لماذا كل هذا إهدار فرصة الخطوبة
ماذا أفعل؟
أنا صاحبة مشكلة (لماذا كل هذا إهدار فرصة الخطوبة)، أحب أشكركم أولا على الرد الطيب، وثانيا وهو الأهم أحب أتكلم بصراحة:
أنا سبق وقلت أن حبيبي يراعى مشاعري ويخاف علي وأنا ما زلت على رأيي، ولكن أنا لست سيئة معه وهو يعترف بهذا وهذه الحالات التي تأتي يكون مصدرها من داخلي بسببه هو.
وهو أيضا الذي أقنعني أنه ليس هناك سبب للزعل ولأنني أصدق منه كل شيء حتى اتهامه لي فقد صدقت أنني أدَّعي المشاكل، أعلم أنه شيء غريب ولكن هذه هي الحقيقة! إن المشكلة أنني لا أعلم ماذا يريد منى أن أفعله كل يوم يطلب طلب مخالف لما قبله بل وعكسه فمرة يشتكى من قسوتي ومرة يشتكي من حنيتي!، نعم والله لقد طلب مني أن أكون قاسية وجامدة معه!!، هل هناك من يمل من الحنان والمعاملة الطيبة إنه يريدني فتاة متمردة وإذا تمردت أنا متأكدة أنه سوف يطلب منى الخضوع
إنه يطلب مني أن أفرض عليه أي شيء وأن أرفض ما لا أريده وهو في نفس الوقت لا يسمح لي أو لغيري بفرض شيء عليه سبق وقلت أنني أخاف من بعده عني ولذلك لا أحاول إغضابه فقد كنت له حبيبته وصديقته وكل شيء له في عز أزماته وهو يعلم ذلك أن كل منا يتهم الآخر الآن بأنه لا يقدر ما يفعله الآخر من أجله ولم نصل إلى هذه الحالة من قبل ولا أدري لماذا يطلب مني القسوة وأن أستخدم عقلي ولا أحكم قلبي وأن أترك أفكار الطفولة علما بأني لست كذلك إنه يريد أن يشكلني كما يفعل دائما.
بدأت أحس من كثرة أوامره أنني لا أعجبه في أي شيء إنه يطلب مني أن ألبس قناع معه وأنا تعودت معه على التلقائية والضعف فأنا ضعيفة في حبه وماذا في ذلك ما السيئ في ضعف المرأة في حب الرجل لقد جعلني في صراع طول الوقت مع نفسي وأنا على استعداد أن أفعل أي شيء لإرضائه مادام عيب فيا ولكن ماذا لو طلب مني أن أغير من أشياء أحبها في نفسي وأرى أنني متفردة فيها أأغير من نفسي من أجله؟؟
إنني أحبه بكل شيء فيه ولم أطلب منه يوم شيء كذلك فلماذا يطلب مني المستحيل أخبروني ماذا يريد الرجل عندما يطلب من حبيبته التمرد والقسوة والعصيان وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك؟؟ وما الذي يجعله يطلب هذا لقد تعبت وحاولت أن أهمله بعض الشيء ولكني حتى لم أستطع إذا كنت غلطانة أخبروني وإذا كان هو الغلطان أخبروه فهو سوف يقرأ هذه الرسالة أكيد.
شكرا لصبركم الجميل
ta ta
13/11/200
رد المستشار
آنستي العزيزة: يبدو أنك تحبين هذا الرجل بشدة وإلا لما اتجهت في رسالتك السابقة إلى اتهام نفسك وإلقاء كل اللوم عليك وحدك... ولكني الآن أقول لك أنه لا يجوز أبدا أن نعتقد أن اللوم يقع على طرف واحد في أي علاقة.
لكن من الواضح الآن من رسالتك الثانية أن خطيبك مذبذب الفكر ولا يعرف ما يريد في حين أنك تبذلين جهدا لا بأس به لإرضائه... ولكن هذا ليس هو الحب الحقيقي، الحب الحقيقي يساعد كلا الطرفين على التقدم في الحياة وعلى الرقي الروحي والنضوج، إذا ضحينا لكي ندلل المحبوب طوال الوقت فسوف نفقد الصدق في العلاقة وسوف نجعل من المحبوب وحشا أنانيا.
إذا طلب منك أن تغيري ما هو عيب أو خطأ فيك فالتغيير وطلبه هذا من صميم الحب... أما إذا طلب منك تغيير ما تحبينه في نفسك فمما لا شك فيه أنه لا يحبك وربما لا يعلم كيف يحب أو ما هو الحب... وإذا غيرت من نفسك لترضيه فسوف يحتقرك وسوف تختلفين عن الشخصية التي انجذب لها في البداية.
هذه هي مأساة جهل الرجل الشرقي: يريد أن يشكل امرأة على مواصفات خاصة يعتقد أنها سوف تريحه وأنها سوف تؤدي إلى إمكانية أن يعطي هذه المرأة الكاملة في نظره كل الحب، وللأسف حينما تتغير لترضيه وتترك ما تحب وما تعتز به في نفسها فهي تفقد إحساسها بالحياة وتصبح نكدية وكئيبة ومكتئبة، وتفقد احترامها لنفسها ويفقد هو احترامه لها.. وأيضا كما ذكرت من قبل أن المرأة تصبح شخصا آخر غير الذي انجذب إليه الرجل بادئ ذي بدء، قد لا يكون رجلك يطلب منك القسوة والتمرد والعصيان بقدر ما يطلب أن تصري على ما هو صحيح وصحي بالنسبة لك... هذا هو عين العقل.. فجزء منه (الجزء الصحي فيه) يريدك امرأة ذات شخصية مستقلة وتعلم ما تريد ولا تدعُ العواطف تجعلها تتخلى عما هو مهم بالنسبة لها... أما الجزء المريض فيه فيريد أن تكوني رهن إشارته وأن تتغيري وتتبدلي كيفما شاء حتى يرضى (ولن يرض بأي شيء لمدة طويلة).
إن الحب يجب أن يكون فيه العوامل الأربعة الآتية مجتمعة وكلها وبالتبادل بين الطرفين، ويكون فيها نمو مستمر وإلا سميناه شيئا آخر غير الحب: المعرفة، الاهتمام، الاحترام، المسئولية فلكي يحبك يجب أن يعرف من أنت حقيقة، ولكي يحبك لا بد من أن يكون مهتما بك وبمشاعرك وبرغباتك وأحلامك ومهتما بأن يعرف ما هي هذه الأشياء, ولكي يحبك يجب أن يحترمك خصوصا عند الاختلاف في الرأي.
ولكي يحبك يجب أن يكون مسئولا تجاهك وليس عنك.. مسئولا تجاهك بأن يقول لك ما هو صادق وما يدور بداخله وأن يلتزم بما يعد به، وبالتالي فإن الحب هو إرادة بذل الجهد من أجل النمو الروحي للنفس وللآخر معا وليس لراحة أحد الأطراف على حساب الآخر، فإذا اكتشفتما أنكما غير متوافقين فمن الأفضل أن تحافظا على الصداقة بينكما بدلا من الاستمرار في علاقة مريضة تسئ للحب بوصفها علاقة حب، وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصواب.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة السائلة أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، ما أود إضافته فقط بعد الإجابة الرائعة للأخ الزميل الأستاذ علاء مرسي، هو فقط إحالتك إلى الروابط التالية من صفحتنا استشارات مجانين:
مدافع عن حقوق المكتئبين
حبيبي ، هل يصلح أبا لأبنائي؟
على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.