بين الجنون والعقل
أنا طالب في الثانوية العامة، الصف الثاني الثانوي، متفوق.
أحياناً أحس أنني غبي وأحياناً أحس أنني عبقري وحالتي دائماً متأرجحة بين هذا وذاك.
أحياناً أحسبني لبق وأحياناً (لبخة).
أحياناً ضميري يكون شنيعاً وقاسياً لدرجة أنني قد أظل سنوات نادماً على خطأ يمكنك ألا تعتبره خطأ من الأساس.
وأحياناً أسرق ولا أحس حتى بتأنيب ضمير وأظن أنني قد أقتل كذلك دون أن يرمش لي جفن.
أحياناً مكتئب وثقيل الظل.
أحياناً شديد السعادة إلى درجة الجنون.
ببساطة، إنسان عادي جداً. مشكلتي هو أنني لا أعرف هل أنا طبيعي أم أنني مجنون؟
كثيراً ما أسير في الشارع أحدث نفسي بل وأسبني وتصل أحياناً إلى درجة ضرب نفسي في الشارع على أشياء قد تبدو لك عادية، ولكن كثيراً بالفعل ما أكلم نفسي، لا أحب الخروج من المنزل كثيراً وأحياناً لا أطيق الجلوس فيه، أمل من كل شيء مهما كان دينياً..... (زيرو)، مع أن ثقافتي الدينية تصلح لجعلي مفتي؛
غير ملتزم بأي شيء ديني ولكن هناك ذلك الخوف الذي يأتيني وذلك الحنين لأن أكون صاحب هوية وصاحب دين. لا أظن أنني حتى الآن قد أوضحت شيئاً غير عادي في،ولكن مشكلتي الحقيقية في حالات الاكتئاب العنيفة التي أمر بها كثيراً وحالات المزاج العالي قوي التي أمر بها قليلاً بحكم الواقع في جميع أنحاء مصر الآن حيث أن ظبط شخص يضحك جريمة تستحق إلقاء القبض عليه.
لا أتناول أية مخدرات ولا حتى سجائر، وحالي كما أظن يشبه حال كثير من الشباب هذه الأيام.
مشكلتي التي أريد حلها؛ هي أن حالات الاكتئاب التي تزورني والتي صرت أعتادها وأفتقدها إذا غابت، تؤثر علي بالنسبة للمذاكرة وأنا في أهم عامين في حياتي plz help me.
13/8/2003
رد المستشار
إلى ابني: "مجنون قوي" أهلا بك في موقعنا مجانين دوت كوم وعلى صفحتنا استشارات مجانين، ما فهمته من رسالتك هو أنك محتارٌ في معرفة موقفك العقلي وإلى أي الفئتين تنتمي؟ إلى العقلاء أم إلى الذين يعانون من آفةٍ في عقلهم، وأيضًا أرى أنك قلقٌ على مستقبلك خاصةً وأنك مشرف على اجتياز الشهادة الثانوية العامة والتي أصبحت بمثابة المعاناة لكل الآباء والأبناء.
أولاً: أطمئنك على نفسك حيث أرى أنك شخص متماسك إلى حد كبيرٍ لدرجة أنك تنتقد نفسك بل وتشير إليها باللماضة، كما أن مستواك الدراسي يشيرُ إلى حد ما إلى مستوى قدراتك الذهنية، ولا تنسى أن الكثيرين منا في مثل سنك يعانون من تقلبات في سمات شخصياتهم حتى يستقروا إلى تحديد هوية واضحةٍ لهم من الناحية الدينية والأخلاقية، فأنت تصف نفسك أحيانًا بأنك مفرطٌ من الناحية الدينية وأحيانًا تتمنى أن تكونَ قديسًا!
وأما ما وصفت به نفسك أو شخصيتك فمن الواضح أنها بداية تشكل شخصية نسميها في الطب النفسي بالشخصية النوابية أو الفرح أنقباضية، والتي يتأرجح فيها المزاج بين الإنبساط والأنقباض، وهذا لا يعتبر مرضًا في حد ذاته إلا إذا أصبحت هذه السمات الفرح أنقباضية تظهر في صورةٍ أعراضٍ معطلة على عدة مستويات منها المستوى الاجتماعي والدراسي والشخصي والعملي والإبداعي والتواصلي، ويمكنك أن تعرف أكثر عن هذا النوع من أنواع الشخصيات بقراءة الإجابة التالية لنا على صفحتنا استشارات مجانين بعنوان:
الشخصية النوابية (الفرح انقباضية)
وقد وصفت شخصيتك وصفًا دقيقا بهذه العبارات (أحياناً أحس أنني غبي وأحياناً أحس أنني عبقري وحالتي دائماً متأرجحة بين هذا وذاك، أحياناً أحسب أني لبق وأحياناً "لبخة"، أحياناً ضميري يكون شنيعاً وقاسياً لدرجة أنني قد أظل سنوات نادماً على خطأ يمكنك ألا تعتبره خطأ من الأساس، وأحياناً أسرق ولا أحس حتى بتأنيب ضمير وأظن أنني قد أقتل كذلك دون أن يرمش لي جفن أحياناً مكتئب وثقيل الظل، أحياناً شديد السعادة إلى درجة الجنون!! ببساطة..... إنسان عادي جداً).
وإلى هذه المرحلة أعتبرك سويا من الناحية النفسية، أما إذا زادت الأعراض كما ذكرت أنه حدثَ من قبل، ووصلت إلى حد الشكوى والتعطيل ففي هذه الحالة يختلف الوضع وتصبح الأعراض مرضيةً، وهذا المرض له أسبابٌ بيولوجية ونفسية اجتماعية، ويسمى في الطب النفسي الحديث بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية Bipolar Affective Disorder، وفي هذه الحالة لابد أن تستشير طبيبا نفسيا متخصصا، لأن هناك أدوية تفيد في إعادة التوازن البيولوجي للمخ.
أما بخصوص الأمر الثاني في إفادتك هو التجهيز للثانوية العامة وطريقة الاستذكار فسوف أفصلها لك في رد آخر، حيث أن لهذا الموضوع علاقةٌ بالتعلم والذاكرة، ونحن ندعوك إلى التواصل معنا ومع موقعنا بذلك الخصوص، وتمنياتي لك بالتوفيق.
ويتبع>>>>>: عندما يجري الشيطان في دم ابن آدم : بين الجنون والعقل م