السلام عليكم؛
أولا أحب أن أهنئ هذا الموقع على تعاونه في حل مشاكل الآخرين واللي بتعوق حياتهم بشكل أو بآخر وأنا فتاة أبلغ من العمر 17 عاما ومشكلتي أني غير قادرة على التكيف مع أهلي وأنا بحس بتضارب بداخلي كثير عندما يوجهونني إلى أي شيء أو أتخذ قرار معين بشأنهم وأحس أنهما غير متحملين المسئولية.
فعندما يوجهونني بشيء ما فأنا أرفض تنفيذه بشكل أو بآخر وهذا لعدم الثقة فيهم ولا في قراراتهم اللي اتخذوها عبر مراحل حياتهم فكانت أغلب قراراتهم خطأ وعواقبها كلها حاليا علينا أنا وأخواتي. وبحس كتير بالضعف والضياع لأني مش شايفة أي حد بيقوم بدوره في العائلة التي أنتمي إليها بل وأحس أن كلاهما يتصارعون لإثبات وجهة نظره والتي تكاد غير مقنعة وغير صحيحة لإثبات سلطته.
وأنا كثيرا تعبت بداخلي من تضارب المشاعر تجاه أبي وأمي والتي تختلف مابين الكره أحيانا وعدم الرغبة في العيش معاهم وأن أكون مستقلة أو الرغبة في جعلهم يشعرون بالذنب عما يفعلوه بالأبناء بسبب صراعات قديمة بينهم. فكثير من الأحيان أحس أني ضعيفة وأني لا أستطيع فعل شيء سوى البكاء في غرفة بعيدة عنهم وعن أي حد بسبب ما يفعلونه وبسبب رغبتي في ترك المنزل والمكان وتغيير حياتي تماما بشكل أو بآخر وأنا بالمناسبة متفوقة جدااا بدراستي رغم كل الظروف التي أمر بها ولكن أحيانا بيكون الأمر صعبا عندما تجد نفسك وحيدا في هذه الحياة،
من غير أب ولا أم أو يكادون غير موجودين فكثير من الأوقات الواحد يبقى محتاج حد معاه ويحس بالحنان ولكنني لم أجد ذلك من أمي ولا أبي ولكن أجده في أختي فقط والتي تقريبا أعتمد عليها في اتخاذ قراراتي والتي أحبها حبا كبيرا فأنا أحس أن الأدوار التي يجب أن يقوم بها الأب والأم لا يفعلونها بل أختي هي التي تفعلها معي وأنا بعتقد أنهم لم يفهموا معنى تحمل مسئولية أولادهم أو الحفاظ عليهم.
وقد تصل هذه المرحلة إلى أني أرفض القيام بما يوجهونني به حتى ولو صحيح وهذا تلقائيا من داخلي برفض في اللحظة نفسها لأني بحس إنهم بيعملوا كده علشانهم هما مش علشان مصلحتي يعني مثلا في موضوع الصلاة أنا متقطعة إلى حد ما فيها فهما يوجهوني بأداء الفروض وأنا بالفعل بحاول إني ألتزم بها ولكن لما بيوجهوني بيجعلوني أقول لهم لا أو أرغب في عدم تنفيذ رغبتهم لأنهم يضيفون عليها (أنا أتعذب ليه بسببك وربنا يحاسبني لعدم صلاتك) مش لأنهم خائفين علي فكثيرا أرغب بالصلاة بعيدا عن عيونهم ليظنوا ما يريدون أن يظنوا بي أكبر مثال على ذلك هو أني لما كنت بامتحانات الثانوية العامة كنت بصلي وكانوا بيشوفوني إني بصلي وبعدها لأني انقطعت فترة عنها فيقولون لي (هي كانت صلاة مصلحة فقط للنجاح ليس إلا) مع إن هذه ليست الحقيقة أنا كنت أتخذها فرصة للالتزام بالصلاة ليس إلا ولكنهم دائما يظنون بي وبأفعالي على حسب مزاجهم دون التفكير في جرح مشاعري ولا يودون التفكير بأن كلامهم صح ولا غلط،
فهم يجرحونني كثيرا ولا يشعرون بذلك بل يتمادون به ويقنعون دائما نفسك بأنهم صح وأننا غلط ومادام مش على مزاجهم يبقى أنا تفكيري غلط ويغلطوا في وخلاص مع إن الموضوع ممكن يكون بسيط جدااا بس هما يكبرون كل حاجة حتى جعلوني بعدم الذهاب إليهم للمشورة بل أفضل الذهاب إلى أصحابي وأختي بدلا منهم وأهه كده بريح نفسي وبريحهم كمان بس بتخنق من إني قاعدة معاهم في البيت وفي نفس الوقت مش معايا بكون لوحدي وبتضايق لما ألاقي نفسي كده بقول لا على أي حاجة يقولوها لي لأن مش ده المفروض إنه يحصل.
فأرجو الحل والمساعدة في إني إزاي أحاول التكيف معاهم وإني أحاول أن لا أشعر بالاضطراب في عواطفي تجاههم مع العلم أنني لم أقل شيء. هذا جزء من كثير لا أستطيع البوح به وإن الله يشهد علي إني بقول هذا الكلام من غير انحياز ضدهم ولا أي شيء ولكنني فقط أرغب في توضيح فكرتي ناحيتهم وأتمنى المساعدة وشكراااااااااااا
07/09/2007
رد المستشار
الأخت الكريمة أهلا بيك..
في مثل عمرك (17سنة) يبدأ الإنسان يكون قناعاته الخاصة ويرفض رفضا مؤقتاً لقناعات أهله ويشاكسهم ويعاندهم، وهذا لابد منه ليحدد مواقفه من الحياة ويضع اللمسات النهائية على بناء شخصيته.. فعلى الأهل أن يتفهموا طبيعة هذا العمر ويتقبلوا مشاكسة ابنهم أو ابنتهم.. هذا على جهة الأهل، أما على جهتك يا عزيزتي:
فإني لم أسمع عن أحد اختار من سيكون أبواه، وأظنك أنت لم تسمعي بهذا!!!
فالأبوين مسألة قدرية يجب علينا التعامل معها بالشكل المناسب. وديننا الحنيف وضح علاقتنا مع أبوينا وأمرنا فيها بالرحمة واللطف والبر...
قال تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (23)
فأَمَر ربنا بالإحسان إلى الأب والأم، فلا نبدي لهما الضجر، ولا نسمعهما قولا سيئًا، حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، ولكن الرفق بهما، والقول -دائما- القول اللين اللطيف.
وأمرنا أن نكُنْ لأمنا وأبينا متواضعين رحمةً بهما، كما صبرا على تربيتك طفلة ضعيفة الحول والقوة. ولو صدر منهما بعض الأخطاء في الماضي ، فلا ننسى فضلهما الكبير الذي يغطي خطأهم.. (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (24) (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) (25)
هذه المعاني القرآنية تعينك كثيرا ليس على التكيف مع أهلك وحسب وإنما على العيش الطيب السعيد معها، وحتى في حالة كونهما مشركين فهنالك شكل من التكيف أمرنا به الله تعالى بقوله..(وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (8) سورة العنكبوت
وكيف بأبويك اللذان يأمراك بالطاعة فهما أولى بالبر والرحمة والتلطف بهما.
اقرئي على مجانين:
علاقتي بأسرتي .. الكرة في ملعبك
كيف أتعامل مع أسرتي: م
أبكي وأمي وأبي لا يبالون. مشاركة2
الوصفة السحرية لتخطى الصعاب جسر المودة والتفاهم
لا أب ولا وطن: قلوب تنكر نبضها
أيها الأخت الكريمة:
افتحي قنوات الحوار الهادئ اللطيف مع أبويك.. بالتدريج. أشعريهم أنك تحبينهم وتتفهمين مشاعرهم، شاركيهما مشاعرك ومشاكلك ومشاكلهم..
أتمنى لك كل الخير.