أولا أشكر جميع العاملين بالموقع وبالأخص الدكتور مصطفى السعدني وأعتذر كثيرا على اللغة العامية القحة والأسلوب الرديء الذي تم به كتابة مشكلتي لكن اعذرني فأنا فعلا عندما تشتد بي هذه الأزمة التي أمر بها لا أستطيع التعبير حتى مخي يتعب من مجرد التفكير في كيف أحكي مشكلتي لأني صعب أشعر أن أحد ما سيقرأ مشكلتي لأني في الغالب لا أفضفض مع أي مخلوق ولكن كم أسعدني رد الدكتور على مشكلتي وكم أسعدتني كلمة ابنتي الغالية فهذا الشعور فعلا وصلني عندما قرأت رده
لكن أريد أن أوضح شيء أنا إنسانة مؤمنة بالله وفي الغالب متفائلة جدا لكن للأسف أغضب من نفسي جدا عندما تأتي لي هذه الأزمة حيث عندما تشتد بي أشعر بأشياء غريبة أشعر وكأن هذه الدنيا ليس لها قيمة وأشعر أني أريد أن أذهب في غيبوبة تبعدني عن هذا العالم وأشعر أن كل الناس منافقين وأشعر أنهم كذابين ولا يوجد لي شهية للطعام أو الشراب لدرجة أنه عندما أرى الطعام أمامي أشعر برغبة شديدة في البكاء لدرجة كل من حولي لاحظوا النقص الشديد الذي حدث لوزني ولأني دائمة الابتسامة دائمة المداعبة لذلك فكل من يعرفني يحزن عندما يراني ويرى كيف اختفت الابتسامة وكيف معظم الوقت أريد أن أجلس وحدي؛
لكن إيماني بالله يقول لي لا تستسلمي لا تيأسي من رحمة الله الجئي إلى ربك ادعيه أخرجي تكلمي مع الناس فأجد نفسي أمثل على نفسي وأمثل على الناس وعلى كل من حولي وأشعر بصداع رهيب جدا جدا لا يضيع إلا إذا تناولت مسكن فأنام وإذا استيقظت عاودني هذا الصداع ثم أشعر أني أضغط على نفسي جدا عندما أستيقظ من النوم وعندما تشتد بي هذه الأزمة لا أستطيع أن أستيقظ من النوم ولا الذهاب إلى العمل ولا الكلام مع أي شخص ولكن للأسف كان في البداية أشعر بتنميل في جسمي أثناء النوم أما الآن أصحو مفزوعة من النوم على أني لا أستطيع الحراك أبدا في جسمي كله أما هذه الأيام أشعر بأن يدي اليمين ورجلي اليمين أصبحا ثقيلان جدا ويدي أشعر بورم فيها كأن الدم لا يتحرك فيها،
لكن أجد أمي تعاملني بمنتهى الرحمة والشفقة هذه الأيام وأصرت على ذهابي لدكتور نفسية وعصبية وأراها تبكي لأجلي لكني أخاف جدا أن يكون ذهابي لدكتور بسبب ضعفي وأشعر كم أنا حزينة من نفسي وعلى نفسي هل أنا ضعيفة لهذه الدرجة هل أي مشكلة أتعرض لها تستلزم ذهابي لدكتور وكيف بعد ما كنت أسعد إنسانة أصبحت أتعس إنسانة رغم أني من داخلي لا أجد سبب لما أعاني منه هل هذا الاكتئاب تراكمي أم بسبب الأزمة العاطفية التي تعرضت لها أم بسبب ظروف تربيتي وضعفي
أرجوك أجبني وساعدني في حل مشكلتي وأريد تفسير منطقي فلعل معرفتي لسبب المشكلة يكون سبب في علاج نفسي فأنا أعلم أني متميزة جدا في عملي وأعلم أن رغم ما أعاني منه من اكتئاب فأنا أجد أن كل الناس يحبوني وبسبب ذلك فإن مديري يتجاوز عن غيابي المتكرر وجلس معي في مرة وأخبرني أني إنسانة ذكية جدا ولكن أريد ولو قدر بسيط من التركيز حتى أرجع لمستوايَ وأفضل فطبيعة عملي إني مهندسة مبيعات أي يتطلب مني أن أكون متميزة من الناحية الفنية للإجابة على أي سؤال فني ومتميزة من الناحية الاجتماعية ويقال عني أني شديدة خفيفة الظل وأني مرحة ومتفائلة لدرجة أن الناس تتفاءل عندما تراني أما عني فدائما أشعر أنهم مبالغين كذابين كل واحد منهم يريد مني خدمة أو مصلحة،
لذلك هذه الأيام أشعر بخوف شديد من الناس وخصوصا عندما غدر بي من أحبه قلبي فهو تسبب لي في جرح رهيب وأستغرب على حال هذه الدنيا كم هي غدارة كم يوجد بها ناس يضربون بالمشاعر عرض الحائط ولا يقيموا لها وزن وكيف هم بهذه القسوة ولماذا هذا الغدر لماذا أخبرني أنه سيتصل بي ثم غدر بي ولا أعرف عنه أي شيء أنا طبعا مؤمنة بالقضاء والقدر ولا أندم على أي شيء لأني أعلم أن الله يختار لي الأفضل وأتعشم أن يعوضني الله بالإنسان الذي يقدر مشاعري لكن أتعجب على الناس الموجودين في هذه الدنيا كل إنسان يحب نفسه لا يريد أي شيء غير مصلحته أولا وآخرا وكم أتألم من الغدر الذي تعرضت له آسفة جدا للإطالة فأنا فعلا أريد أن أعرف لماذا تدهورت لهذه الحالة التي أمر بها
أرجوكم ساعدوني أرجوكم
R03;ولكم مني جزيل الشكر.
21/10/2007
رد المستشار
ابنتي العزيزة "مروة"؛
واضح من رسالتك كم الاكتئاب والحزن الذي تعانين منه، كما هو واضح أيضا التقلبات الحادة في شخصيتك ومزاجك؛ فأنت حينا محبوبة واجتماعية وحاضرة البديهة ومتفائلة ومرحة ومتألقة بين زميلاتك وزملائك، ولكنك في أحيان أخرى تصبحين مكتئبة وحزينة وعابسة وكارهة للذهاب إلى عملك، ولا تأكلين جيدا، وقد يكون لديك مشاكل في النوم أيضاً.
ابنتي؛
قد يكون هجر حبيبك لك دون سبب واضح ودون عذر مقبول سببا في تلك الانتكاسة التي تعانين منها، وستخرجين منها بإذن الله مع مرور الوقت، ولكن كي تمر هذه الأزمة بسلام ودون أن تترك جروحا عميقة في قلبك أطلب منك -كما طلبت ذلك والدتك من قبل– الذهاب إلى طبيبة نفسية متخصصة كي تناقش ذلك الموضوع وغيره بعمق معك، ولكي تفهمي نفسك بصورة أعمق وأفضل،
وأعتقد أنك بحاجة إلى تناول بعض العقاقير النفسية في تلك المرحلة الحساسة الحزينة من حياتك وتحت إشراف متخصصة في ذلك، وأكرر يا ابنتي أهمية المحافظة على عملك في تلك الأيام والظروف العصيبة التي تعانين منها، ونحن في انتظار سماع أخبار تحسنك وعودة روحك المرحة إليك في أقرب وقت بإذن الله فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: اكتئاب مروة م1