مراهقة ومواقع إباحية!!... الله يهديك
السلام عليكم
أولا تحياتي إلى الأستاذة هديل فكري لإجابتها الرائعة وأحب مشاركتها في الإجابة بما يأتي؛
قد لا تكون الوحيد من يعاني من هذه المشكلة هناك العشرات إن لم نقل المئات.
بداية يتعلق الدخول لهذه المواقع بجملة أسباب الأصدقاء الذين تتعامل معهم أو حب الاستطلاع والفضول أو ضعف الوازع الديني أو الإهمال الأسري وعدم متابعة الأسرة للأبناء في هذه المرحلة الحرجة من العمر حيث حب الفضول والرغبة في الاستكشاف في ما يتعلق بالأمور الجنسية تحديداً، أو عوامل أخرى تتعلق بسن المراهقة.
المهم هو أن علاج هذه المشكلة يتطلب جهودا غير عادية من حيث البحث عن الأسباب والمتابعة. فهل تدخل لهذه المواقع خارج البيت (مقاهي الإنترنت مثلا) أو في البيت أو لدى الأصدقاء؟!. كلها أسباب مشجعة أو الفراغ الزائد وقتها يجعل الشاب الدخول لمثل هذه المواقع.
الأمر الآخر يتمثل في التوعية الدينية وتعزيز مفهوم الحلال والحرام والعلم بأن كثرة النظر لهذه المواقع سيتسبب في معانات من يتطلع عليها وتتضح بالفتور الجنسي عندما يتزوج إذا لن تكون للعملية الجنسية اللذة المفترضة في وضعها الطبيعي الذي يأتي ضمن مؤسسة الزواج، كذلك بيان تفاهة هذه المواقع ومحاولة شغل وقت الفراغ بالأعمال المفيدة والأنشطة المحببة،
ولابد للأسرة أن تدرك مدى خطورة مثل هذه الممارسة على سلوك وثقافة الشباب إذ أن الأسرة تتحمل تبعات ومخاطر; هذه المشكلة السلوكية. لذا فإن على الأسرة أن تضع آلية لمراقبة استخدام الإنترنت بدون مجاملات للأبناء، إذ أن ترك الموضوع بدون معالجة سليمة يمكن أن ينتج عنه الانحراف السلوكي المؤكد. ويبقى للفرد ضميره الرقيب الأمثل على مثل هذه التصرفات إذا نحن على مشارف شهر الطاعات شهر رمضان دعوة للشباب أن يوجهوا طاقاتهم للأعمال المفيدة التي تفيد شعوبهم قبل أنفسهم ودعوة للشباب التوجه نحو العلم والمعرفة التي أمضى سلاح في محاربة الشيطان وأن يكون الفرد عقله ميزان لتصرفاته وأن يكون جهاده للنفس الذي هو أقوى جهاد فإن استطاع الانتصار على شهواته انتقل من حيوانية السلوك إلى إنسانية السلوك وأكرر أن للأسرة دور كبير إذا كانت المشاهدة تجري في البيوت ويمكن وضع جهاز الحاسوب تحت أنظار الكل.
إننا أمام عادة سلوكية غير مرغوبة خلقيا واجتماعيا، إلا أنها قد تجد لدى المراهق أو حتى من قبل بعض كبار السن القبول والرغبة والميل النفسي لها، لذا فإنه لابد وأن يكون العلاج متعدد المحاور والاتجاهات، وأن يتصف بالتدرج. من خلال وضع برنامج شخصي يضعه الفرد لنفسه ومنها قد يكون كاتبا للمقالات في هذا الموقع ويذكر لنا تجربته في التخلص من مشاهدة المواقع الإباحية ليستفيد منها الآخرين أو يشترك في برامج تدريبية تدر بنفعها المادي والمعنوي عليه ولا أستطيع تحديد ماذا يفعل لأنه متروك لرغباته المفيدة النتائج.
نتمنى لشبابنا التوفيق والنجاح...
وفقكم الله
10/9/2007
رد المستشار
الدكتور عبد الحسين رزوقي كم أسعدتني مشاركتك لي في ردي على الاستشارة (مراهقة ومواقع إباحية!!... الله يهديك) والتي فعلا أضافت نصائح ممتازة أتفق فيها معك تماما، والتي أوضحت فيها أيضا الأسباب التي تؤدي بالمراهق إلى متابعة مثل هذه المواقع السيئة كعدم متابعة الأسرة ومراقبتها للمراهق الموجود في المنزل والذي يجب أن يكون هو محور اهتمام ومتابعة الأسرة له من حيث ما يتعرض له على الكمبيوتر أو على التلفاز أو الأصدقاء الذين يصادقهم لأنهم يعتبرون أكبر مؤثر عليه وعلى أخلاقه وتوجهاته في تلك المرحلة، كذلك إشارتك لبعض الحلول العلاجية التي يضعها بشخصه ليبتعد عن تلك المواقع، وقد أعجبتني فكرتك له بأن يشارك في موقعنا بكتابة تجربته في الابتعاد عن تلك المواقع حتى يستفيد منها زوار الموقع، ولذلك أمثلة سابقة على مجانين:
المواقع الإباحية: الأمة في ضياعها -مشاركة
خطوات عملية لهجر المواقع الإباحية م2
إدمان المواقع الإباحية: هل له علاج؟
كما أحب أن أضيف شيئا بعد إذنك دكتور عبد الحسين وهو أن الأسرة تقع عليها المسؤولية الأولى حيث يجب أن يكون هناك حوار وأحاديث متبادلة بين الأسرة والمراهق الذي هو واحد من أفرادها سواء كان ذكر أو أنثى حتى تستطيع الأسرة التعرف على ما يدور في ذهنه والمواضيع التي تشغل تفكيره ويدار ذلك الحوار بطريقة تحبب الابن فيه وتشجعه على التحدث مع الأسرة في جميع المواضيع دون أن يشعر بحرج أو خوف من رد فعل الأسرة على خوض بعض المواضيع الحساسة، حتى لا يضطر للذهاب لأحد آخر خارج نطاق الأسرة يستفهم منه عن تلك المواضيع فقد لا يكون ذلك الشخص أمينا معه في نقل المعلومة الصحيحة له أو يوجهه توجيهات خاطئة تؤذيه في أخلاقه وتكسبه أخلاقيات غير مرغوب بها.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أشكرك دكتور حسين على تضحيتك ببعض من وقتك الثمين لقراءة المشكلة وقراءة الرد عليها والإضافات التي أفادتني وبالتأكيد أفادت صاحب الاستشارة.