وسواس الطهارة عند المسلمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أود أن أشارك برأيي في مشكلة الأخت أمة الله من اليمن وأقول لها لدي تقريبا نفس المشكلة وأنصحها بالنسبة للأسئلة الشرعية أن تسأل من تثق في دينه وعلمه.. لأنني كانت لدي اعتقادات فقهية خطأ بخصوص الطهارة كانت سببا في استجابتي للوسواس.. فلابد أن يخبرها الفقيه الذي تثق في علمه عن حكم الماء المحصور في وعاء.. الماء الجاري.. رذاذ ماء الاستنجاء.. الخ.. فلقد سألت ووجدت إجابات تفاجأت منها ولا أريد أن أفتح مجالا لنشر فتاوى ولكن الأفضل أن تستشيري يا أخت أمة الله المفتي المختص بنفسك وستجدين ضالتك بإذن الله...
شكرا
أرجو لك ولي ولجميع المصابين بهذا العرض الشفاء العاجل.
25/10/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة هند أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، وعلى مشاركتك هذه التي تثبتُ ما أقول لأصحابي مدافعا عن سؤال مريض الوسواس لشيخ عالم يثق هو به فتكون النتيجة أن يخفف عليه المرور بكثيرٍ من وساوس الوضوء والصلاة وغيرها من الأركان والفروض...... يعني ما يزال شيخ الجامع يفيد كثيرين بفتواه.... وبعضهم من المرضى يستفيد ويبرأ بمجرد أن يعلم من الفقه ما يجهله، وبعضهم كما ذكرت يتلافى المرور بشكل من أشكال الوسوسة، وبعضهم يبقى على حاله موسوسا،..... ويصل الطبيب النفسي وكلاهما وتوفيق الله له، في العلاج.
إلا أن إشكالية كبيرة مع الأسف تقع هذه الأيام بسبب الفتاوى لأننا في هذا الزمان أصبحنا نجد من يفتي وهو ذي علمٍ قليل أو ذي أفقٌ ضيقٍ في استيعاب المقاصد الشرعية فيحدث بلبلة عند أسوياء وينطبق عليها وصف المهدي لها في مقاله تأملات في فتاوى الهواء فما بالك بها عند من هو موسوس أو لديه للوسوسة استعداد؟؟
أوصلتني رحلاتي العلاجية مع الموسوسين في أمور العبادات الدينية بأشكالها المختلفة متحركين غالبا من الأعسر إلى الأيسر (كما علمنا سيدنا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام)، فنجدُ أننا نتحرك فكريا -وإن تكن حركة فكرية وسواسية- من فتاوى متشددة إلى فتاوى ميسرة ومن فتاوى وأحكام فقهية متشددة إلى أخرى ميسرة،.....أوصلني ذلك كله وكذا قراءتي لما ورد في سلسلة مقالات تاريخ الوسواس القهري إلى ضرورة أن يكون هنالك فقهٌ للموسوسين خاص بهم........ وكنت سمعت من ابن عبد الله أن فقيهنا الأكبر الأستاذ الدكتور على جمعة مفتي مصر كثيرا ما ينصح الموسوسين بما غير المذهب الشافعي في أمور عبادتهم، وقلت في حضرة لفيف من أساتذة الكليات الشرعية بجامعة الأزهر في مكتب فضيلة المفتي أنني أشرع في البحث عن أثر بلبلة الفتاوى الحاصلة على مرضانا،.....وهل من سبيل لفقه خاص بالموسوسين؟ هو من ضمن أحكامنا الموجودة حاليا ومجرد فهمه بعمق علاج معرفي للوسوسة!
لو لم يكن ميسرا الفقه للموسوسين هذا الذي اقترحته فعلى الأقل يجب أن يكون لدى حامل أمانة الفتوى دراية نفسية واسعة ونافذة إلى الشخصية والحالة العقلية لمن يستفتيه... أو يحجمُ عن الفتوى..... وبهذا المعنى يصبح كون الفتوى مفصلة على وضع الشخص الذي يستفتي ومعرفة مفتيه -إلماما- به هو ما يضمن للفتوى صوابها وقدرتها على تحسين حال المستفتي، وتتضح وتتبلور العلاقة المنطقية بين وضع الشخص والحكم الذي يصلح له، وتصبح الفتاوى العامة التي تطلق في الهواء –إلا بالنسبة لما هو عام ومشترك وليس ردا على سائل أو سائلة بأحد وسائل الإعلام أو الاتصال- تصبح فتاوى غير مستحقة للتعميم الذي تحظى به.
مالك أنت يا ابنتي وكل هذا الصداع؟؟؟؟ أنت ببساطة أحد الأمثلة التي تدعو إلى ضرورة تعليم المواضيع الفقهية العامة والخاصة بالعبادات جيدا لأبنائنا وبناتنا والاهتمام بذلك وعدم ترك شيء للبيت –لأنه غالبا غير قائم بدور-، وذلك لأن في العلم الجيد بروح التشريع وبالضروري من الأحكام كجزءٍ من الدراسة –الجادة طبعا وليس على الطريقة المصرية- فيها ما يدرأ كثيرا من الوسوسة أو على الأقل يؤخر وقت ظهورها،..... وإن كنت أحتاج ما زلت لإيجاد إثبات علمي لملاحظتي الأخيرة،.....
أشكرك على مشاركتك وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.