دور الوراثة في الاضطرابات النفسية
R03;السلام عليكم ورحمة الله؛ موضوعي هام جداً وكلّي أمل بجواب مستعجل لأن الأطباء قد أقروا أنه يجب أن أحمل خلال هذه الفترة وإلا ضاعت عليّ الفرصة بحمل طبيعي وسؤالي يتعلق بمشكلة الوراثة، فعائلة زوجي فيها أولاً: حماي (أبو زوجي) يعاني من مرض انفصام الشخصية، وأخت زوجي تعاني من الانعزال التام عن الناس والتفاعل معهم، أستطيع أن أقول أنّها قد تفهم أحياناً بعض الكلام ولكنها لا تجيب إلا بكلمة غير معبرة تماماً، الآن عمرها أربعون وحالتها الصحية بتدهور مستمر حتى أنها تمشي بالاستناد على الجدران. لقد قالت حماتي أنها منذ الصغر لم تكن ذكية كفاية وكانت لديها رفيقة واحدة، وبدأت تزداد حالتها سوء في العاشرة. أخو زوجي الأصغر أيضاً انعزالي وقليل الذكاء وكسول جداً ولا يحب العمل.
عائلة أهل زوجي تتألّف من الأب والأم وخمسة أولاد ثلاثة منهم لحد الآن أصحاء والحمد لله وحماتي وأبو زوجي أقرباء. أنا قد شخصتم وضعي بأنّه معي وسواس ويجب العلاج.
أسئلتي هي:
1- ما مدى صحة حملي؟ إن (أنا)؟ عندي ولد واحد، ولست مستعدة لأنجب ولد مريض إذا نصحتموني بهذا وأرجو أن أعرف النسبة المئوية
2- هل يوجد خطورة عليّ أو على ولدي إذا سكن عمي معي لأنه عندما كان شاباً كان يرعبهم والآن عمره في الستينات وقد عاش فترة طويلة في المشفى ولفترة أطول في بيت لوحده، وأرجو أن تقولوا لي كيف سيكون الوضع
3- ما هو تشخيصكم لمرض أخت وأخ زوجي وهل يوجد خطورة على ابنتي إن تركتها معهم لوحدها؟
أنا أثق بكم إن شاء الله وأرجو أن تساعدوني بتوضيح كل هذه الأمور لأني خائفة وأريد أن أتمكن من أموري وأحسمها جيداً وجزاكم الله ألف خير وشكراً لكم.
23/09/2007
رد المستشار
سيدتي العزيزة أهلا ومرحبا بك على مجانين مرة أخرى؛
سأبدأ بإجابة سؤالك الثاني: الذي أراه من أهم أسئلتك، والإجابة ببساطة أنه لا خوف من أن نعيش مع المريض الذهاني، وتحت سقف واحد، مثل حماك المصاب باضطراب الفصام لو عاش معك ومع زوجك وأطفالك، ولكن بشرط واضح ومحدد وهو متابعة حالته النفسية مع طبيب نفساني متخصص وبصورة منتظمة، ومع تناوله للأدوية النفسية الموصوفة له من الطبيب النفساني المعالج.
وأنتقل إلى سؤالك الثالث: وإجابته أنه لا يُعقل أن نترك أطفالنا الصغار في رعاية مريض ذهاني (ولو تحت العلاج) دون وجود شخص قادر على بل ومتخصص في رعاية الأطفال!!!، وهذا ما يقوله العقل والخبرة، أما تشخيص حالة أخو زوجك فغالبا هو مصاب بتأخر عقلي مصحوب بأعراض ذهانية، وكذلك أخت زوجك التي أنهكتها الأعراض الذهانية المزمنة مع التأخر في النمو العقلي منذ صغرها.
أما سؤالك الأول: فحقا هو سؤال صعب الإجابة عليه!!؛ ولذلك أخرت الإجابة عليه لآخر الاستشارة، فإذا كان حموك قريبا لحماتك، وحموك مصابا كما قلت باضطراب فصامي مزمن، أنت مصابة بوسواس قهري فغالبا احتمال وراثة جينات وراثية للأمراض النفسية في أبنائك وبناتك من هذا الزوج ستكون أعلى من المعدلات المتعارف عليها بين الزوجين الخاليين من الأمراض النفسية، والخالي أبائهم وأمهاتهم من الأمراض النفسية كذلك، ولن تقل هذه النسبة عن 12 % في أحد الأبناء أو البنات بالنسبة لمرض الفصام، ومن خبرتي الإكلينيكية سيكون احتمال إصابة أبنائكم وبناتكم القادمين باضطراب الوسواس القهري أعلى من نسبة إصابتهم باضطراب الفصام!!؛ لذا دعي ما يريبك إلا ما لا يريبك، وخصوصا وأنت لديك بنت وولد حاليا، كما فهمت أنا من رسالتك، وعمرك 35 عاما، وهو ليس العمر النموذجي للإنجاب والذي يتراوح بين 18-32 عاما، [ولو تلاحظي أنه هو العمر المثالي للاعبي كرة القدم أيضا]، ورغم كل كلامي هذا فمن المحتمل أن تحملين بطفل أو طفلة غاية في كمال العقل والصحة النفسية رغم كل التوقعات من أهل العلم، ولكن هذا الأمر يتطلب مغامرة!، فهل ستخوضين تلك المغامرة، مع تحمل نتائجها أيا كانت تلك النتائج، ممتازة أو سيئة!!، الأمر هنا والقرار مفوضان لك ولزوجك، وتابعينا بأخبارك.