السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على الموقع لإفادته لنا بالكثير. مشكلتي ليست مشكلة غريبة لكنها مشكلة تعاني منها فئة كبيرة من فتياتنا لكننا نظل نحياها في صمت مريب. مشكلتي هي مزيج من المشاكل. في طفولتي حينما كنت أقل من 6 سنوات كانت شخصيتي قوية أستطيع الحديث دون مخاوف أقدر أن أبتسم وأضحك ضحكا حقيقيا نابعا من القلب أما بعد ذلك فهناك تغيير في أشياء كثيرة، تحولت حياتي إلى قمع وإسكات ولوم أمام الآخرين وكذلك غيبة أهلي لفتيات في طريقهن نحو عالم المراهقة بأنهن أصبحن يردن الانتماء إليه جعل مني أخاف.. إذا تصرفت مثلها حينما أصل إليها... الآخرون سيتحدثون عني مثل أهلي.... مع الفتاة. كنت مدللة فينظر البعض لكني كنت ولازلت أتسم بالهدوء التام واشتهرت في عائلتي بالصمت أو قلة الكلام.... إذا ذهبنا إلى عائلتنا ووضعوني في مكان لا أتزعزع منه إلا إذا طلبوا هم مني عشنا بعيدين عن العائلة فأحببت هذه العائلة وكنت أفرح عند رؤيتهم لكن ذكرياتي معها كثيرة قاسية.... لا أستطيع نسيانها ولا أحب نسيانها.
تعرضت بطفولتي وعمري 8 أعوام للاستغلال الجنسي... ذكرى فظيعة على براءة الطفولة.. تشتيت للوجدان.. عدم أمان وخوف من المجهول أعرف أنكم سمعتم هذا الكلام كثيرا وأعرف أنه مؤلم لنا.... لكني أحتاج إلى الفضفضة الكلام البوح الضحية أنا طفلة بعمر8 والجاني كان أخي ذو العمر 19 عاما... لم أكن ألعب مع الأطفال ومع صديقاتي بالمدرسة كنت أختارهن بدقة... فمن أين أعرف أن ذلك اللعب كما كان يقول هو الخطيئة لا أذكر أكانت تحدث بالكامل أم سطحيا لكنني لازلت أذكر مرات عديدة ومواضع مختلفة... والجاني واحد مرة رأت أمي ذلك فكان الحوار __نظرة طويلة من أمي _الجاني:رتب جسمه ولبس ثيابه السفلية ونهض بقلق _الضحية: تحولت حيث ينظر الجاني ونهضت بخوف _الأم...:إذا تفعلين ماذا؟؟ _الجاني: أنها هي (أي الضحية) من تقول لي تعالى وافعل لي هذا _الأم: ضربت الضحية ولم تلم الجاني قائلة لها... هيا اذهبي لشراء كذا من البقال -الضحية تنظر إلى شرود بخوف بقلق دون إضافة أي كلمة ولو حرف بعدها بدأ الاستجواب من أمي،
من متى؟ كيف؟ لماذا لم تخبريني؟ ووو بخوفي كذبت وقلت لها.... لمرة واحدة هذه فقط..... ولماذا لم تخبرينا... بصوت يكاد لا يسمع...... آه بعدها ذهبت أمي لتفضحني أمام العائلة... أرادت إخبارها وفعلت... كادت أن تخبر عائلة لنا لولا أن أختي المتزوجة عندهن رفضت وطبعا لا أذكر أأخبرتهم أم لا... أخبرت أسرتها أي عائلتي من أمي.... ولا أظن أن عائلة أبي تعرف بعد سماع ذلك... خالي حاول التحرش بي جنسيا عبر قيامه بحركات الإياب والذهاب لعضوه... لم أستطيع النظر أكتر (وقد رأيته عبر الجانب أي ليس وجها لوجه) وقد كانت هناك العائلة والحمد لله وإلا لفعل أكتر.... وكذلك لم أستطع النظر إليه فما كنت لأتحمل الصدمة بالاثنين المفروض هم من يحمونني.
عشت بعد ذلك بألم وخوف... لم أشعر يوما بالأمان عشت الخوف كنت أحلم أحيانا ولازلت بكوابيس رجل يريد اغتصابي وأنا أركض أهرب منه حتى أصل إلى سطح المنزل فأرمي بنفسي للشارع للتخلص منه ولا أصاب بشيء وأنجو أمي وإخوتي سمعت منهن أكتر الكلمات قسوة قذف واتهام ولو بطريقة غير مباشرة أحببت قريبي الذي لا أراه إلا 2أو3 في السنة لأنه يعيش بالخارج... ليست بيننا أي علاقة... أتمناه زوجا وأدعو الله بذلك وهو في مثل عمري تقريبا المشكلة أني أعلم أن العائلة قد ترفض لأسباب من بينها ماضي ووالده هو..... نفسه الذي... ربما قد يكون نسي لكني لازلت أشعر بالرهبة من كل الرجال بعد تلك الحادثة ومنذ الماضي (8.. سنوات).
أصبحت أخرى شخصية سلبية تريد إرضاء الجميع الخوف من الانتقاد... شيء آخر لا أتحدث إلا مع أسرتي وقليلا جدا مع العائلة المقربة جدا، لست راضية على شخصيتي أعرف أني قوية... فلو كانت أخرى ممن كانوا يقارنوني بهن دوما والمقارنة لصالحهن دوما في نظر المقارنين لفقدن عقولهن أو أصيبوا بالاكتئاب الحاد... أريد أن أكون اجتماعية أن لا ينظر إلي كمريضة معقدة أو متكبرة مغرورة شيء آخر أني أعاني بصمت... فأنا بالنهاية أنثى... صحيح إني أحب قريبي لكني لا أفكر بالزواج بأحد... تناقض (إلا بغيره ربما من منطلق أنه قد يسترني لأنه يعرف أخلاقي).
لقد فقدت عذريتي أو على الأقل تضرر الغشاء فأنا أستطيع إدخال السبابة والوسطى في المهبل لكني حينما أنظر بالمرآة أرى شيئا ورديا مائلا إلى الأبيض يطل من الفتحة به فتحة صغيرة لا أستطيع إيلاج به شيئا حتى الإصبع الصغير لكن بجهته الأخرى القدرة على إيلاج السبابة والوسطى أعلم أني أحتاج إلى علاج نفسي لكن أسرتي والمجتمع يرفض الذهاب لكني عازمة على الذهاب عندما أصبح أكتر نضجا وقادرة ماديا.
أرجوكم ما هي النصائح التي قد تقدمونها إلى ذلك الحين؟ هل أخبر من أرضى به زوجا غدا حتى لو كان قريبي؟ هل غشائي ممزق أم ممزق من جهة واحدة؟ أم تراه موسع أو سليم؟ هل سأعاني البرود بعد الزواج؟ أنتظر الجواب..... شيء آخر دائما أكتم بقلبي من طفولتي إلى الآن كل شيء الفرح والحزن وتقريبا كل المشاعر... أكتم إلى أن أصل إلى لحظة الانفجار وحتى هذه اللحظة أستطيع إيقافها قبل انتهاء كل الذخيرة حماية لي من جديد من كلمة قاسية جديدة. لا أريد أن أنسى ولا أحب ذلك.. قد أتناسى لكن في لحظة أتذكر كل شيء وأستطيع أن أمثل دور السعيدة أمام الآخرين وقلبي يتمزق ألما فالابتسامة والدموع معي...... تقريبا دوما.
07/09/2007
رد المستشار
أختي العزيزة؛
هوني عليك يا صغيرتي، فعمرك لا يحتمل كل هذه التناقضات دموع وفرح، رغبة وخوف، قرب وبعد، لوم وإحساس بالذنب، جاني ومجني عليه.
سأبدأ من النهاية حينما قرأت أول سطر في رسالتك لا أعلم لماذا طاف بفكري أنك تعرضت للتحرش الجنسي، وكم شعرت بالمرارة حينما التقطت عيناي ما يؤكد ذلك في سطورك، ولا أعلم هل هذا بسبب عملي مع المعنفات والمتعرضات للعنف، أم أن التحرش الجنسي أصبح لا يثير بداخلي غرابة مثلما كان يثير من قبل..
أولا عزيزتي: لماذا تدخلين أصابعك في مهبلك هل بغرض التأكد أم بغرض الاستثارة، وهل بهذه الطريقة تتأكدين من عذريتك، ومن قال أنك فقدت العذرية، رغم أنك تقولين أنها كانت مداعبات سطحية والغشاء عزيزتي في مكان عميق نسبيا، وبالتالي غالبا لم يتأثر بما حدث.
أما إذا كان بغرض الإثارة فأنت تحتاجين إلى تعلم بعض مهارات التعامل مع المثيرات الجنسية التي أعتقد أن زملاء أعزاء تحدثوا عنها كثيرا على الموقع.
ثم يأتي الجانب الثاني في رسالتك وهو ما تعرضت له من عنف معنوي شديد بدأ من التدقيق الذي نفرضه على بناتنا بعد ما خراط البنات يخرطهم (بداية ظهور العلامات الأنثوية) فتظهر المحاذير العشرة (ممنوع ............ الخ) مما يجعل الفتيات يكرهن فترة الطفولة المتأخرة والمراهقة لكثرة المحاذير، وزيادة التعليمات والمراقبات التي تخرج أحيانا عدوان الفتيات على أسرهن فيفعلن كل ما هو ممنوع ولكن من خلف ظهورهن، وكم من القصص التي أراها تنفذ مبدأ أمامهم بصورها، وخلفهم بصورة.
والعنف المعنوي في حالتك استمر في رؤية والدتك لخطئك دون خطأ أخيك، والطامة الكبرى هو نشر هذه القصة بين المعارف والأقارب مما زاد من تأثير ألم الخبرة على عمرك الصغيرة بل وشجع آخرين لممارسة نفس الفعل لأنه يعلم أنك لن تستطيعين الكلام ولو تكلمت فأنت المدانة وهناك سابق خبرة بذلك.
ورغم كل هذا السواد ظهر بصيص النور في صورة الحب، ويبدو أنه كان طوق النجاة من مشكلاتك الاجتماعية، وتماديت في هذا التصور لدرجة التفكير في الزواج وغيره من التطورات المستقبلية التي لا يعلم سوى الله ماذا سوف يحدث.
ابنتي: أنت في حاجة إلى رفيق ينير لك الطريق، تثقين في رأيه وتأنسين لوجوده، فابحثي في من حولك عن شخص ناضج يتفهمك ويتفهم مشاعرك ويحتويك دون أغراض جنسية مهينة وأفضل أن تكون أنثى تكبرك بعدة أعوام حتى تكون قريبة لمشاعرك، مرت بخبرة المراهقة قريبا وتتفهم مشاعرك المتضاربة، وتدافع الأفكار في رأسك وتساعدك على النضج التدريجي المناسب لعمرك مع مراعاة خبراتك الصدمية التي عانيتها في طفولتك.
كما أدعوك إلى أن تجعلي لنفسك وقتا محددا وليكن ساعة يوميا أو أقل للقراءة، ومثلها لمشاهدة أشياء ترفيهية، وثالثة لملاقاة صديقاتك حتى ولو هاتفيا فهذا سيساعدك كثيرا على الابتعاد عن دائرة الأفكار فيما حدث أو الأفكار الجنسية المرتبطة بالرغبة الجنسية.
كما أرجو أن تحددي أهدافك بشرط أن تكون واقعية وقابلة للتنفيذ ويمكن مناقشتها مع آخرين، فالنجاح في حياتك العملية، والدراسية، والاجتماعية هو أقوى أسلحتك لمواجهة ضغوط الخبرة الكئيبة فالنجاح يجعلنا ننسى همومنا ونتجاوز أحزاننا، ويجعل من كان يظن بنا ظنونا أقرب من يداهننا وينسى كل ما كان يعتقد أنه من مساوئنا، فالناجح معارفه كثيرون، ومداهنوه أكثر.
وجهي كل طاقتك إلى تحقيق إنجازات تعوضك عن معاناتك، فجري طاقات الإبداع من داخلك، فدائما المعاناة تثقل خبراتنا وتقوي معاناتنا وكم خرج من روح المعاناة شموخ، اقرئي كثير من قصص المعاناة لتزيدك إصرارا على النجاح، ولا تنخدعي بأول طارق لقلبك فاحتياجك للحب سيجعل إدراكك للأمور مختلفا ومنحازا فحاذري أن يخدعك آخرون.
وفقك الله وتابعينا