العلاقة مع الوالد هواجس منغصة م
السلام عليكم؛
مشكلتي بارك الله في جهودكم لها اتصال بما سبق أن أرسلت لكم به وهو العلاقة مع الوالد, أشعر بأن نجم الثقة بيني وبين والدي يتضاءل شيئا فشيئا, يا ناس أشعر أن أبي لا يثق بكلامي ويستمع إلى كلامي بأذنه وعينه تشكك أو تكذب, يسمع كلامي بأذنه ثم يشيح بوجهه فلا أعلم سمع أم لا؟ صدق أم كذب؟ لا بل يطرح بعض الأحيان أسئلة مفادها التشكيك عمري الآن 28 سنة علما أن مسألة الشك كانت موجودة عند جدي لأبي, ولا أشعر بالجو الأبوي أبدا، لا أشعر بالميل إلى الحديث وإن تحدثت معه فهو على سبيل قطع الصمت.
وقد أبدأ بالحديث وتحصل حركة معينه مما ذكرت مسبقا (التشكيك أو النظرات الغريبة) فتنسد نفسي عن الحديث تماما وأدخل في نوبة من الصمت لا أستطيع بعدها أن أنظر إلى أبي حتى مجرد رؤية فتقبض نفسي وأكره نفسي وأكره أبي, قد تقولون أن مشاغل الحياة قد تجعل العلاقة تضعف وهذا يحصل بعض الأحيان ولكن أن نستمر على هذا الوضع من الجفاف فهو أمر بدأ ينغص علي عيشتي وأحاول التخلص منه بجدية ولكن وكأنه حائط, وأسأل هل يمكن أن يشعر الابن بمثل هذه المشاعر تجاه أبية لدرجة يصعب علاجها، هل المسالة مرضية وتحتاج إلى أدوية أم أنها مسألة سلوكية؟
أنا تتداعى إلى ذهني كلمة قالها لي وأنا مراهق عندما اكتشف صور نساء وقصص غرام في نشطة خاصة بي فقد قال (يا أخي أنا أكرهك) وألاحظ أنه جامد المشاعر لا يتفاعل ويظهر الملل وكأنه يقول خلص بسرعة، وأنا إنسان حساس للغاية وتراودني أفكار مثل إن كان أبي يكرهني فلماذا أنا مضطر إلى التفكير به فالكلمة محفورة في ذهني ولا أنساها وآخر مرة كنت أتكلم له عن فتاة أريد خطبتها وهي في بلد ونحن في آخر فرفض الفكرة لهذا البعد وأنا محتاج للزواج, فعندما قلت لأبي أنا تأخرت عن الزواج ولابد الآن من الاستعجال قال وإذا تأخرت إحنا إيش لنا فيك؟
مما يؤكد شكوكي أنه لا يهتم لشأني صحيح أنه بحث قليلا ثم انشغل بأشياء أخرى ولم يعد زواجي أهم ما يفكر فيه أكتب إليكم كلماتي وكلي ضيق من هذا الوضع وأخاف من العقوق وفي نفس الوقت فأنا عاطفي جدا ولا أدري كيف أجمع وأوفق بين ما أراه من والدي وما يجب علي أن أفعله من بر ماذا أفعل؟؟
12/10/2007
رد المستشار
صديقي؛
بر الوالدين لا يعني التعامل معهما على أنهما آلهة... ماذا لو كان أبوك مريضا؟؟ كيف لأبيك أن يعطيك الحب والتعاطف والتفاهم والثقة (أو على الأقل عدم الشك وافتراض سوء النية بصفة دائمة) إن كان لم يحصل على هذا من أبيه؟؟؟ ألا تتذكر المقولة: فاقد الشيء لا يعطيه؟؟؟
لماذا تختصر نفسك وقيمتك وكيانك في نظرة من أبيك؟؟؟ ولماذا تعتقد أنه يكن لك مشاعر الكراهية منذ المراهقة بسبب الصور العارية منذ أكثر من عشرة سنوات؟؟ وإن كان كذلك، أهو إنسان سوي؟؟
لماذا لا تنظر أنت بعين التقييم لهذا الرجل؟؟ أهو قادر على الحب؟ أهو قادر على الثقة في أحد؟ أيحب نفسه؟؟؟ أغلب الظن أنه لا يظهر لك الحب لأنه لا يحب نفسه ولأنه قد يكون بمنتهى سوء الفهم يعتقد أن الجفاف في المعاملة سوف يجعل منك رجلا خشنا وصلبا كما يجب أن تكون.. ولكنه هو وآباء كثيرون لا يعون أن هذا هو الغباء بعينه ولكن من الممكن أن يكونوا قد تعرضوا لهذا في طفولتهم.
إن مشكلتك تكمن في أنك لخصت شخصيتك وأهميتك في ردود فعل أبيك نحوك... وهذا هو ضرب من الجنون مع أننا جميعا نفعله من وقت لآخر ونظل فيه لزمن طويل أحيانا.
من ناحية أخرى، يجب عليك أن تستقل عن أبيك ماديا ومعنويا في مسألة الزواج...... ولكن دعني أسألك لماذا الإصرار على من هي من بلد آخر.. هل تعرفها حقيقة وجها لوجه ولمدة كافية؟؟؟ ولماذا الاستعجال؟؟ ولماذا تعتقد أن هناك سنا معينا للزواج؟؟ ولماذا أنت محتاج إلى الزواج وأنت مازلت تتعامل مع نفسك ومع أبيك بطريقة طفولية اعتمادية؟؟؟ أم أنك فقط تريد مظاهر النضج الخارجية إلى جانب ممارسة الجنس؟؟
فكر.... من أنت ومن تريد أن تكون؟؟ ماذا لو مات أبوك وكل من تعرف اليوم؟؟ ماذا ستفعل؟؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>>>> : العلاقة مع الوالد.. مشاركة