السلام عليكم
حضرة الطبيب المحترم أنا سيدة سورية الجنسية عمري 34 سنة اضطر زوجي للعمل في الكويت لضيق الأوضاع في بلدنا ولقد شجعته على ذلك وكان سفره منذ ثلاث سنين وعندما اقترب موعد لحاقي به أنا والأولاد الذين عارضن بشدة فكرة السفر وبكين مرارا لفقدهن صديقاتهن ومدرستهن.
أصبت بصدمة عنيفة وبكيت مرارا مع العلم أن لي ثلاث أخوات يقمن بالكويت ومع ذلك كنت حزينة جدا عند سفري وبعد عدة أيام بدأت أشعر بحالات غريبة من قلق وفزع وتوتر وخوف من الموت وأصبحت متشائمة بطريقة عجيبة بدأت أحس أنني ضعيفة جدا من الداخل وأبكي لأتفه الأسباب وعندما أصاب بهذه الحالة آخذ حبة من دواء اسمه ليمبترول 1205فأحس أنني أصبحت أفضل.
ثم لا تلبث أن تعاودني هذه الحالة المرعبة من الخوف والتوتر والخوف من الكبر وأبدأ بالنظر إلى وجهي وأنا أراقب التغيرات التي بدت عليه وأنا لازلت في الثلاثينات بالله عليك ماذا سيحصل لنفسيتي إذا أصبحت في الخمسينات وكبرت بشكل واضح لابد أنني سابكي ليل نهار هذا إن عشت لذلك اليوم.
حضرة الطبيب أنا لم أكن كذلك بالسابق بل على العكس كل من حولي مصدوم لأنني كنت معروفة بشخصيتي القوية الواثقة من نفسي، بماذا تنصحني حضرة الطبيب وإن كان بالإمكان أن ترسل لي رقما أتصل بك إن كان الوضع يستدعي ذلك مع العلم أنه لي في الكويت حتى هذه اللحظة 3 أشهر وشكرا لرحابة صدرك.
أم محمد
10/10/2007
وقبل إرسال الرد أرسلت مرة أخرى تقول:
حضرة الدكتور أردت أن أوضح لك أمرا مهما قد نسيته وهو أنني مسلمة متدينة وكنت أعالج نفسي بقراءة القرآن والأدعية وقد تحسنت كثيرا عن السابق فقد كنت أخاف الليل والنوم وكنت لا أنام حتى أصلي الفجر وينهكني النعاس, ولكنني لم أشفى بشكل كامل وما أتمناه أن أعود لطبيعتي كما كنت وأن أقوم بواجباتي بعد أن أهملتها وأهملت نفسي وأن أنتهي من خوفي المرضي من الكبر والموت والزمن وأن لا أكون متشائمة وأرى الحياة مشرقة كما كانت في السابق
R03;أنتظر ردك بفارغ الصبر وشكرا.
أم محمد
23/10/2007
رد المستشار
الأخت "أم محمد" أهلا بكم والسلام عليكم والأمن والعافية والراحة والسعادة النفسية في جنةٍ أرضية قطوفها دانيةٌ..
ما تعانين منه هو من الاضطرابات المزاجية المحرّضة بحالة السفر والاغتراب، وهو اضطراب معروف وقد يكون أشد من ذلك ويصل لمرحلة الهلوسة والتخيلات..فاحمدي ربك على توسط الأعراض لديك.. فهي حالة سببها عدم تأقلم ومن ثم تطور لاضطراب مزاجي اكتئابي ارتكاسي.
أنصحك بالعلاج بشقيه الدوائي والنفسي:
العلاج الدوائي: فما تأخذينه جيد ولكنك بحاجة لأقوى منه.
أما العلاج النفسي: فالأذكار وقراءة القرآن والصلاة والإحساس بمعية الله؛ رب الناس، ملك الناس، إله الناس، هي عوامل رائعة ومركب نجاة لنفسك المؤمنة من حالة الوحدة والوحشة إلى حالة الأنس بالله وحده.. فكل الأرض هي أرض الله العظيم ملكه والواسع ملكوته!! سوريا والكويت وغيرها وكل السموات والأرض!
أمرٌ آخر أنصحك به وهو الاستعانة بأصدقاء وتكوين مجموعات تلتقون بشكل دوري أسبوعي، هو أمر هام ومفيد جدا إن شاء الله.
تابعينا بأخبارك.. وعساك من عوادة.