شهوتي للبنات
أشكركم على هذا الموقع الشيق والذي لطالما وددت بموقع بمثل مستواه وسهولة تصفحه وسلاسته وحسن ترتيب أفكاره وما يقدمه من روابط مختلفة كوسيلة للمساعدة والبحث.
أعيش بعائلة طيبة وكريمة ولكن الأم هي العنصر المسيطر وأنا ترتيبي البنت البكر ولقد عانيت كثيراً لهذا فلقد كانت تلقى علي كل مسئولية خطأ يرتكبه إخواني وحرمت العطف والحنان وخصوصاً من والدتي إلى أن كبرت واشتغلت تغيرت كثيراً وأصبحت أكثر حنانا بسبب حكم السن وأنا أحبها حب كبير وعميق جداً ولا أستطيع العيش من دون مشورتها.
مشكلتي تكمن منذ الصغر، فلقد كنت أحب أن أقوم بدور الرجل دائماً فعندما كنا نلعب كأسرة كنت أحب أن أقوم بدور الأب أو الشاب المحبوب من قبل كل البنات، وكنت أجيد القيام بهذه الرومانسية والغزل مع كل من عرفتهم من صديقات، وكنت أتخيل نفسي رجلاً وأمارس الجنس مع كل صديقة أتعرف عليها وأحبها وأتعلق بها ولكن تلك كانت خيالات ومشاعر داخلية تصارعني وتجعلني أكره نفسي كوني فتاة مع أني جميلة وأمتلك كل مقومات الأنوثة ولكن بداخلي رجل يهوى البنات.
مشكلتي تؤرقني جداً وتعذبني وكنت أشعر معها بتأنيب الضمير وكنت أفيق ليلاً ولا أستطيع النوم وأنا أقول لماذا يا ربي لماذا؟؟ لماذا أنا؟؟ عندما كنت أشاهد لقطات حب أو جنس كنت أراقب الرجل أكثر من المرأة وكأنما أريد أن ينطبع بداخلي صورته لأقلده وأحاول إظهارها ولكن ضميري وخوفي من نظرة الناس كان يمنعني إلى أن تعرفت في بداية المرحلة الثانوية على صديقة أحببتها من كل قلبي كعادتي مع الصديقات ولكن هذه المرة بزيادة.
فلقد أحبتني هذه البنت بطريقة جنونية فكما تقول لأنني كنت مختلفة عن كل الصديقات اللاتي عرفتهن بسبب أدبي وحسن أخلاقي وهدوئي، فأخذت تتقرب مني كلما أزورها أو في زياراتها القليلة لي بسبب أنها تعيش في بيت متعصب بعض الشيء ولا يسمح لها بالخروج كثيراً إلا بعدما كبرنا حالياً وكل منا استقل بنفسه، المهم لقد كانت تقترب مني وتقبلني في شفتي مع أنها لم تكن تعاني ما أعانيه، ومع ذلك كنت أنهرها وأقول لها من إن هذا حرام، ولكنها كانت تقول لي من أنها تعشقني بجنون، فكبرت العلاقة إلى أن وقع ما هو أكبر حرام بسبب الطاقة الجنسية الكبيرة الموجودة فينا كشباب صغار، وكبرت المشكلة كلما تقدمنا بالسن وما عدنا نستطيع أن نستغني عن بعض كالأزواج والعياذ بالله.
مع أنني أحس أني أريد الزواج ولكني مازلت أهوى البنات وكأنه مرض يقتلني، حتى تعرفت على صديقة جديدة تكبرني بتسع سنوات وأحببتها بجنون وأصبحت بيننا ملامسات وحركات خفيفة جداً، مع إنها لا تقصد ولا تريد ذلك، ولكن لا أعرف لماذا هي تتركني أحياناً لأفعل هذا مع أنها ترفضه، وبدأت أعاني وبدأت أدعو الله ليل نهار أن يرزقني بالزوج الصالح لكي أنتهي من هذا كله، فلا تعلم يا دكتور مدى حاجتي للمساعدة والعلاج النفسي وكنت أريد أن أعرض نفسي للعلاج ولكن كما تعلم مجتمعنا وخصوصاً الخليجي.
فما حيلتي وأصبحت بين نارين نار الصديقة الأولى التي أمارس معها المنكر مع أنه لم يعد كما بالسابق بل قل كثيراً لخوفنا من الله، ونار الثانية التي أحبها وأحترق بسبب حبي لها مع أنها تنصحني كثيراً وتقول أن هناك فرقا بين الرجل والمرأة، وكم أود أن أفهم ذلك ولكن لا أقدر مع إنني في منتهى القوة والحكمة والتدين وفطرتي سليمة مائة بالمائة في كل شيء إلا هذه الناحية المهمة من الحياة.
أصبحت أخاف نفسي وخوفي من الله أكبر وأعظم، ويا ليتني أستطيع أن أبوح أكثر وأكثر وأفضفض ولكن ما حيلتي إلا الزواج، ولكن لا أستطيع بسبب شروطي للزوج الذي سأرتبط فيه فكما تعلم أنا جامعية وبمركز معروف ولا أستطيع الزواج بأي كان مع أني أشعر أني لا أستحق أي رجل بسبب ما أفعله،
أرجوكم المساعدة في أقرب فرصة وإن كان بالإمكان عدم عرض مشكلتي أمام القراء
ولكم جزيل الشكر.
12/11/2003
رد المستشار
الأخت العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا جزيلا على ثقتك بموقعنا وعلى إطرائك الرقيق؛
الحقيقة أن مشكلتك إنما جاءت لتؤكد وجهة نظرٍ طالما تبنيناها حول السحاق Lesbianism في مجتمعاتنا وهي التي تتضح من تسميتنا لأول مشكلة سحاق ترد إلى صفحتنا استشارات مجانين باسم: السحاق عندنا كبتٌ أو رهاب حيثُ رأينا أن الأسباب الغالبة لظهور السحاق في مجتمعاتنا هو الكبت أو الرهاب، فأما الرهاب فمن خلال إجباره للشخص ذكرًا كان أو أنثى على الإحجام عن العلاقات الإنسانية الطبيعية، والتي كثيرًا ما نجدُ أنها تكونُ أكثر وضوحا تجاه الجنس الآخر.
ولعل قراءة ردنا السابق رهاب الجنس الآخر، توضح لك أكثر، وللرهاب دوره في إحداث وتعميق الميول الجنسية المثلية خاصةً السحاق في مجتمعاتنا أكثر مما هو في المجتمعات الأخرى، وأما الكبت فقصدنا به ما يفعله المناخ الثقافي السائد في المجتمعات العربية (والخليجية خاصة) ويرعاه من كبت كامل لكل أشكال العلاقة الطبيعية بين الذكور والإناث منذ سني الطفولة، فالبنات في ناحية والأولاد في ناحية،
ويدعون أن هذا هو الإسلام، بالرغم من ثبوت عكس ذلك في طول البلاد الإسلامية وعرضها، أيام الدولة الإسلامية، التي انتهت من قرون بعيدة بالسقوط في وحل التخلف والخوف من ضياع الهوية، فكان أن جزت مجتمعاتنا بأسنانها على كل ما قد يمنحها طمأنينةً أكبر، وفي ذلك الإطار برزت وطغت بعض التفسيرات والتأويلات لبعض النصوص الدينية الضعيفة ولبعض الأقوال المأثورة، وخلطت بما يسمى العرف الاجتماعي السائد (والذي يفترض أنه يتغير مع تغير الزمان، لكنه عندنا لم يتغير)، وهكذا أضفيت القداسة والحصانة الدينية على ما هو في الأصل مفتوح للنقاش وقابلٌ للتغير حسب مقتضيات كل عصر، ولم يكن ذلك ليحدث إلا في حالة الجز على الأسنان خوفا من الضياع.
فإذا عدنا لتأثير ذلك الكبت على نمو وتطور الهوية والميول والتوجهات الجنسية خلال فترة الطفولة والمراهقة فإننا سنكتشف أنه ضمن هذه المنظومة الاجتماعية ينتجُ نوعٌ من الحرمان الدائم من الخبرات البشرية (حتى الطفولية منها في بلدان الخليج)، والتي تسمح بالنمو والتطور والتغير لتلك المتغيرات النفسية، فإذا أردت أن أوضح لك الأمر أكثر فإنني سآخذُ مثلاً هنا من ما يحدث بين الأطفال في طول الأرض وعرضها ويسمى باللعب الجنسي وهو أحد أنواع اللعب الطبيعي، ونحاول من خلال المسميات التي يطلقها الأطفال على ألعابهم تلك أن نتفهم بعض الخبايا النفسية للمجتمعات البشرية، والكلام هنا محض ملاحظاتٍ من الخبرة الشخصية ولا أستطيع ادعاء أنه كلام علمي مبني على دراسات فليست عندنا تقريبا على حد علمي دراسات تتعلق بهذا الأمر.
ولكنني أرى فائدةً كبيرة في التأمل والملاحظة، ففي أدبيات المجتمعات الغربية المتعلقة بموضوع اللعب الجنسي في الأطفال غالبا ما نجدُ الاسم الشائع له بين الأطفال هو لعبة الأطباء أو لعبة الطبيب والمريض، وفي مجتمعاتنا العربية نجدُ الاسم الأكثر شيوعا غالبا ما يشتق من لفظة العرس (مثلا عروس وعريس) وغالبا ما تكونُ اللعبة بين طفلين اثنين ذكر وأنثى، وهذا النوع من اللعب هو ما أشرنا إليه من قبل في إجابة سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان: الاعتداءُ على الوسادة والسحاق والاسترجاز وأما في المجتمعات الخليجية فإن المسمى إذا ما أشتق من لفظة العرس فإنه سيضطرُ أحد الأطراف إلى لعب دورٍ غير دوره.
بمعنى أن اللعب إذا تم اللعب بين ولدين فإن أحدهما سيقوم بدور العروس، وإذا تم بين بنتين فإن إحداهن ستقوم بدور العريس، وأظن هذا هو ما حدثَ معك، وها أنت تقولين في إفادتك: (فلقد كنت أحب أن أقوم بدور الرجل دائماً، فعندما كنا نلعب كأسرة كنت أحب أن أقوم بدور الأب أو الشاب المحبوب من قبل كل البنات، وكنت أجيد القيام بهذه الرومانسية والغزل مع كل من عرفتهم من صديقات)، فيا لها سطورٍ معبرة بصدق عن ما يحدث، فمجموعة الأطفال في المجتمع الذي تربيت فيه كانت كلها من الإناث، ولا يمكنُ أن تكتمل لعبة الأسرة دون وجود ذكرٍ واحد على الأقل، إذن فهذا مسمى جديد للعبة الأطفال الجنسية في الخليج.
إلا أنني أشير هنا إلى نوعٍ آخر أو تسمية أخرى لشكلٍ من اللعب الجنسي بين الأطفال تعلمته من هذه الصفحة وهو ما تجدينه في إجابتي: الألم ، والاسترجاز وانتظار المولود ! وأيضًا الألم ، والاسترجاز وانتظار المولود ! متابعة حيث يظهر اللعب الجنسي بين بنتين خليجيتين في صورةٍ أخرى هي صورة الولادة أو انتظار المولود، في حين أن ما كان يحدثُ هو نوع من الاستثارة المتبادلة بين بنتين، وإحداهن أصبحت تمارس الاسترجاز بعد ذلك بنفس طريقة لعبها الجنسي القديمة.
المهم لكي لا نبتعد عن موضوعنا الأصلي فإن إجادتك لدور الرجل، وإعجاب الأخريات بطريقتك في الأداء، كل هذه خبرات ترسبت داخلك وأنت طفلة، ولم تتح لك الفرصة أصلا للقيام بدورٍ آخر كان يجبُ أن تقومي به لعبا في تلك الفترة، وهذا الدور هو دورك الطبيعي، وأنا سأسألك ههنا سؤالاً قد لا تجدين الإجابة عليه واضحة في ذهنك وهو: يا ترى لو فكرت أيامها وأنت طفلة أثناء "لعبة الأسرة"، لو فكرت في التخلي عن دور الذكر ولعب دور الأنثى، هل كانت الأخريات سيوافقنك؟؟ وهنا أقول لك معلومةً صغيرةً من علم النفس مفادها أن أفكارنا عن ذواتنا جزءٌ كبيرٌ منها نصنعه نحنُ ونثبته نحن بداخل كياننا النفسي بمجرد تكراره، والدوران في محيطه، وهذا المفهوم قد تفيدك فيه قراءة الرد التالي على استشارات مجانين: علاج الاكتئاب المعرفي: فتح الكلام.
وأما ما أراه مناسبا هنا جدا فهو أن أروح عنك، وأغير مفاهيمك عن فقه الرعب الشائع في بعض مجتمعاتنا العربية المسلمة مع الأسف، وذلك بإحالتك إلى المتابعة التالية على صفحة مشاكل وحلول للشباب للأخ المستشار الدكتور أحمد عبد الله تحت عنوان: فتاة الانترنت: جولة مع فقه الرعب "مشاركة" ومعنى ذلك أن عليك الآن أن تبدئي في تغيير طريقتك في التفكير في نفسك، وأن تعلمي أنك ما دمت تشعرين بميل أنثوي طبيعي نحو الذكور(حتى في وجود كل ما أشرت إليه من مشاعر ذكورية لديك تجاه الإناث)، وهذا ما تجدين كثرًا من الأفكار حوله وحول الرهاب أيضًا، فقط عليك أن تقرئي الردود الموجودة على استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
الحب بين البنتين ، ثم ماذا ؟
السحاق عندنا كبتٌ أو رهاب متابعة
السحاق عندنا كبتٌ أو رهاب متابعة ثانية
أصل بعد ذلك إلى نقطتين لابد من التعليق عليهما في ردنا عليك، فأما الأولى فتتعلق بقولك: (وحرمت العطف والحنان وخصوصاً من والدتي إلى أن كبرت واشتغلت، تغيرت كثيراً، وأصبحت أكثر حنانا بسبب حكم السن وأنا أحبها حب كبير وعميق جداً ولا أستطيع العيش من دون مشورتها)، فها أنت استطعت التخلص من خلل العلاقة بينك وبين والدتك، وقليلات هن اللاتي ينجحن في ذلك، وهذا دليل نذكرك من خلاله بأنك ستستطيعين التخلص أيضًا من فخ التوجه الجنسي المثلي، ولكنك تحتاجين إلى تغيرٍ في الظروف إن شاء الله سيكونُ بالزواج.
وأما النقطة الثانية فتتعلق بقولك: (ولكن ما حيلتي إلا الزواج، ولكن لا أستطيع بسبب شروطي للزوج الذي سأرتبط فيه، فكما تعلم أنا جامعية وبمركز معروف ولا أستطيع الزواج بأي كان، مع أني أشعر أني لا أستحق أي رجل بسبب ما أفعله):
فأولاً: أنت تظلمين نفسك كثيرًا بقولك لا أستحق أي رجل، فهذا ظلم كبير للنفس خاصةً وقد عرفت حكم السحاق في فقهنا الحنيف من خلال ما أحلناك إليه من ردود، وأما حكاية الشروط التي تخافين ونخاف أن تحول بينك وبين الزواج أو تؤخره، فتستمرين في المعصية، فإن ما نفهمه من بياناتك هو كما أشرت أنك أصبحت من شريحةٍ ثقافية عالية في المجتمع النسوي الخليجي، لكننا نثق في ذكائك وحكمتك، ونسأل الله أن يهديَ ولي أمرك لعدم المغالاة في متطلبات الزواج، وأعتقد أن من هي في مثل وضعك ستجدُ كثيرًا من الخطاب فأنت جميلة ومثقفة وذات وضع اجتماعي مرتفع.
إذن لن تكونَ المشكلة في الخطاب وإنما في الشروط المطلوب توفرها في الزوج وهنا أذكرك أولاً بحديث سيد الخلق: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" صدق رسول الله، فذلك ما أمرنا به ديننا، وهذا بالطبع لا يعني أننا نطلب منك إغفال الجوانب الأخرى ماديةً واجتماعية وثقافية كما يمكنك أن تعرفي من آراء مستشارينا تحت العناوين التالية على استشارات مجانين:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
التوافق بين الزوجين : قواعد عامة
معادلة فارق السن بين الزوجين : م1
عليك بدايةً إذن أن تبدئي في تغيير فكرتك عن نفسك، وأن تفكري كثيرًا في مسألة الشروط المطلوبة في من يتقدم لخطبتك، وأما الأهم فهو أن تحاولي قدر استطاعتك إلهاء نفسك عن الانفراد بأي من صديقتيك اللتين أشرت إليهما في إفادتك، حتى وإن اضطرك ذلك إلى الانغماس في اهتمامات جديدة، والجئي إلى الله واعلمي أنه هو المعشوق الوحيد في الكون الذي كلما ازددت في حبه ازددت قوةً لا ضعفا، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك، وشاركينا بآرائك.
ويتبع >>>>>: عروس وعريس على الطريقة الخليجية ! مشاركة