الوسواس مع الشخصية البينية
السلام عليكم مش عارف أبدأ منين لكــــــــن؟ دايما يا إما مستغرب كل حاجة وخايف يا إما مكتئب يا إما حزين أو سعيد ومتفائل وسرعان ما يروح التفاؤل وأنا عارف طبعا إن كلامي ده معناه إني بعاني من اضطراب وجداني لكن أنا بقول بما إني أنا صاحب المشكلة لأ أنا ما عنديش اضطراب وجداني أنا أصلا أعتقد شخصية يائسة أو بقت يائسة يعني أنا مثلا 31 سنة لكن جوايا بستنى إمته الحياة تخلص ونخلص وإيماني بربنا انعدم للأسف حتى دايما لما بشوف حد\ بيصلي بقول لنفسي إنه إزاي بيعمل كده وفي قرارت نفسي ببقى ندمان على كلامي ده لأني كنت في يوم من الأيام مواظب على صلاتي أكتر من 12 سنة وفجأة بدأت أفكاري تتغير وتقريبا من الاكتئاب يعني بدأت أحس إن اللي بيصلي بيتبهدل في الدنيا واللي مش بيصلي ربنا بيوقف جنبه وبدأت أحس إن ما فيش حاجة حلوة في حياتي تخليني أحس إن في ربنا واقف جنبي فيها أو إنه موجود معايه وكنت بدعي ربنا كتيير وفجأة حسيت إني بكلم نفسي وبعدها بدأ يجيلي اكتئاب بشع وروحت واتكتبلي ستابلون وسيبرام وبقالي سنتين واتحسنت بالنسبة لجانب واحد بس وهو إني ما كنتش بنزل من البيت بسبب إني على طول خايف وموسوس ومرعوب من الهلع والاكتئاب ورهاب لأن كنت وصلت لمرحلة صعبة من الخوف والاكتئاب وعدم الرغبة في الحياة لكن مع أخدي للدواء اتغيرت وبدأت أتغير وبدأت أنزل وأشوف مستقبلي وحالي،
وفعلا اتوفقت إني اشتغلت شغلانة كويسة مش وحشة لكن دايما حاسسس إن ما فيش معنى لحاجت كتيير وبيجيلي حالة من سيبان الجسم والتنميل مع أفكار وحشة وخوف وصعوبة في التنفس وبتقعد معايه ساعة تقريبا وببقى ساعتها لو مع حد لازم أمشي وأسيبه أما في الحياة اليومية دايما مش بحس بأي نجاح أو إنجاز على مستوى حياتي وبخاف إني أتجوز أصلا لأني بخاف من نفسي وتقلباتي بحيث إني مش ثابت يعني ما بقدرش أحس إني أقدر أرتبط بحد عشان أشيل مسئوليته لأن مسئوليته دي يعني إني أكمل في شغلي وده مش مضمون ومش مضمون بسببي أنا لأني دايما بقول لنفسي إني بحب أبقى مش متقيد بحاجة زي طبيعة كل المرضى النفسيين نظرا لتقلب مزاجهم من كل حين لأني مش بحب الوظيفة وبحب العمل الحر إني أبقى مش متقيد ونفس الحكاية إني مش ضامن نفسي إني أختار بني آدمة وأكمل معاها طول حياتي لأن ممكن الجنس نفسه يبقى معاناة لي حيث إني مش كل وقت أقدر أقدم فيه.
الخلاصة أعراضي كالتالي : كره للناس والحواليه مع حالة من الخوف من كل شيء بالإضافة لحياة من عدم الإيمان تماما لكني بصوم وساعات بصلي لكن لما بصلي بتعب لأني في نص الصلاة بقول لنفسي إيه اللي أنا بعمله ده ويعني إيه جنة ونار وحساب معقولة في حاجات من دي وبعدها بتعب من الأفكار دي فأتجنب الصلاة أصلا لأني بدخل في دوامة من التفكير المابينتهيييش لدرجة إني لما بشوف حد بيتكلم عن الدين بحس إنه كذاب ومنافق أو بالأصح بحس إنه عنده قصور في مخه إنه لسه مؤمن بالحاجات دي وبالنسبة لنفسي وتعاملي مع نفسي أنا نفسي أبقى إنسان طبيعي يأخذ الأمور بتلقائية يعرف يصلي ويصوم ويفكر يتجوز بجد ويبني مستقبله لأن المشكلة إني من كتر المرض دايما بحس إني جايب أخر كل حاجة يعني شغل بأجي بيني وبين نفسي أقول لحد إمته موظف وتزيد كل سنة وتصحى الصبح وترجع مهدود وتنام عشان بكرة شغل. جواز نفس الحكاية جواز وتفرح شوية وبعدها مين دي اللي هاتعيش معاها وتقرفك.
علاقتي بالناس دايما بشوف الحواليه بيمثلوا في كل شيء والمشكلة إن فعلا بيبقى بجد والمشكلة الأكبر إني ما ينفعش أعمل كده خالص لأني بحس إني مكشوف قدام نفسي والحواليه. يعني أنا بحس إني ببقى شايف حاجات كتيير من أعماقها أوي زيادة عن اللزوم وده بيتعبني. ودلوقتي أنا بقالي سنة ونص بأخذ ستابلون تلات حبات وسيبرام حبتين في اليوم وكل البيعملوا الدواء إنه يا دوب بيخليني أنزل وأضحك مع الناس وأروح شغلي بالعافية لكن من جوة تعييس ولازالت عندي أعراض من المرض القديم من خوف وأفكار وحشة وإني هاموت دلوقتي أو حد قريب مني هايموت وإني وإني وإني مع أعراض عضوية من سيبان للجسم وأحاسيس مؤلمة.
عندي إيه بالضبط وإيه الدواء المناسب لي لأني خلاص ما بقتش أقدر ألف على الدكاترة لأني حتى الدكاترة مش بيشبعوني يعني مثلا لو قولت إني مخنوق يبقى اكتئاب خايف هلع مبسوط اضطراب وجداني وهكذا. ولا باين علي هاعيش كده وخلاص وأحاول أأقلم نفسي على حالتي دي المشكلة الحقيقية هي عدم اندماجي في الحياة لأني كاره فأتمنى ألاقي حل أو كلام جديد أكون ما سمعتوش قبل كده وانصحني بالدواء المناسب وأنا أوعدك إني مش هاخده إلا بعد استشارة طبيبي لأني أنا نفسي بخاف جدا من الأدوية النفسية وبسأل نفسي ألف مرة قبل ما أخذ الدواء ولازم أفصص الروشتة بتاعته وأستنى الأعراض لكن لو ده ممكن يرجعني طبيعي فأنا آخذه وأستحمل وربنا معانا جميعا.
أنتظر رأيكم ونصائحكم
ولكم جزيل الشكر والتقدير
21/09/2007
رد المستشار
الأخ المدير؛
لا أدري من أين أبدأ الرد على رسالتك المليئة بالعنف والغضب والتناقضات، وليت العنف فيها موجه للبشر والأطباء والزوجات والعمل وحسب ولكن غضبك يا سيدي قد امتد للذات الإلهية في هذا الشهر الفضيل الكريم حين تتساءل قائلا: "الخلاصة أعراضي كالتالي: كره للناس مع حالة من الخوف من كل شيء بالإضافة لحالة من عدم الإيمان تماما لكنني أصوم، وساعات أصلي، لكن لما أصلي أتعب لأني في منتصف الصلاة أقول لنفسي: ما الذي أفعله؟ وماذا تعني الجنة؟ وماذا تعني النار؟ وماذا يعني الحساب؟ معقولة في حاجات من دي؟ وبعدها أتعب من تلك الأفكار؟!، فأتجنب الصلاة لأنني أدخل في دوامة من التفكير الذي لا ينتهي؟ لدرجة أنني لما أشاهد شخص يتكلم عن الدين أحس انه كذاب ومنافق أو بالأصح أحس أن عنده قصور في عقله؛ لأنه مازال مؤمنا بالحاجات دي!!!".
وأحمد الله تعالى على أنني واحد من أصحاب "القصور العقلي" الذين يؤمنون بالله وبالجنة وبالنار والحساب، وأصلي وأصوم وأخاف من غضب الله، فهل سترضى أن من سيجيب على تساؤلاتك شخص من هذا الطراز؟؟!!.
أحيانا يا أخي يبتلي الله عز وجل عبده الطائع –العابد الصائم المصلي المحسن– بالمرض، أو بالفقر أو بضياع الثروة أو حتى بالعجز؛ وكل ذلك ليس بالطبع من باب العقاب لهذا العبد من خالقه وسيده، ولكنه من باب محبة الله عز وجل له، هذه المحبة التي تظهر في صبر هذا العبد الطائع على الابتلاء، وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حينما قال: "أشد الناس ابتلاءً الأنبياء، ثم الأصلح فالأصلح".
أظنك الآن تتهمني بالنفاق والكذب والقصور العقلي لأني أقول مثل هذا الكلام!، ولكني موقن بوجود الله وبالجنة والنار، وقد أشك في وجودك وأنك قد تكون شخصية إلكترونية تؤلف قصصا على هيئة تلك الاستشارة، ولكن الله حقيقة ثابتة راسخة مثل حقيقة وجود عقلي في داخل رأسي وأنا لم أره ولكني رأيت مثله زمان في مشرحة كلية الطب بالإسكندرية!!!.
في الحقيقة، ومن واقع ممارستي للطب النفسي تعلمت أن أصعب حالات الوسواس القهري في العلاج وفي التعامل بين الطبيب والمريض، هم أصحاب اضطراب الشخصية البينية، فحينما يجتمع الوسواس مع اضطراب الشخصية البينية في شخص واحد يعاني من حوله من عنفه وتقلبات مزاجه وسلوكياته، وها أنا ذا أعاني من نيران كلماتك، وخصوصا وأنا أحاول إعادة صياغة الكثير منها بلغة عربية سليمة.
أنت ناقم على كل شيء، وعلى من حولك وعلى أهلك وعلى الزواج والزوجات ومسئوليات الحياة الزوجية، وناقم على العمل، والذهاب للعمل يوميا، وتشك في وجود الله -عز وجل- وخيره إليك وإلى غيرك نازل ليل نهار وبلا توقف، وهذا دون أي تأنيب للضمير من جانبك كعادة إخواننا الموسوسين الطيبين الذين يشكون في وجود الله على استحياء وبلوم عال لأنفسهم وتأنيب واضح لضمائرهم فنرد عليهم برد النبي صلى الله عليه وسلم على بعض من صحابته – كانت لديهم أفكارا وسواسية تقول: من خلق كذا؟! من خلق كذا؟!، حتى يصل الأمر إلى الخالق عز وجل – فقال صلى الله عليه وسلم: "ذلك صريح الإيمان"، وليكف المريض ولينتهِ عن الاسترسال في مثل هذا التفكير، وليستعذ بالله من الوسواس الخناس، وطريقة إيقاف الأفكار التسلطية الدينية تلك من أفضل وسائل علاج الوسواس.
إن محور المرض لديك هو اجتماع (اضطراب الوسواس القهري) بتبعاته من أمثال القلق والهلع والاكتئاب (باضطراب الشخصية البينية) بتبعاتها أيضا من عنف وغضب وسرعة تقلب في المزاج والأفكار والسلوكيات مع الاكتئاب بالطبع، لأن من حولك لن يتحملوا سرعة التقلبات لديك، ولقد صدقت كل الصدق عندما وصفت طبيعتك قائلا: "دائما أحس أني جايب آخر كل حاجة"، وهذا صحيح فأنت تفعل كل شيء من بدايته وحتى نهايته، وأنت تركز على الأطراف دائما، فعندما تنوي الطيبة والصلاح تصبح ملاكا وعندما تنوي الشر تصبح شيطانا، وهكذا أنت دائما على أطراف طيف كل شيء، ومن هنا أيضا جاء اسم هذا النوع من اضطراب الشخصية البينية أو الحدية، وصدقت أيضا عندما قلت: "أحس أنني أرى أشياء كثيرة من أعماقها بصورة زيادة عن اللزوم وهذا يتعبني"، وهذه الصفة أو الميزة يمتلكها أصحاب اضطراب الشخصية البينية، وهي تجعلهم بارعين في اختيار ضحاياهم من الأصدقاء المؤقتين، وكثيرا ما تكون لهم رؤية أفضل من غيرهم في معرفة جوهر الناس، وهذا يجعلهم يختارون، بل وقد يؤثرون على الناس من حولهم بما يتناسب مع مصالحهم، باختصار حالتك تجمع دائما بين المتناقضات، وهذا ما يجعلني محتاراً أأشفق عليك أم أشفق على من يتعاملون معك؟!.
ولكن كي تفهم نفسك بصورة أوضح؟!؛
أقترح عليك قراءة الاستشارات التالية:
كآبة وعنوسة وسمات شخصية بينية
الشخصية البينية (الحدية): هل هذا هو النموذج؟
لحلم البين بيني! والشخصية الحدية
البحث عن الحب في جحور الأفاعي!!
عاشقة للشراء وعصبية وحدية جدا
الموشكة على الانتحار، شخصية حدية
بالنسبة للأدوية فأنا أتوجه أولاً لطبيبك النفسي بالتحية وبالشكر الجزيل نظرا لتحمله كلماتك النارية عند جلوسه وحديثه معك ومناقشتك إياه، والتي أظنها جلسات صعبة عاصفة، وثانيا: يمكنه إضافة أحد مثبتات المزاج لعلاجك، وذلك لمنع التقلبات السريعة للمزاج لديك مثل "توباماكس" أو "لاميكتال" أو حتى "ليثيوم" أو "تيجريتول"، ومع مرور الوقت وبعد عمر الأربعين ومع جلسات العلاج النفسي المستمرة، وتناول الأدوية النفسية ستصبح أفضل حالا وأكثر اعتدالا في سلوكياتك وأفكارك واعتقاداتك.
أتمنى يا أخي أن أكون قد أضفت إليك جديدا لم تسمعه من طبيبك النفسي المعالج، والذي أتمنى أن يكون طبيبا واحد وليس التسوق في عيادات الأطباء النفسيين المختلفة؛ وذلك حتى تزداد الفائدة العلاجية من الطبيب الذي يعرف حالتك جيدا ويتفهم أبعاد تقلباتها المستمرة، ثم أدعو الله لك بالشفاء وبالهداية، وأن يذيق الله قلبك حلاوة الإيمان به وتابعنا بأخبارك.