أحلام اليقظة
أنا أعاني من الإفراط في أحلام اليقظة والموضوع بدأ منذ أيام المراهقة من سن 15 و 16 وكانت أحلامي في هذا الوقت عن مجموعي في الثانوية العامة ودخولي الجامعة ومستقبلي المهني والاجتماعي من ناحية الزواج وخلافه ثم بدأت الأعراض تزداد تدريجيا وخصوصا في أوقات فراغي التي أكون فيها بمفردي، وانتهيت من الدراسة وتزوجت وتركت العمل وتغربت مع زوجي ليعمل في إحدى الدول -وبالمناسبة أنا علاقتي به كويسة وهو يحبني جدا- وبدأت أحلام اليقظة تزداد بسبب وجودي لأوقات طويلة بمفردي بالمنزل رغم وجود ابنتي ذات السنتين من العمر ولكني أستلذ جدا بهذه الأحلام وأحببت الوحدة بسببها وهى ليست على شكل سرحان فقط، ولكنني أتكلم بصوت عال وأتخيل أنى أتحدث مع أشخاص لهم علاقة بواقعي طبعا. أتخيل أنى أرد عليهم في المواقف التي أحرجت فيها ولم أعرف أرد وقتها أو أتخيل أنى شخصية مشهورة أو فنانة مثلا ويعملون معي حوارا وأتكلم عن نفسي وعن مواهبي ونجاحي وغيرها الكثير وكلها تنصب عن الحديث عن نفسي كثيرا.
والحقيقة أنا لا أرجو أن أبطل الأحلام تلك بالعكس هي تسليني وتضيع وقتي ولكن ما جعلني أكتب لكم هو أنى لاحظت أن ابنتي بدأت تقلدني وتتحدث مع نفسها طوال الوقت وهى تلعب بألعابها، أيضا عندما أكون أحلم وجاءت ابنتي تطلب شيئا وقاطعت أحلامي أشخط فيها بشدة وممكن أضربها لذلك فكرت أن أسألكم هل أنا مجنونة وهل المفروض أبطل هذه الأحلام؟؟ وكيف يمكني أن أبطلها وأنا أحبها جدا وأشبع كل رغباتي وأحلامي فيها؟؟
وعلى فكرة أنا لا أقدر أنزل أشتغل لأسباب معينة وأحاول أن أقضى وقتي أمام التلفزيون لكن أيضا أرجع وأسرح مرة ثانية،
أرجو إفادتي بالحل وشكرا.
21/09/2007
رد المستشار
الأخت "ر.و.س"؛
تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين، في الحقيقة يعتبر علماء النفس أحلام اليقظة أحد وسائل النمو والتطور البشري، فمعظم الاختراعات والاكتشافات العلمية المذهلة، والتي أثرت حياتنا كبشر، قد بدأت كأحلام يقظة في عقول المخترعين أو المكتشفين، ولكنهم عملوا وكدوا بعد الأحلام كي يحققوها ويجعلونها واقعا نعيشه.
أختي العزيزة؛ لقد كانت أحلام اليقظة مثمرة ومفيدة بالنسبة لك طوال حياتك بحيث أنجزت دراستك على خير وجه وتزوجت وأنجبت، ولا مانع من أن تستمري في أحلام اليقظة بشرط ألا تؤثر على تربيتك لابنتك، وأقصد بالتربية: التربية المعتدلة السوية، أما وأن إدمانك لأحلام اليقظة يصل بك إلى درجة أن تضربي ابنتك ذات العامين وتشخطين فيها إذا كلمتك أثناء حلم يقظة فإن الأمر جد خطير!!!، ويستوجب منا وقفة لنتساءل: هل هي مجرد أحلام يقظة أم هي اجترارات تسلطية Obsessive Ruminations، وخصوصا وأن لديك عددا من السمات الوسواسية مثل الاجترارات اليومية مساء كل يوم عن الحوارات التي حدثت أثناء ذلك اليوم مع الآخرين، وخصوصا إذا أساء الآخرين إليك في تلك الحوارات، بالإضافة إلى حرصك على السرية، ورغبتك المبالغ فيها على عدم معرفة أحد لشخصيتك، وواضح أيضا أن لديك أيضا قدرة على عزل مشاعرك وتغليب فكرك عليها، وهناك حوالي 5% من الموسوسين يشعرون بأن وساوسهم وأفعالهم القهرية أفكار وتصرفات طبيعية، ولا يستنكرون ما يقومون به من وساوس وأفعال قهرية، أي أنهم غير مستبصرين باضطرابهم النفسي؛ وهذا يفسر تلذذك واستمتاعك الزائدين بالأوقات الطويلة التي تقضينها في أحلام اليقظة وبصوت مرتفع يوميا.
الأخت الفاضلة؛
أقترح عليك أن يكون هناك أوقاتا محددة لممارستك هواية أحلام اليقظة، وليكن ذلك الوقت في أثناء نوم ابنتك، ولا داعي للدخول في أحلام اليقظة وابنتك مستيقظة؛ لتجنب تقليدها إياك وحتى تكونين مستيقظة لتصرفات ابنتك في عمرها الحرج، والذي تحتاج فيه للمتابعة الدقيقة نظرا لزيادة حركتها والفضول الشديد لمعرفة العالم من حولها، فإن استطعت السيطرة على وقت أحلام اليقظة لديك فهذا جيد ويكفيك، ولكن إذا لم تستطيعي ذلك فأنصحك بأن تستشيري طبيب نفسي أو طبيبة نفسية على الأقل لتناقشي أحلام يقظتك معها بدلا من أن تناقشيها مع نفسك بصوت عال، وعقل واحد يفكر ليس كمثل عقلين،
واقرئي على مجانين:
أحلام اليقظة الممتعة: طبيعية بشرط
الوسواس القهري وأحلام اليقظة!
أحلام اليقظة.. وسكتة انفعالية؟ ربما
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة الاكتئابية؟؟؟
أتمنى لك التوفيق في حياتك العائلية، وأن تتحكمي بصورة أفضل في الوقت الذي تقضينه في أحلام يقظتك، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>> : التردد وعلاقته بالكروب الحياتية