الفصام
أنا أعاني من مرض الفصام منذ أن كنت طفلة ولكن الأطباء شخصوني تشخيصا آخر عملوا لي رسم مخ واكتشفوا أن لدي كهربة خفيفة فأخذوا يعطونني دواء التقراتول لسنوات منذ أن كان عمري أربعة عشر سنة إلى واحد وعشرين سنة إلى أن تفاقم علي المرض وأصبت بالتخشيبة والدوران، والذي أدى إلى إصابتي بهذا المرض أنني وأنا طفلة كنت أتعرض إلى اضطهادات من قبل خالتي فكانت تقول لي بأني لست جميلة ولا أحد يحبني كان عمري حينها ثلاث سنوات وكانت أيضا خالتي تخبر أمي بأشياء لم أفعلها مثل إقلال أدبي عليها أو سبها أو سرقة شيء ما فكانت أمي تضربني ظنا منها أنني فعلت ذلك فكنت أحس ساعتها بأن أمي أيضا لا تحبني.
ونفس الشيء أبي كان يضربنا من أجل الناس ظنا منه أن ذلك هو الأسلوب الأمثل للتربية وغرس الأخلاق فكان يهيننا من أجل الناس فأصبحت أحس بأنني لست مقبولة وأدى هذا إلى إصابتي بأعراض عديدة كنت أحس بأن عيني مشدودة ناحية الناس ولا أستطيع أن أسيطر عليها أو أن أتحكم بها مما أدى بي إلى صداع واحمرار بالعين، فكنت أخاف أن يقترب أي إنسان معجب بي خفية أن يكتشف بأني لست جميلة وأسقط من عينه وأصبحت أرفض أي شخص يحاول أن يقترب دون أن أعلم ماذا يريد سواء كان ذكر أو أنثى وكنت أحس فعلا أن الناس تنفر مني من كلا الجنسين وأدى ذلك إلى أن وصفني الناس بالتكبر سواء كانوا الناس الذين في الخارج أو من بعض المقربين من الأهل الذين لا أفتح لهم قلبي،
ولكن هذا الاتهام غير صحيح فمرضي هو الذي يمنعني من الاقتراب منهم ولكن هذا الاتهام الذي أسمعه من قبل كثيرين جعلني أصدق هذه الاتهامات فكنت أحس بالذنب الشديد من أنني متكبرة وأي ذنب صغير أو أي شيء ربما لا يعتبر ذنبا أجعله كبيرا فكنت أتحاشى أن أقترف أي ذنب خوفا من غضب الله, بعد أن تفاقم علي المرض وأصبت بالتخشيبة والدوران وأصبحت الأعراض واضحة وطفحت مشاعري التي لم أكن أستوعبها وأصبحت أتلفظ بها وأرى أشياء وأسمع أشياء غير واقعية ولكني كنت أحسبها واقعية وقعت بين يد طبيب له ضمير وذلك قبل سنتين كان عمري 22سنة أعطاني في البداية دواء يسمى zeldox ، ولكن دعوني الآن أولا أشرح الأشياء الغير واقعية التي كنت أراها ففي الجامعة مثلا كان يأتوني بعض الزميلات اللواتي أعرفهم واللواتي لا أعرفهم يحدثونني عن خالتي أنها وصلت للجامعة وتتهمني بالشذوذ وبالزنا فأرى البنات ينفرن مني والشباب يريدون خطفي.
أعتقد أن هذه الاتهامات كانت عرضا أحس به ففي المرحلة الثانوية إذا أعجبت بي زميلة كنت أنفر منها خشية أن تكتشف أني ليست الشخصية التي تعتقدها فأخذوا يطلقون علي من جراء ابتعادي عنهن ألفاظ, منهن من أطلق علي لفظ رجل ومنهن لفظ متكبرة كل واحدة وتفكيرها ومخي لا يصدق أن يلتقط شيئا ويصبح عرضا فكنت أحس أن البنات بالجامعة ينظرون إلي على أني شذوذ فكنت أتحاشى الجميع وذلك ظنا مني بأن بعض الزميلات اللواتي كنا معي بالثانوية أيضا كانوا معي بالجامعة قد نقلن الخبر.
فأصبحت أشعر بأن أفكاري مكشوفة ومن الأشياء الغير واقعية أن أرى الشباب بالجامعة يركضون في ممرات الجامعة وتخرج الدكتورة وتصرخ عليهم والبعض الآخر يلعب بالكره وصرت أحلم بالأشخاص الذين كانوا معي بالروضة أي الأشخاص اللذين كانوا معي أيام الطفولة وكأني أريد أن يعود الزمن للوراء لأعيش طفولتي.
أكمل حديثي وبعد ما أعطاني طبيبي zeldox ذهبت حالة الدوران والتخشيبة ومن ثم أعطاني دواء seroquel مقدار 800 وبعد سنة ونصف أعطاني مقدار1000 ساعدني على أن أتجاوز هذه المرحلة بالحوار وعلمني كيف أتعامل مع المرض، ولا أنسى فضل أمي وأبي الذين أيضا ساعداني على تجاوز هذه المرحلة وبعد هذا الدواء seroquel كانت تأتي لي نوبات شبيهة بالمرض ولكنها مركزة وبشكل كبير وهو الخوف من الله إلى درجة الهلع الشديد والجنون ومشاعر أخرى لا أستطيع أن أميزها وكانت تترك أثرها على نفسي بعد ذهابها فتره من الزمن أخبرني طبيبي أن هذه النوبات من مخلفات المرض واقتنعت بذلك ولكنني اكتشفت أن هذه النوبات لا تأتيني إلا بعد تناولي الدواء وحينما لا آكل الدواء لا تأتيني هذه النوبات ولكن كنت أحس أن الأعراض موزعة على اليوم كله ولكن بشكل خفيف ولست متأكدة من هذا الشعور،
ولكن الشعور الذي متأكدة منه هو عند عدم تناولي للدواء أحس بتعب وألم بجسدي ورجفة وعدم القدرة على مواجهة الناس وللعلم أنني أتناول هذا الدواء مرتين باليوم صباح ومساء فتأتيني هذه النوبات مرتين باليوم بعد تناولي للدواء ومازلت على هذه الحال لسنتين من العلاج, أحس أن النوبات قد خفت حدتها ولكن بشكل ضئيل تحسنت علاقاتي مع الناس وذهبت بحمد الله جميع الأعراض الاضطهادية ولا أنسى فضل طبيبي ووالدي وأصبحت إنسانة أخرى قوية واثقة من نفسها مدركة أن كل ما حولها كان مجرد مرض وأني إنسانة مقبولة.
أخبرت طبيبي أن هذه النوبات لا تأتيني إلا عند تناولي الدواء ولكن طبيبي غير مقتنع بكلامي أنا مؤمنة أن هذا المرض يخلف نوبات ولكن لماذا تأتيني هذه النوبات بعد تناولي للدواء استشفيت من طبيبي أن سبب إصراره على هذا الدواء أنه أحسن دواء لي وأنه أفضل دواء اكتشف مؤخرا لعلاج مرض الفصام أنا لا أنكر أنه قد أراح فكري ولكن المشكلة في أنني ما عدت أحتمل هذه النوبات المميتة وأنا أتوسل بحضرتكم أن تجدوا لي حلا أو أي دواء آخر لا يخلف نوبات أو أي حل آخر لمشكلتي وجزاكم الله خيرا...
الرجاء أن يكون سرية تامة
07/10/2007
رد المستشار
الأخت الفاضلة "نورة المطيري"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أحييك على صمودك أمام الابتلاء، كما أرجو أن توصلي سلامي لطبيبك أكثر الله من أمثاله.
بالنسبة للأعراض المرضية القديمة -والتي قد تلاشت بحمد الله- فهي مندرجة تحت ما نسميه بالأعراض الذهانية والتي تميز مرض الفصام ولكن هذا لا يمنع وجودها في اضطرابات نفسية أخرى.... وهذا ليس مقامنا الآن.
أما بخصوص الأعراض المرضية المتبقية فهي كما ذكر لك طبيبك من مخلفات الفصام أو ما نسميه بالأعراض المتبقية Residual symptoms ولكن من المعروف أن هذه المرحلة من العلاج يصحبها بعض الاكتئاب أو ما يوازي الاكتئاب في صورة بعض الآلام الجسمانية أو الوساوس والشكوك وهو ما قد يحتاج إلى إضافة بعض العقاقير للعقار الأساسي المستخدم في علاجك، وكذلك إلى بعض أساليب العلاج النفسي والتي من أهمها تعلم بعض طرق المهارات الاجتماعية وبرامج إعادة التأهيل النفسي، وما أنصحك به هو؛
- الانتظام الكامل على العلاج وعدم إسقاط أي جرعة علاج مهما تكن الأسباب
- الرجوع إلى طبيبك لإضافة أحد مضادات الاكتئاب أو الوسواس الحديثة إلى علاجك أو الرجوع لي إذا لم يتسنى لك الوصول إلى طبيبك ولو أني أفضل دائما وأبدا المتابعة مع طبيب واحد.
- الاندماج في علاقات اجتماعية مع الأصدقاء والعائلة.
- شغل الوقت (بالنسبة لك) سواء أكان بالمذاكرة أو العمل أو الترفيه يعتبر من أنجح وسائل العلاج جنبا إلى جنب مع العلاج الدوائي والتي لا تقل أهمية عنه.
- وضع أهداف مستقبلية لحياتك مع السعي بجدية لتحقيقها.
- عدم الإغراق في النظر إلى ما سبق أو محاولة تحليل أسبابه فهذا من أسوأ ما يكون فعله.
- الدخول في خطة علاج نفسي جمعي بعد الرجوع إلى طبيبك.
وأخيرا التواصل معي من خلال الموقع لمتابعة أهم التطورات في حياتك، واقرئي على مجانين:
الفصام النشط في الكويت أيضًا
الفصام والاكتئاب
يا عزيزي!! كل هذا الفصام؟ كثير!
ضحايا الطب سابقا: خبرة. المرض والتعافي مشاركة
وأخيرا وليس بآخر؛
- أحييك على شجاعتك في عرض مشكلتك.
- أحييك على صمودك أمام مرضك.
- أحييك على انتظامك على دوائك والمتابعة مع طبيبك.
- أحييك على مواصلة الدراسة بانتظام.
نأمل أن تخبرينا ببعض الخطط والإنجازات المستقبلية لك.