رسالة مشاركة في: ماذا حدث الناس كلها شواذ؟ مشاركة1
هل العقل اللاواعي لا يتأثر بالتحصيل العلمي والبصري؟؟
أكرر شكري الدائم ودعائي لكم بالتوفيق على ما تبذلونه من جهد.
شدني ردك د.وائل وخصوصا في نهايته عندما انتهيت بأن المشاركة ليست لها علاقة بأصل المشكلة.
عند قراءتي للمشاركة كنت أظن أنها في صلب المشكلة من جانب أو من آخر وعندما قرأت ردك أيضا كنت معك، إلى أن انتهيت بذكرك أنها ليست تفيد المشكلة الأصلية.
ما فهمته من المشارك أنه يريد أن ينصحها بالابتعاد عن المواقع التي تتحدث عن الشذوذ أو خلافه من المواقع التي تحث على الجريمة أو الفجور. لأنه سوف يختزن في العقل اللاواعي وينسج نسيج متوافق مع هذا المخزون. فلو كانت تقرأ عن الشواذ سوف يتأثر عقلها ولو كانت تقرأ عن الدين سوف يتأثر عقلها اللاواعي. وعندها فهمت أن العقل في اللاوعي يربط الأشياء ببعضها وكأنك تؤكد على كلام المشارك.
سؤالي هل صحيح أنه من القراءة أو المشاهدة كما التليفزيون وجميع وسائل التحصيل للمعلومات تؤثر في هذا العقل في اللاواعي؟ ولو كان صحيح، هل هذا في سن محدد أي عند الأطفال تختلف عنهم عند الكبار أم ماذا؟ وهل يوجد فارق بين الارتباط بين العقل الباطن والإحساس الجسدي عنه بين العقل الباطن والقراءة وغير ذلك من طرق التحصيل؟
خصوصا بأن المثال الذي ذكرته له مقابل عند الكبار مثلا عند سفري لمكان ما وأسمع أغنية وقتها، كلما سمعت الأغنية تذكرت بل وشعرت كما لو أنني في نفس المكان.
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الفطر والله يوفقكم جميعا
وتحياتي لجميع مستشاري الموقع.
10/10/2007
رد المستشار
الأخ المهندس العزيز أهلا بك على مجانين، وشكرا على الرحلة الطويلة التي أخذتني فيها مشاركتك هذي حتى صححت أحد روابط مجانين في صفحة المشاركة التي شاركت أنت من خلالها حيث كان رابط المشكلة الأصلية لا يقود إليها بل إلى صفحة تصفح الاستشارات، شكرا على الرحلة وعلى أنك جعلتني أكتشف الخطأ بنفسي.
واضح طبعا أن الكلام عن اللاوعي وكيف يعمل يشدك كما يشد الناس كل حديث عن الغيب، ولكن مهمٌ دائما ونحن نقرأ أو نفكر في أمر اللاوعي أن نتذكر أننا نتكلم عن أرضٍ مجهولة في مكانٍ ما مجهولٍ من الإنسان، نستدل على وجوده بكثيرٍ جدا من الظواهر البشرية.... لكن الآلية التي يعمل بها وقوانينها ومفاهيمها ملغزةٌ ما تزال.... والمسألة نظريات Theories وفرضيات Hypotheses وطرق فهم مختلفة مفيدة لكنها ما تزال غير مؤكدة.
ثم أنا أتكلم أصلا عن فتاة تجلس في كامل وعيها أمام الإنترنت لتقرأ في المدونات أو المشكلات النفسية أو غير ذلك، وبينما تتكلمان أنتما عن تأثيرات للمواد الإعلامية تتم من خلال اللاوعي، أرى أنا أنه رغم كون كلٍّ من العقل الواعي والعقل الباطن يعملان معا وفي نفس الوقت ولا أقول بأن عمل أحدهما يعطل الآخر... لكن أقول أن ما نستقبله بوسائل إدراكنا ونحن في كامل وعينا مختلفةٌ تأثيراته عن استقبالنا له نفسه بوسائل إدراكنا ونحن في غير كامل وعينا.... وتفسير ذلك هو أن العقل الواعي حينما يكون ناشطا بكامله إنما يمثل صماما أمان أو مرشح لما نستقبله، يعني أنا أقول بأن مسألة التأثر ونحن نتعامل مع الشاشات الحديثة فيها وعيٌ أكثر من لاوعي، لكنني أستثني ربما حوالي 5% من الناس هم أصحاب السمات أو الملكات الانشقاقية العالية Dissociation Traits فهؤلاء من الممكن أن تدخلهم الشاشات في وعيًّ مختلف يشبه التنويم الإيحائي.
كنت أشرح أنا لصاحب المشاركة عمل الذاكرة حين يتعطل العقل الواعي -بسبب الألم بأنواعه- أو عمل الذاكرة الخاصة بالعقل اللاواعي -إن كانت له ذاكرة مختلفة-، وهذا مختلف يا محمد عن قولك (مثلا عند سفري لمكان ما وأسمع أغنية وقتها، كلما سمعت الأغنية تذكرت بل وشعرت كما لو أنني في نفس المكان)، فأنت تتحدث عن ارتباطات تحدثها ذاكرتك الواعية والتي تربط ما تستقبله بالحالة الشعورية والوجدانية لك جيدا، وهذه من الأمور التي نادرا ما نحتاج في تفسيرها لخدمات العقل اللاواعي.
ورغم هذا أقول لك أن بعض الشواهد تشير إلى أن التحصيل والإدراك ليس واعيا كله، فهناك إدراك لا واعي وهناك تعلم لاواعي، ولكن مثلا حين نتحدث عن أثر الفضائيات على سلوك الطفل أو أثر ألعاب الفيديو أو الإنترنت أو غير ذلك فإننا أولا ندرك أننا لا نحيط بكل الأثر علما ما نزال فقد يكون أفدح من كل ما قيل وما يقال، وثانيا أننا نجدُ فيما هو مقدمٌ إعلاميا وإليكترونيا ليدْركَ بالعقل الواعي ما يستطيع بمفرده تفسير التغيرات الحاصلة للناس التي نستدل منها على وجود أثرٍ أصلا فتكون هي بداية الدراسة، يعني ما يقدم ويستقبل بالعقل الواعي يكفي لشرح ما ندرس فلماذا تأثيرا عبر العقل اللاواعي؟
باقي سطران.... ولا سطر ونص كده في المشاركة وفيهم سؤال ثقيل، وربما أحتاج فيه مشورة.... وأنا في ليلة عيد يا مهندسنا الفاضل، والارتباط بين العقل الباطن والإحساس الجسدي واختلافه عن الارتباط بين العقل الباطن والقراءة وغير ذلك من طرق التحصيل، مسألة تحتاج معرفة بأي نوعٍ من الإحساس الجسدي سيكون الارتباط؟ وهل تبقى بوابة اللاوعي مفتوحة ونحن نقرأ؟
أنا شخصيا لست متأكدا... كل عامٍ وأنت.... وأنتم جميعا بخير.