رهاب وتخيلات
السلام عليكم؛ لا أريد الإطالة بالمقدمات لذا سوف أبدأ مباشرة: أنا أعاني من خجل ولكن بشكل غريب يعني في المحاضرة لا أستطيع المشاركة ولا حتى مع الشباب الذين أتعرف عليهم، أول مرة كل مرة بكون مع ناس بكون ساكت حاولت أتكلم بس كل مرة أقول شو راح أقول يعني وبصراحة المشكلة راح تصير أكثر من هيك، لأني دائما أظل بالبيت بشاهد التلفزيون وأدخن وما أطلع إلا على الجامعة والإنترنت كافيه.
والمشكلة الثانية أني طوال الوقت بصير بتخيل أشياء أسويها وبكون من شوي بس ما قدرت ومرات بصير بتخيل أني صرت أغنى رجل بالعالم وشوي أني صرت رئيس دولة وأشياء ثانية ما أتذكرها الآن، أما متى بدأت معي الحالات هي ما أتذكر بس إللى بعرفوا إنها من زمن.
علاقتي مع أهلي معقدة أنا عشان بالجامعة أنا بعيد مثل ما قلت يعني أهلي بالموطن الأصلي، كانت قبل لما كنت معهم كانت سيئة بشكل كثير كبير أصررت أني أسافر عشان أدرس والغريب أنهم وافقوا لما سافرت صرت أشتاق لهم، ورجعت العلاقة على أحسن ما يكون بس بعدها صار مشكلة سحبوا ثقتهم فيني وصار ما يحكوا شي معي
وأبي صار طوال الوقت معي عصبي ويصرخ على كأني ولد عمره 10 سنين ومن وقتها صرت ما أحب حتى أكلهم، وما أسمح لنفسي أشتاق لهم،
هذه كل التفاصيل التي تذكرتها، وأهم شيء ما يعرض على القراء.
13/11/2003
رد المستشار
الابن العزيز السائل أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الخجل الشديد الذي تصفه والصورة التي تصفه بها يعني أنك تخاف من رأي الآخرين فيك لأنك تعتقد أن لديهم نفس رأيك القاسي فيك.
إن حل هذه المشكلة يكمن في أن تنمي في نفسك تقدير الذات عن طريق أن تفعل ما تفخر به وتحلم به ولو بنسبة صغيرة، إن النجاح هو رحلة وليس انتهائها أو غايتها، جلوسك مع زملائك يتيح لك فرصة المشاركة، ولكنك تنتقد نفسك من قبل أن تفتح فمك بكلمة، لماذا تتصرف وكأنك عدو نفسك اللدود أو شخص لا يريد لك إلا أن تظل صامتا ومنعزلا (لكي لا يعرف الآخرون ما تريد إخفائه من احتقارك لنفسك أو الذي تظن أنه حقارة نفسك) إذا كان صوتك الداخلي المنتقد يقول: "شو راح أقول يعني" وهذا معناه أن رأيك في نفسك أنه ليس لديك ما هو مهم للكلام عنه أو إضافته للآخرين.
إن الحل في هذا بسيط جدا... ما عليك إلا أن تثقف نفسك قليلا في مجالات مختلفة ومعلومات عامة ومعلومات عن ما يهم أصدقائك وزملائك.. فمثلا إذا كنت تهتم بالكمبيوتر والإنترنت فمن السهل على أي شخص أن يدخل معك في حديث شيق عنهما إذا ما تحدث معك فيما يهمك وما يثير فضولك عنهما.. الأمر يتكرر في كل المجالات والمجتمعات.
بداية أي صداقة غالبا ما تكون عن طريق اكتشاف أشياء مشتركة بينك وبين الآخر... هل من الممكن أن تصادق من يختلف عنك تماما و من يخالفك الرأي دائما؟؟؟ بالطبع لا... لن تتغلب على الخجل وأنت تتيح لانتقادك الذاتي فرصة السيطرة على أفكارك والذي تدخل من جرائه في مرحلة تعليم نفسك الخجل (الانعزالية) وتأكيده عن طريق النبوءة التلقائية التنفيذ:
تتنبأ بأنه ليس لديك ما تقوله وأنهم لن يهتموا بما لديك من إضافة أو مشاركة أو تخاف من أن تخطئ فيسخرون منك أو أن يرفضونك... فتصمت... ومن ثمة تحس بالرفض الذي خفت منه بادئ ذي بدء والذي منعك من الكلام... وتعود وتقول لنفسك ما يؤكد ويأصل فيك الإحساس بالخجل والخوف من الرفض أو السخرية.. ثم تسخر من نفسك وترفض نفسك أو تعنفها... ولا مناص بعد كل هذا من أن تحس بضعف الإيمان في قدراتك مما سوف يؤدي إلى أداء ضعيف ونتائج ضعيفة تؤكد فكرتك عن نفسك وتنقلها للآخرين من خلال أفعالك أو انعزالك.. هكذا وهكذا إلى ما لا نهاية... إلا إذا كسرت نمط هذا الحلزون المتجه إلى الأسفل أو الأسوأ وحولته إلى أعلى... إنك تحلم بأن تكون مهما، وتتخيل نفسك كذلك في عدة صور وأشكال.. فلماذا لا تكتب ما على الورق ما تعتبره مهما أو ما يجعل من أي شخص فردا ذا أهمية؟؟
هذه هي البداية.. حدد ما سوف يجعلك تحس بأنك مهم وبأنك إنسان جيد ثم ابدأ في تنفيذ أبسط وأصغر خطواته حتى ولو لم يكن هناك إمكانية فعلية لتنفيذه بسرعة في الوقت الحالي... بالتالي فإنه من الأسهل ومن الأعقل أن تبدأ بما يمكن تنفيذه... الثقافة مثلا يمكن أن تبدأ في تنفيذها فورا من خلال القراءة في أي مجال تحبه أو تختاره.. اقرأ بعقلية نقدية و كون رأيا فيما تقرأ... بعد ذلك يمكنك مناقشة رأيك مع الآخرين، الأهداف الكبيرة يمكن الوصول إليها مع الوقت عن طريق تقسيمها إلى أهداف عديدة صغيرة وسهلة المنال وتترتب بعضها على بعض...
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة... تتبعها خطوات نحو الهدف..حدد من أنت، ومن تريد أن تكون ثم ابدأ فورا بأن تتصرف بأبسط السبل بطريقة من تريد أن تكون... مثلا إذا أردت أن تبرع في لعبة ما، فبدلا من أن تطلب أو تتوقع من نفسك النبوغ التلقائي والنجومية السريعة، انتبه إلى أن كل من برع في أي شيء يجب أن يكون أولا مهتما بشدة بهذا الشيء وأن يدفعه اهتمامه وشغفه إلى الانخراط فيه والتقدم فيه عن طريق مواجهة العقبات وتقسيمها إلى عقبات صغيرة من الممكن تخطيها بسهولة...
عليك أيضا أن تعرف ما يعرفه وما يفعله اللاعب البارع، وأن تراقبه وتقلد خطواته وأفكاره وحركات جسده... إذا فعلت هذا مع أي شئ، فبالقليل من المثابرة والصبر سوف تصل إلى أي شئ تريده، يجب بالتالي أن تعرف سبب رغبتك في أي شئ... لماذا تريد هذا بالذات؟ ما الذي سوف يعطيك نفس الإحساس ويكون هناك إمكانية أكثر في تحقيقه؟
أما علاقتك مع أهلك فإنك ولا شك قد أخطأت في حقهم وإلا ما سحبوا الثقة منك ولما خاطبك أبوك بهذه العصبية وهذا الصراخ... لا أدري ما هي المشكلة بالضبط، ولكن عليك أن تكسب ثقتهم مرة أخرى عن طريق أن تلتزم بما وعدتهم أو تعدهم به... قد أستطيع مساعدتك في هذا إذا ما بعثت إلي بالمزيد من التفاصيل حول هذا، وفقك الله وإيانا إلى ما فيه الخير والصواب.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ السائل أهلا وسهلا بك، وأشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الشاملة للأخ الزميل الأستاذ علاء مرسي، هو أنني لا أرى في إفادتك أي شيء يستدعي الحرج أو السرية، ولذلك سنقوم بتجهيل البيانات ونشر المشكلة ورد المستشار عليها نظرا لما في ذلك من فائدةٍ كبيرةٍ لزوار صفحتنا، كما نرى إحالتك إلى ردود مستشارينا السابقة على صفحتنا استشارات مجانين لأن محتواها مفيدٌ لك، فانقر بالفأرة على العناوين التالية:
صعوبة التعامل مع الآخرين: النموذج والعلاج
كيف نهزم الخجل ونحب الأصدقاء
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
والخوف من المشاركة
وأيضًا الحياء الشرعي والرهاب المرضي
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك، وشاركنا بآرائك.
ويتبع>>>>>: كيف تنمي ثقتك بنفسك؟ م