صديقتي
تعرفت على صديقة من سنتين.. هي من دولة وأنا من دولة أخرى ولكنها تكون قريبة لإحدى قريباتي.. تعلقت فيها كثيرا وبقيت أتحدث معها بالساعات عبر الكمبيوتر... أحببتها حبا شديدا.. مثلت جزء جدا مهم من حياتي.. وأنا كنت كذلك بالنسبة لها.. حتى أنها قالت أنها فقدت الحنان منذ طفولتها وأنا عوضتها فكنت بمثابة الأم والأخت والصديقة لها.. بل أجزمت أنني كل حياتها وأنها لا تتصور حياتنا من دوني... فعلنا المستحيل لنرى بعض وحدث ذلك وكانت أيام جدا جميلة... روحي تعلقت بها فكنت أتصور أحيانا أن الموت يفرقنا كنت أموت من هذه المشاعر... قالت إنها لن تجد مثلي أبدا...
منذ شهر تقريبا تبدل الحال.. بدأ الشجار من بيننا.. لم تعد تهتم إن كنت تحدثت معها أم لا.. في يوم قررنا الابتعاد عن بعض لمدة يوم واحد لنرى إن كنا نستطيع الابتعاد عن بعضنا أم لا.. طبقنا ذلك قبل سنة ولم نستطع وكل منا شعرت بالموت..أما الآن فتبدلت كل مشاعرها تجاهي.
واجهتها أكثر من مرة ولكنها أجابت أخيرا قبل العيد بثلاث أيام بأنها وجدت صديقة جديدة وأنها أخذت مكاني.. شعرت بأنني أموت وأنا أسمع ذلك.. قالت لي عيشي حياتك ولن أعود إليك كما كنت.. خيرتها بيني وبين تلك الصديقة وبعد تفكير اختارتني أنا ولكنني لم أجد مشاعرها السابقة.. كل شيء تبدل.
أشعر أنها لن تعود إلي مرة أخرى وهذا الشيء يقتلني.. كيف تفرط بمن وصفته يوما بأنه حياتها... هل كان كذب...
إنني أموت.. أشعر بالوحدة والفراغ... كيف أتصرف..
أرجوكم ساعدوني فأنا أحترق وأنزف..
14/10/2007
رد المستشار
أختي الكريمة؛
السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد
هوني عليك يا أختي، وارفقي بنفسك وقلبك، وكوني عادلة معهما، كيف تتصرفين؟ لابد لك أن تدركي بعمق أن مثل هذا التعلق المفرط الذي تحدثت عنه خلل عظيم، سيضرك بل أوقع الضرر بك فعلا ليس من وقت فراق صديقتك لك، لكن منذ بداية تعلقك بها هذا التعلق المرضي.
الله أمرنا بالاعتدال في مشاعرنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، فلا نطغى في الميزان، لأن هذا الطغيان سيفوّت علينا الكثير من المشاعر الجميلة والمستقرة التي ستصب جميعها في أنس بالله عز وجل، نستغني به عمن سواه كلما تحققنا بمعاني التقوى والاستقامة والاعتدال.
فكري في هذه المعاني جيدا، فإذا ما اقتنعت بها عقلا، ففعلي إيمانك بها شعورا، نحن نستطيع أن نتحكم في مشاعرنا إذا ما أردنا ذلك، رتبي حياتك، واجعليها ثرية بتدعيم علاقتك بنفسك وبربك وبأهلك وصداقاتك في توازن، اقرئي في الكتب التي تتحدث عن الجودة الشخصية، وتطوير الذات، هناك كتاب في مكتبة جرير عنوانه: إذا كان الحب لعبة فهذه هي قوانينها، مؤكد ستجدينه عندكم في قطر، سيفيدك هذا الكتاب فيما أحسب، افتحي لنفسك قنوات متعددة في النشاطات الثقافية والتطوعية تحررها من التعلق المرضي، الأمر يحتاج منك إلى صبر ومجاهدة، ولن يعينك أحد سوى الله، ثم نفسك، كوني حاسمة واجتهدي في إصلاح حالك، واستعيني بالله عز وجل، ولا تتركي قيام الليل، فباب ربنا مفتوح لا يخيب من رجاه، ادعيه أن يعينك على نفسك، ويلهمك رشدك، والله يوفقك ويرعاك.
واقرئي على مجانين:
بين التعلق والعلاقة: قلق الانفصال
أحب صديقي: وسواس الحب والتعلق
حبٌّ أم تعلق: سؤال الماضي والحاضر
الصديق وقت الضيق.. هكذا الأخوّة الحقّة
ويتبع ................: عذاب الحب والتعلق: الصداقة الخطرة مشاركة