حزب المضطهدات أمية الأمهات
السلام عليكم
مشكلة الابنة العزيزة "ن و ط" من الأردن التي تفضل أستاذنا الدكتور وائل بتحليلها والاستعانة بمرجعيته الدينية الغزيرة وعلمه الفياض في إرجاعها إلى جذورها حتى توصل بفضل الله إلى حل يهدئ خاطرها ويريح بالها ويهديها إلى سواء الصراط.. تقول عن مشكلتها إن أمها تؤلمها بكلامها عني أمام الأقارب والجيران انصحوني....
أيتها الابنة العزيزة أحس بك من وقع الكلمة الجارحة على النفس وخاصة النفس الحساسة... حقاً يا ابنتي إنها أقسى من وقع الحسام المهند‘ أرأيت إنسانا يقتل إنساناً بكلمة من فيه؟ تلك حقيقة يا بنيتي، ليسمح لي أستاذنا العالم الجليل الدكتور وائل أن أذكر أن جيل أمهاتنا نحن المقبلون على السبعين لم يكن متعلمات ولكن لا يمكن أن أقول إنهن كن جاهلات.. هن أمهات طه حسين والعقاد; ولطفي السيد وزكي مبارك وعلي مبارك ومحمد حسين هيكل بل ومحمد حسنين هيكل ونجيب محفوظ وأحمد زويل وكل العمالقة الذين أناروا حياتنا.. الأم التي لم تذهب إلى مدرسة أو كُتاب ولم يكن أمامها تليفزيون أو دش أو كمبيوتر كأمهات اليوم كن أثر حكمة وحصافة ولا أقول دراية فقط في تربية أبنائهن تلك حقيقة لمستها في كل أمهات أبناء جيلي..
إذن لن يعود موضوعك يا بنيتي إلى جهل أمك إنما يعود عليك أنت أجل.. من تبر أمها وتطيعها وتتلطف في معاملتها حسب وصية ديننا الحنيف فلن تجد من الأم إلا العطف والحنان والدعاء الصالح، إن ديننا يدعونا لأن نصاحب أمهاتنا وآبائنا في الدنيا معروفا إن كانا كافرين ودعونا للكفر، فكيف نصاحب أمهاتنا المسلمات المؤمنات؟
ارجعي يا ابنتي إلى نفسك وراجعيها، وتلمسي لأمك العذر إن زاد عليها إرهاق المسئولية وثقل الحمل، فهوني عليها وساعديها وتوددي إليها ولا تيأسي من صدها لك في أول الأمر واصبري وصابري وجاهدي لإرضائها وستجنين الثمرة من طيب الكلم وجميل الدعاء بإذن الله مع تمنياتي لك بالتوفيق في تلك المهمة الشاقة ولكنها مؤكدة النتيجة بإذن الله .
شكرااااا
عوني الحوفي
8/9/2007
رد المستشار
أستاذنا الفاضل أهلا وسهلا بك وكل عام وأنت وأمتنا كلها بخير، أتفق معك في كل ما طلبته من ابنتنا صاحبة المشكلة هداها الله وهون عليها.......... وأتفق معك في أن جيل السابقات خير من جيل اللاحقات، لكنني أوضح لحضرتك أن صاحبة المشكلة في التاسعة عشر من عمرها وبالتالي فأمها يا سيدي من جيلنا نحن وليست من جيل أمهات كأم زويل أو غيره ممن تفضلت وذكرت، وأقول لك يا سيدي أن المشكلة نبعت في الأصل من أن مجتمعاتنا تخلت عن مؤسساتها الاجتماعية التقليدية والتي كانت تتولى التنشئة الاجتماعية وتعريف الناس كل واحد بواجبه، فقد حاولت المجتمعات استبدال تلك المؤسسات بمؤسسات -شكل- المؤسسات الغربية لكنها مع الأسف لا هي أفلحت في استيراد المضمون كاملا ولا في تطبيقه، وبالتالي برزت عندنا أجيال لا تجد من يربيها بصدق، لأن شكل المؤسسات القائمة –بلا مضمون أو بمضمون غير مناسب- لا تناسبهم والمؤسسات التقليدية تآكلت أو تكاد، ومن بينها الأسرة الممتدة التي كانت تمثل وسطا لتبادل الخبرات من جيل لجيل... والتي أظنها كانت ستكون أكثر صمودا أمام ما حدث من اختراق إعلامي أو تكنولوجي لجيلنا نحن بالذات ليس هذا ذنبنا بالطبع لكنه أيضًا ليس ذنب أولادنا وبناتنا.
في فترة إعداد جيل أمهاتكم أنتم لم تكن الأمور بالسوء الذي كانت عليه في جيلنا والأجيال التي تلته والوضع كما تعرف من سيئ لأسوأ... إلا أن جيل أمهاتكم يا سيدي أعدَّ غالبا بالبقية الباقية من المؤسسات التقليدية بل أحسب أن جيلكم أنتم لم يتعرض لما تعرض له جيلنا من غياب المؤسسات!...
باختصار يا أستاذي لا أستطيع أن أستبعد من تفكيري ما أراه من نماذج أثناء عملي... أمهات عاجزات مُعَجِّزات جاهلات بأبسط أسس تربية البنت أو الولد ولعلني وضعت من الروابط ما يكفي في الرد... وربما أكون متحيزا للصغار بشكل عام وأراهم مظلومين غالبا، لكنني على كافة الأحوال أتفق معك في ضرورة أن تستمر البنت في مراعاة حق الأم لأن هذا واجبها الشرعي،
شكرا على مشاركتك أستاذنا وأهلا بك دائما.