السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي باختصار لا أشعر بالواقع أو الحياة بل وكأنني في حلم والمشكلة أن من يحلم يستيقظ.
بدأ معي هذا الأمر منذ أن صار عمري 11سنة إلا أني كنت أعود وأشعر بالواقع أو الحياة كباقي الناس وأعاود عدم الشعور بالواقع إلى أن صرت في ابتعاد كامل عن الإحساس بالحياة، والآن ومنذ سنوات لم أعد أشعر بالواقع وأعيش وكأنني أحلم.
مشكلتي الآن أني لا أعرف اسما لهذا المرض وهل هو معروف لدى الأطباء النفسين أجيبوني من فضلكم ما تفسير هذا الأمر وما اسم هذا المرض وهل يمكن أن يعالج؟؟
أنا إنسانة طبيعية جدا وأعيش بشكل طبيعي لكن ينقصني تصديق ما يدور حولي من أحداث وكأنني أحلم
19/10/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة "ربا" أهلا وسهلا بك على مجانين... فعلا هناك اضطرابٌ نفسي –وإن لم تكتمل أحيانا شروط اعتباره اضطرابا قائما بذاته- هو زملة تبدل الواقع/اختلال الإنية Derealization-Depersonalization Syndrome ، ويعني الأول أن يشعر الإنسان أن ما حوله متغيرٌ بشكل أو بآخر غير مريح فشعوره مثلا بساعة الصبح لم يعد كما كان.. أو هو وكأنه لا يشعر بالصبح... أو هو يشعر كأن ما يجري حوله تمثيل على خشبة مسرح أو شريط فيلم سينمائي أو أن الكل يتحرك بصورة آلية بشكل ما غير مريح!... وكأن شيئا ما أو خللا ما ينغص على المريض استشعاره للواقع.
وأما الثاني ففسرناه مرارا وتكرارا على مجانين وقلنا عن علاقته بنطاق الوسواس القهري وعلاقته كذلك بخلطة القلق والاكتئاب وعلاقته بالصدمة النفسية، وعلاقته بصرع الفص الصدغي، وأخيرا علاقته بأعراض القلق والاكتئاب الجسدية في استشارة: دوخة شديدة فأعراض جسدية واختلال إنية
وأنا أرى معظم شكواك من النوع الأول وأرى في استمرار أعراضك ما يذكرني بعلاقة أحلام اليقظة بالوسوسة، فقد تكونين ربما موسوسة بشكل أو بآخر أو مفرطة في أحلام اليقظة.
شوفي يا "ربا" يا ابنتي أحسب أننا أعطيناك حل مشكلة الأولى نعم هناك مرض وله اسم في الطب النفسي، وأما مشكلتك أنت التي لو استطعت حلها فهي في عجالة: كُفِّي عن اختبارك الدائم (استبطانك الدائم) لما تشعرين به تجاه الأشياء... أنت كما قلت: (إنسانة طبيعية جدا وأعيش بشكل طبيعي)... الحمد لله.... لماذا تعذبين نفسك بأنك لا تشعرين بعالم الواقع مع أن كل عالم الواقع يشهد بذلك؟.... لا تنساقي وراء الاختبار المتكرر لمشاعرك، قولي الحمد لله الذي بيده الشفاء وعاملي الواقع فاعلة ما ينبغي فعله ولا تنساقي وراء التساؤلات التي تهاجمك، قد يبدو الأمر في أوله صعبا وربما يقول بعضهم سخيفا أن أتغاضى عن بعض مشاعري أو بعض تساؤلاتي... لكنه في خبرتي كطبيب نفسي مسلم (سلوكي معرفي) ينفع كثيرين.
يعني بصراحة يا ربا حالتك قد تكون بسيطة وقد تكون مركبة ولا أستطيع أنا إعطاء تشخيص أكيد هنا، ولكن في نفس الوقت أحسب أن بإمكان بعض التكتيكات المعرفية العلاجية أن تحسن كثيرا من حياتك وربما أنعم الله عليك بالشفاء، وقد تحتاجين علاجا عقَّاريا أو فقط تعالجين معرفيا مفتوحة في أمرك الاحتمالات جعل الله لك أيسرها... فتابعينا ولا تنسينا من الدعاء.
واقرئي أيضا:
اختلال الإنية والواقع فقط أم مختلط؟
الغربة عن الذات: اختلال الإنية