معاناة صامتة
لا أعلم من أين أبدأ سرد معاناتي فأنا أشعر أنني في مشكلة صامته منذ الطفولة وزادت في مرحله المراهقة، ولازلت حتى الآن أعاني في صمت، فأنا أمام الناس إنسانة مرحة ذكية قادرة نوعا ما على الحوار وعرض فكرتي بشكل معقول، لن يتوقع من يراني أني أعاني مشكلة، سأسرد مشكلتي باختصار، وإذا عندكم أسئلة أرجو أن توجهوها لي، ولكن أرجو منكم الإسراع بعرض مشكلتي لأنني معرضه لحجب خدمه النت في وقت قريب ولا أستطيع الذهاب لمقهى إنترنت.
عشت طفولة هادئة وكنت طفلة ذكية اجتماعية (في الطفولة المبكرة) مطيعة لأبعد الحدود عاقلة أتصرف منذ الصغر مثل الكبار ولأنني كنت أكبر أخوتي لم يكن مسموح لي أن أتصرف كما يتصرف الأطفال وعندما أعمل خطأ تقول لي أمي: أنت الكبيرة العاقلة يصدر منك هذا التصرف؟
فأخجل من نفسي وأشعر بالذنب, كنت ولا زلت كتومة أتحدث عن كل شيء إلا نفسي، وعندما بلغت كان أبي وأمي مسافرين في بلد أخرى وكنت أعيش مع جدتي وأخواتي في بلدنا الأصلي، وكنت في هذه المرحلة مغرمة بالقراءة بشكل جنوني رغم أني أعيش في بيئة بعيدة كل البعد عن الثقافة والكتب شحيحة بل تكاد تكون معدومة, أحببت العزلة منذ ذلك الوقت.
أشعر دائما أنني في غير مكاني فأنا ذكية بشكل ملحوظ في بيئة منعزلة يتميز أكثر ناسها بالسطحية، كنت ولازلت أعشق معرفة ما يدور حولي ولدي شغف بمعرفة المجتمعات الأخرى ومعرفة النفس وقراءة الشعر والأدب، المهم مرت هذه الفترة من حياتي ثم اجتمع شمل العائلة في بلد خليجي، وكانت الأفكار التي تراودني في ذلك الوقت كيف ستستقبلني أمي بعد أن بلغت وتغيرت ملامح جسدي هل ستقبلني هل وهل وهل
تساؤلات ليس لها آخر....... وتم اللقاء وكما توقعت فوجئت أمي بالتغيير الذي حصل كما لاحظت كثرة شرودي واستغراقي في القراءة خاصة بعد أن وجدت ضالتي وهي الكتب، كانت أمي تقول لي لماذا أصبحت غبية وغير منتبهة وتنتقد أدائي لأعمال المنزل، فرغم أنني في الثالثة عشر إلا أنني كنت لا أحسن شئ بسبب تربية جدتي المتراخية لأنها امرأة كبيرة في السن,
من هنا بدأت معاناتي فقد كنت أشعر برغبة شديدة في الحنان والاهتمام، وأحيانا أتصرف بشكل غريب فقط لألفت الانتباه وكنت أحصل على ما أريد ولكن بشكل سلبي وهو مزيد من النقد والتوبيخ من أمي وأهلها، وغرقت في طوفان جارف من أحلام اليقظة لازال يلازمني حتى اليوم رغم أني متزوجة وأم!!، ظللت أشعر بالحرمان من الحنان والاهتمام وأعوض ذلك بالأحلام التي كنت أتقمص فيها أي شخصية محبوبة لأنفس عن نفسي ،
أشعر أنني لو استمريت في سرد حياتي فلن أتوقف، لذلك الآن سأعرض على حضراتكم الأعراض التي أعاني منها الآن وهي: أحلام يقظة، توتر في الأعصاب، عدم الشعور بأي سعادة، عدم الرغبة بتكوين صداقات، العزلة عن الناس إلا نادرا، الشعور بكسل وحرمان نفسي، النفور من أي ملامسة من قبل أمي أخواني لأنني لم أعتد على ذلك، وكنت في حاجة لذلك بشدة سابقا لكن الحرمان أدى لنفور عندي.
متعلقة بدرجة شديدة بصديقة لي لدرجة الجنون، إلا أن ذلك كله في صمت ……. وأتمنى لو أنني احصل على الحنان والاهتمام من هذه الإنسانة بالذات رغم معرفتي بسخافة الفكرة! وأنني قد اتهم بالشذوذ إذا طلبت منها مثلا أن تحضنني! رغم أني لا أبحث إلا عن شئ أشعر بحرمان شديد منه ولم يلبِّ هذه الرغبة أحد رغم أني متأكدة أنني طولت عليكم جدا إلا أنني أشعر أني لم أفصح تماما عن مشكلتي لذلك سأنتظر منكم أسئلة أكثر راجية منكم بشدة أن لا تهملوا رسالتي التي عانيت في كتابتها لأني لا أحسن الطباعة وفي أقرب وقت قبل حجب الإنترنت عني كما أتمنى ألا تنشروا كل التفاصيل وشكرا.
وفي المساء من نفس اليوم جاءتنا على استشارات مجانين من نفس المرسلة الرسالة التالية:
السلام عليكم، كتبت لكم في الصباح مشكلتي ولكني لم أذكر جميع الأعراض التي أعاني منها لذلك أحببت أن أستدرك الأمر قبل أن تردوا على مشكلتي من الأعراض التي أشكو منها: عدم إتقان العمل، واستغراق وقت طويل في إنجازه مثل أعمال البيت, أكره النقد بل إنه يصيبني بالرعب وأشعر أن كل نقد يوجه لي كأنه طعنه في الصميم ,عزيمتي فاترة أخطط للعمل ثم لا أنفذه وإذا نفذته لا أكمله، لا أحب تحمل المسئولية، متقلبة ومزاجية لا أستقر على رأي ولا شعور، نادرا ما أبكي رغم شعوري بالحزن أغلب الوقت.
ثقتي بنفسي كانت شبه معدومة في فتره المراهقة بسبب الانتقادات التي توجه إلي من أمي وبعض الناس ينتقدون مشيتي وطريقه كلامي وشكلي لأنني أقل أخواتي جمالا، بل إنني أيضا لا أحب التزين كثيرا، وأعظم متعة عندي هي القراءة التي أهرب بها من الملل، لا أحسن التصرف في الأوقات الحرجة، جبانة ولكن عندي شجاعة أدبية فلا أحب الكذب ولا التظاهر وإذا سألني أحد عن رأيي أجيب بصراحة، وأعترف بخطئي إن أخطأت، ثقتي بنفسي ارتفعت مع التقدم في العمر، وبدأت أؤمن أنني ممكن أن أكون متميزة بما لدي من ذكاء وثقافة وسرعة في الفهم لكن لم أصل إلى القدر المطلوب من الثقة,
من أحلام اليقظة التي أستمتع بها أن أتخيل أنني أعذب أحب الناس لي ثم أتخيل أنني أعتذر له وأحن عليه، رغم أني لم ولن أفكر في فعل ذلك لكن هذا الخيال يمتعني ويخفف عني الضغط النفسي، أخيرا أقول لكم أنني من المستحيل علي أن أذهب لطبيب نفسي لذلك أريد أن تركزوا على مسألة العلاج الذاتي إذا كان ممكنا.
آسفة جدا على الإطالة سامحوني ولا تهملوا رسالتي لأنني حساسة جدا من هذه الناحية.
ملاحظة: أرجو تجهيل بياناتي قدر الإمكان وإذا لكم أي أسئلة تفضلوا, شكرا على هذا الموقع الرائع جدا.
11/11/2003
رد المستشار
عزيزتي.................."المحرومة"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
نعاني في مجتمعاتنا العربية حالة "أمية تربوية" وحالة "أمية نفسية" وكنتيجة لهاتين الحالتين تحدث أخطاء تربوية من الوالدين أو أحدهما بحسن نية لأنهما يربيان أبنائهما حسب رؤيتهما الشخصية والتي لا تكون بالضرورة صحيحة في أغلب الأحيان، وهذه الأخطاء ربما تترك جروحا غائرة في نفس الابن أو الابنة حين يكبران.
فأمك الفاضلة بالطبع كانت تعتقد أن التربية الجادة الصارمة منذ مراحل الطفولة المبكرة ستخلق منك إنسانة جادة وملتزمة، وقد بالغت في ذلك إلى حد حرمانك من أن تعيشي طفولتك بشكل طبيعي، وكانت تسعى إلى أن تجعلك تعيشين مثل الكبار، ولم تعطك فرصة كافية للعب البريء والتلقائية والعفوية، وزرعت بداخلك ضميرا قاسيا شرسا يجعلك تفزعين لأي هفوة بسيطة، وتحاسبين نفسك بقسوة على أي بادرة خطأ، ولشدة خوفك من الوقوع في الخطأ فضلت العزلة بعيدا عن الناس واكتفيت بالقراءة لتصلك بالحياة، وهى في نفس الوقت هواية مأمونة لا تستلزم تفاعلا اجتماعيا وليست فيها مغامرات أو احتمالات للخطأ.
ويبدو أن الوالدة العزيزة كانت من النوع الذي لا يفضل إظهار مشاعره نحو الأبناء، ربما لاعتبار ذلك ضعفا أو يؤدى إلى ضعف، أو ربما لافتقادها هي شخصيا لهذه المشاعر، المهم أنك عشت في بيئة تتميز بجفاف المشاعر، فالأم بدلا من أن تربت على كتفيك وتحتضنك تقوم بانتقادك دائما وتشعرك بأنك مذنبة وخاطئة، حتى مظاهر البلوغ كنت تخافين أن تراها عليك وكأنها خطأ كبير صدر منك.
وهذا الحرمان من حنان الأم جعلك تشتاقين إليه من أم بديلة هي صديقتك التي طالما تمنيت أن تأخذك في حضنها ولكنك خشيت سوء تفسير هذه الرغبة البريئة، وكثرة انتقادات الأم لك جعلتك تشعرين بأنك سيئة دائما وهذا رسب بداخلك شعورا دائما بعدم الارتياح.
والمشاعر الإنسانية ليست ترفا أو شيئا كماليا أو ثانويا بل هي تؤدى وظيفة هامة في حياة البشر، فهي تعطى للحياة لونا وطعما، وتعطى لكل شئ معنى، ولذلك منحنا الله إياها،ـ فإذا افتقدناها لأي سبب من الأسباب شعرنا بجفاف الحياة وخوائها، وهذا ما تعانينه في الوقت الحالي، وقد دفعك هذا للانغماس في نشاط عقلي بحت (القراءة) بديلا للتفاعل الاجتماعي والإنساني الدافئ، ودفعك أيضا للتعويض عن هذا الحرمان من خلال أحلام اليقظة لعلك تعيشين ما حرمت منه، وجعلك أيضا تتخيلين أنك تقومين بإيذاء أحب الناس إليك كنوع من الانتقام لما أصابك من حرمان.
والسؤال الآن: ماذا تفعلين لمداواة هذا الجرح الأليم ولإصلاح هذا الخطأ التربوي (غير المقصود)؟
كان من الأفضل أن تحصلي على مساعدة متخصصة من معالج نفسي من خلال عدد من الجلسات النفسية يزيل فيها آثار هذا الخطأ التربوي وينظف هذا الجرح النفسي من خلال مزيد من التداعي والتنفيس والاستبصار، ثم يسمح للجانب الطفولي في الشخصية أن ينمو في أمان واطمئنان،
ولكن بما أنك لا تملكين الفرصة لهذا، لذلك أقول لك باختصار، كما يقول العالم النفسي "إريك برن" فإن في كلٍّ منا ثلاث ذوات هي:
ذات الوالد Parent Ego State (وهى تحوى الضمير والأخلاق)، وذات الراشد Adult Ego State (وهى الجزء الموضوعي الذي يتصرف طبقا لقوانين المكسب والخسارة) وذات الطفل Child Ego State (وهى الجزء الخاص باللهو والمرح والتلقائية والإبداع والمغامرة والاستمتاع بالحياة).
وكما هو واضح فأنت تعانين من ضمور شديد في ذات الطفلة حيث ربيت على أنك كبيرة (وخاصة أنك أكبر أخوتك فعلا)، ومن هنا فإن العلاج يتلخص في استعادة وتنشيط ذات الطفلة في شخصيتك، ومن حسن الحظ أنك أم وهذا يعطيك فرصة أن تعيدي معايشة الطفولة مع أطفالك فتتعودين على ملاعبتهم وملاطفتهم واحتضانهم وتقبيلهم، وتتعودي على التعبير عن مشاعرك نحوهم (ونحو زوجك) بلا تحفظ أو خجل، وتشيعين في جو البيت مشاعر دافئة، سوف يبدو الأمر صعبا في بدايته ولكن مع معرفتك بقيمة المشاعر التي حرمت منها تستطيعين تحمل هذه الصعوبة، خاصة أن ثمرة هذا التغيير ستعود عليك وعلى أطفالك (وزوجك) بالنفع العظيم.
وحين تشاهدين لعبة تعجبك (وحرمت منها في طفولتك) فلا تترددي في شرائها والاستمتاع بها مع أطفالك، (أو حتى مع نفسك)، حاولي أن تكوني تلقائية وعفوية، ولا تكوني مرعوبة من الإبداع والتجربة، وتعودي أن تسامحي نفسك (وتسامحي غيرك) على الخطأ "فكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون".
وسيلزمك أن تسامحي أمك على خطئها غير المقصود، وفي نفس الوقت يكون لديك اعتقاد بأن الإنسان بإمكانه إعادة تكوين نفسه بحيث يصحح الأخطاء التربوية التي تعرض لها سواء بقصد أو بغير قصد.
وإذا فشلت محاولاتك فربما تكون هناك درجة من درجات الاكتئاب (ألمحها في كلماتك)، وهذا الاكتئاب يجعلك غير قادرة على التغيير، حينئذ لا تتردي في طلب العلاج لهذا الاكتئاب من طبيب متخصص.
وتذكري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أكثر الناس رعاية للطفولة (ويتضح هذا من معاملته اللطيفة للحسن والحسين رضى الله عنهما، لدرجة أن الأقرع بن حابس استنكر منه تقبيلهما وقال أن له عشرة أبناء لم يقبل أحدهم، فأنكر عليه الرسول ذلك وقال: وماذا أفعل لك إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك) ومن أكثر الناس رعاية للمشاعر (ويتضح هذا في معاملته الرقيقة والدافئة والمتسامحة مع زوجاته ومع سائر الناس)، وهذا يجعلك تقومين برعاية الطفولة والمشاعر بداخلك وبداخل أطفالك، حتى لا يتعرضون لما تعرضت له من الحرمان.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك بموقعنا وإطرائك الرقيق، لا تدركين بالطبع حتى الآن كم أثرت في رسالتك عند قراءتها لأول مرة، ووالله لولا أن الله سبحانه ألهمني أن أرسلها لأخي الزميل الدكتور محمد المهدي، لكي يتولى الرد عليها لولا ذلك لشغلتني رسالتك هذه عن كثير من الهموم التي هي بمثابة الواجب والالتزام، المهم أنني رغم طلبي المساعدة من أخي الدكتور محمد المهدي، وقيامه بالرد عليك بكل صدق وإخلاص وتمكن يستحق وسام الشرف عليه حسب معايير الإجابة على صفحتنا استشارات مجانين، إلا أني ما تزال الأفكار تتداعى في ذهني بشأن رسالتك تلك، وخاصةً بعد أن وصلت صفحتنا اليوم الإفادة الثالثة منك في اليوم الثاني لإرسال الإفادتين الأولى والثانية، وجاء كما يلي:
المعاناة الصامتة
السلام عليكم.... آسف لأني اكتب إليكم للمرة الثالثة، لكني منتظرة ردكم لي، ومع علمي بمدى انشغالكم وكثرة الرسائل التي تصلكم، إلا أنني في حالة نفسية سيئة، وأتألم كثيرا عندما أقوم في الصباح الباكر أنتظر ردكم لي فأجدكم تنشرون مشكله ليست بتلك الأهمية.
لا تفهموا من كلامي أنني أستهين بمشاكل غيري وأرى مشكلتي أهم المشاكل ولكن ألا ترون معي أن هناك مشاكل تحتل جزءا من حياة صاحبها وهناك مشاكل عابرة وسهلة، ومع ذلك تلاقي حظا كبيرا، وتنشر هنا، وفي إسلام أون لاين وهناك مشاكل تكاد تكون متطابقة ومع ذلك تنشر.
آسفة جدا على كلامي السابق فأنا بين صراع مع نفسي، ومع الوقت، أخشى أن يكون ردكم متأخر فلا أطلع عليه، والمعذرة إذا كررت قولي لا تهملوا رسالتي.
16/11/2003
وأنا هنا أجد نفسي مضطرًا أولاً للسؤال عن تفسير قولك في إفادتك الأولى: (ولكن أرجو منكم الإسراع بعرض مشكلتي لأنني معرضه لحجب خدمه النت في وقت قريب ولا أستطيع الذهاب لمقهى إنترنت)، فأولاً ما سبب تعرضك لحجب الإنترنت؟ هل هناك مشكلةٌ تتعلق بالعلاقات على النت بشك أو بتكلفةٍ أو بشكل أو بآخر، وثانيا نتمنى بصدق ألا يحدثَ ذلك لأننا لحظنا أولاً أن من اتهمت نفسها في إفادتها الأولى بأنها لا تجيد الطباعة (الكتابة على لوحة المفاتيح)،
وبأنها لا تتقن العمل في إفادتها الثانية في نفس اليوم، هذه نفسها من وجدنا عدد الأخطاء الكتابية في رسالتها من أقل ما قابلنا من من كتبوا إلينا على استشارات مجانين، ومعنى ذلك كما نفهمه هو أن توقعك الظاهر في قولك: (ثقتي بنفسي ارتفعت مع التقدم في العمر، وبدأت أؤمن أنني ممكن أن أكون متميزة بما لدي من ذكاء وثقافة وسرعة في الفهم لكن لم أصل إلى القدر المطلوب من الثقة)، هو توقع صحيح فنحنُ نشعرُ أنك عن شاء الله ستكونين قادرة على النهوض من هذه الكبوة التي وإن طالت إلا أنك ما تزالين بفضل الله أقوى.
ونفس المعنى يتضح من نقدك الذي نقبله ونرحب به كما جاء في إفادتك الثالثة لأحقية المشاكل في الظهور، ولسنا هنا في مجال شرح أسباب حدوث ما أشرت إليه من ضرورة تأثير محتوى الاستشارة على سرعة عرضها، ولكن نكتفي بأن تعلمي أن هناك استقبال فتوزيع للمشاكل على المستشارين من خلال النت التي نسأل الله أن تدوم نعمةً علينا وعليك، ثم قيام المستشارين كل في موقعه بالرد، ثم إرسال رده إلى الموقع الذي أحمله بين ضلوعي مثلما هو على النت، ثم هناك مراجعة لغوية ثم مراجعة تحريرية، ثم تحميل على الموقع، وما حدثَ مع مشكلتك أنت يختلف مع كل المشكلات في الوقت الحالي، لأن الضغط كبير، ولم نميز رسالتك إلا لأننا رأيناها كما رأيتها أنت أولى بسرعة العرض، وأخلص من ذلك كله إلى أننا ندعوك إلى مشاركتنا بصفة دائمة في متابعة الموقع والصفحة، وتنبيهنا إن قصرنا،
وليس هناك لدي بعد ما تفضل به المستشار الدكتور محمد المهدي، إلا أن أعبر لك عن خوفي عليك من الاكتئاب في وحدتك، فقاومي النزعة لعزلة بكل ما يعطيك الله من قوة، واقرئي المشكلات التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
اللا مبالاة هل هي اكتئاب ؟
عسر المزاج والاكتئاب
التفكير النكدي
الاكتئاب الجسيم وماذا بعد
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج
الاكتئاب المتبقي أم العلاج المنقوص ؟
علاج الاكتئاب المعرفي : فتح الكلام :
وعلى صفحة مقالات متنوعة على موقعنا مجانين اقرئي مقال العلاج المعرفي للأخت المستشارة: د. داليا مؤمن
بقيت كلمة أخيرة هي تعبيرك في إفادتيك الثانية والثالثة عن توجسك من أن نهمل رسالتك، وقولك أنك حساسةٌ جدا من هذه الناحية، إن هذا يا أختي يشيرُ إلى ما نسميه بحساسية الرفض العالية Rejection Sensitivity، وهو أحد السمات المعرفية الشعورية التي كثيرًا ما نراها في مرضى الاكتئاب غير النماذجي Atypical Depression وتتمثلُ في حساسيتك الزائدة وتوجسك المبالغ فيه من رفض الآخرين، وهو الأمر الذي أشرت إليه أنت أيضًا،
بل وإلى عدة أ‘راض أخرى من أعراض ذلك النوع من الاكتئاب حين قلت: (أكره النقد بل إنه يصيبني بالرعب وأشعر أن كل نقد يوجه لي كأنه طعنه في الصميم، عزيمتي فاترة أخطط للعمل ثم لا أنفذه وإذا نفذته لا أكمله، لا أحب تحمل المسئولية، متقلبة ومزاجية لا أستقر على رأي ولا شعور، نادرا ما أبكي رغم شعوري بالحزن أغلب الوقت)، نتمنى إذن أن نكون مخطئين أو مبالغين في توجسنا من ذلك الاكتئاب، كما نتمنى ألا تحجب عنك خدمة النت، وأهلا وسهلا بك دائما وتابعينا، وفضفضي عندنا كما ئت، وشاركينا بآرائك كلما وجدت ما يدفعك لمشاركة أو بنقد أو تصويب.
ويتبع >>>>>>>: المحرومة : أمية أمتنا النفسية ، مشاركة