون مكتئبة هو طاعة الله أعتقد مؤخرا أني عرفت سبب تلك العقدة فأنا من أسرة مترابطة كنت محور اهتمامها يعاملوني كويس جدا ولكن أتذكر أنه في أحد الأيام عندما كنت صغيرة شكتني أمي لأبي في عمله وقال لي في التليفون أنه عندما يأتي سيعاقبني ولم أتحمل ذلك،
فأنا بطبيعتي حساسة زيادة عن اللزوم كما تقول لي أمي فأبي كان يعاقب أخي الأصغر ويضربه إنما أنا لا وفي تلك الليلة بكيت كثيرا وحتى أخفف عن نفسي ولا أخاف تخيلت أنه يضربني وأن ذلك الموقف سأستحمله وأستحمل الضرب وعندما جاء أبي كنت نائمة ولم يضربني أبي في النهاية ولكني كنت أتأثر جدا عندما يضرب أخي وأبكي بشدة على الرغم من أنه يستاهل لا أعرف ماذا أفعل أرجو من حضرتك أن تساعدني وتقول لي ما هو واجبي وواجب أسرتي حتى أتخلص من تلك المشكلة فأنا لم أعد أحتمل وأرجو أن لا تنصحني بالذهاب لطبيب نفسي فأنا بالفعل ذهبت لطبيبة نفسية ولكني لم أستطع أن أقول لها الحقيقة الكاملة لأن هذا موضوع محرج جدا جدا كما أني طالبة في كلية الطب وبعيدا عن تلك البقعة السوداء فأنا إنسانة كويسة أرجوك
أرجوك أن تساعدني من خلال هذا الموقع وعذرا على الاستطالة
وجزاك الله خيرا على هذا الموقع.
07/09/2007
رد المستشار
ابنتي "بسمة"؛
أهلا ومرحبا بك على موقعك مجانين العقلاء، أظنك يا "بسمة" قد قمت بعمل عملية ارتباط شرطي بين الإيذاء البدني من والدك على خطأ ما صدر منك في الصغر، وهددك والدك أنه سيضربك عقوبة على هذا الخطأ بعد عودته من العمل، ولكنه هدد فقط ولم يكن راغبا في تنفيذ وعيده، والمعروف أن الضرب أو الإيذاء الجسدي من الأشياء المكروهة لدى الأطفال، والعادة السرية من الأفعال السيئة والقبيحة لدى المتدينين من المراهقين والمراهقات، وقد قمت أنت بعمل حزمة أو ربطة أو سلسلة من الأشياء السيئة مرتبطة بعضها ببعض؛ فإذا وقع عليك أي إيذاء بدني أو نفسي تصبح العادة السرية هي نهاية تلك الربطة أو الحزمة أو السلسلة من الأفعال السيئة، والآن مهمة من يعالجك أو تعالجك، بل ومهمتك أنت أيضاً هو أن تنتشلي نفسك من الفكرة المتسلطة عليك؛ ألا وهي أن الجنس -والمتمثل لديك حالياً في ممارسة العادة السرية– هو "قرف"، وهذا هو التعبير أو الوصف الذي ذكرتِ وبنفسك في استشارتك، وهذا لأن الجنس هو وظيفة من أرقى الوظائف الإنسانية بشرط أن يتم في إطار مؤسسة الزواج، وبموافقة أهل الطرفين ومباركتهم، وهذا ليس رأيي الشخصي ولكن هو رأي العقلاء من بني آدم سواء من الأنبياء أو الرسل أو الصديقين أو الصالحين أو الحكماء، وأنت يا ابنتي ستتزوجين في يوم من الأيام، ولا يمكن أن تعتبري علاقتك الزوجية الحميمة، والتي تؤدي إلى حفظ جنسنا البشري، أمر من قبيل "القرف"، أليس كذلك يا ابنتي؟!.
ابنتي الطبيبة الفاضلة؛
إياك أن تتصوري أو تتخيلي أن ممارسة الجنس الحلال "أي في إطار العلاقة الزوجية" قرف، بل هو وسيلة من أرقى وسائل تبادل المشاعر والتراحم والتواد بين المتحابين المتزوجين، ولو وصلت إلى هذه القناعة يا ابنتي برضا خاطر واطمئنان بال فعندئذ أستطيع أن أقول أنك قد تحررت من ربط العلاقة الزوجية بمعاني الإيذاء البدني أو النفسي أيا كانا، وذلك في حياتك الزوجية المقبلة بإذن الله.
العزيزة "بسمة" لماذا لا تطلبين من أمك أن تذهب معك للطبيبة النفسية، وتقوم والدتك بإخبار الطبيبة النفسية عن الحقيقة الكاملة التي ترغبين في ذكرها؟!، وهذا في وجودك أو في غيابك لتجنب الحرج والحياء، وأرجو منك ألا تربطي بين ممارستك للعادة السرية وبين الإيذاء والتعذيب والإهانة أو بأي صورة من الصور المنبوذة أو المكروهة؛ لأن ممارسة العادة السرية لدى معظم المراهقين هي مجرد بديل "مؤقت" حتى يتيسر لهم ولهن أمر الزواج؛ وذلك للتنفيس عن الغريزة الجنسية (الكامنة فينا والمتمكنة من معظمنا)، والتي جعلها الله عز وجل كذلك لحفظ جنسنا البشري، وفي دراسة غربية شهيرة وجد علماء النفس أن 100% من الذكور في عينة البحث قد مارسوا العادة السرية في مرحلة ما من مراحل حياتهم، وأن 75% من الإناث قد مارسوها في مرحلة ما من مراحل حياتهن. وكما قلت من قبل أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما -وهو حبر الأمة– عندما سُئل عن الاستمناء في الرجال أو الاسترجاز في الإناث قال: "هي خير من الزنا".
أتمنى لك يا ابنتي حياة زوجية هانئة سعيدة رغدة في المستقبل القريب.