السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا أعيش حالة من عدم الاستقرار البداية، كانت عندما أحببت زميلة لي بالعمل وتقدمت لخطبتها وكانت هي مضربة عن الزواج لاعتقادها أن كل الرجال غير محترمين وكانت تشعر بسعادة غامرة عندما يتقدم لها أحد وترفضه، المهم عندما تقدمت لها أحتارت وقالت للوسيطة بيننا في أول الأمر أن رجلا مثلي لا يرفض سأفكر وفكرت وعلى مضض وكانت أظهرت لي موافقتها فأخذتني عندهم إلى البيت وكنت قبلها قلت لها إذا كنت غير موافقة أو معتقدة أنني لست الرجل الذي يوجد داخلك رغبة للزواج منه وهذا لن يقلل من شأنك ولا من شأني وكانت الإجابة هو أنه ليس إلا أنها لم تتصور أبدا أنها تتزوج.
المهم، ذهبت إليهم بالبيت ورحب بي أبوها وأخوتها ووافق أبوها وجاءت هي بعد يومين وقالت أنا مخنوقة وأبدت رغبتها في عدم الرضا بالزواج وأنهينا الموضوع ولكني أحبها حبا شديدا فأعدت المحاولة مرة أخرى ولم يتغير شيء ورأيت بعد المحاولة الثانية رؤيا وهي أنني رأيتها معي بالعمل جالسة بجواري وكأنها مخنوقة وتستغيث ولكن بلا صوت فتقدمت إليها ووجدتها كأن صف أسنانها العلوي كأنه طقم وسقط في حلقها وتكاد أن تموت فتقدمت إليها وأدخلت يدي في فمها وأخرجت الطقم وقمت بإصلاحه لها وتركيبه لها مرة ثانية المهم حاولت حتى خمس أو ست مرات وكل مرة تردني فأحسست أنني أهين نفسي فذهبت وبحثت عن أخرى لأنسى هذه وبالفعل تقدمت لأخرى وهي إنسان طيبة ومن بيت جيد جدا ووافقوا عليّ.
وفي اليوم الذي ذهبت فيه إلى الأخرى جاءت إلي وأشارت إلي أنها تريد الإرتباط بي وبعدها أخبرتني صراحة أنها تريد الإرتباط بي وأنها كانت غلطانة أنها لم تحبني منذ البداية وعندما عرفت بخطبتي اكتأبت وحزنت حزنا شديدا ولأني عاطفي جدا ملت لها ثانية فهل أنا إذا رجعت لها و تركت الأخرى فهل هذا نقص في وذنب أستحق عليه العقاب من الله مع العلم أنني أحب هذه الفتاة زميلتي جدا وهي الآن تحبني جدا وتغير حالها ونظرتها لكل شيء
وهذه الأمور لاحظها كل من حولها
أريد ردكم سريعا جداً جداً جداً.
1/8/2003
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا ومرحبا بك زائرا لموقعنا الجديد، ونتمنى أن يوفقنا الله سبحانه لأن نكون دوما عونا للمكروبين وذوى الحاجات والمشاكل منكم، ونتمنى أن يبارك الله لنا في عملنا وجهدنا وأن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم.
فى البداية، أود أن ألفت نظرك ونظر جميع القراء أن أختيار شريك الحياة من أهم وأصعب القرارات المصيرية في حياة الإنسان، وذلك لأنه أمر متعلق بتكوين مؤسسة الأسرة، ومؤسسة الأسرة هذه هي لبنة المجتمع الأساسية ومحضن الصغار، والله سبحانه وتعالى جعل المودة والسكن من أهم دعائم هذه المؤسسة فقال في محكم آياته: "هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، ولما لهذه الأسرة من أهمية فإن ضوابط الإختيار وتكوين الأسر لابد أن تخضع لمعايير دقيقة ومحددة، فلابد بداية من توافر الميل القلبي وأدنى درجاته القبول، والرسول الكريم قال لأحد الصحابة: "أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولابد أن لا يشغلنا الميل القلبي عن النظر في عيوب ومحاسن من نختاره شريك للحياة، فالكمال لله وحده ولابد أن نختار العيوب التي يمكننا تقبلها، ونبحث عن المحاسن التي لا يمكننا التخلي عنها، ومع كل هذا لابد أن نتدبر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم حيث) قال: "تنكح المرأة لأربع:لمالها وجمالها وحسبها ونسبها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللإطلاع على المزيد من ضوابط اختيار شريك الحياة يمكنك الإطلاع على المقالات والإجابات التالية على صفحتنا:
فن اختيار شريك الحياة (1-5)
نفسي عائلي: اختيار شريك الحياة Spouse Choice
وإذا حاولنا أن نطبق ما سبق على الإختيارات المطروحة أمامك، وبعيدا عن الأحلام وتفسيراتها المتضاربة والتي نصر على أعتبارها رؤى؟!!! سنلحظ أن قلبك مع زميلة العمل، فهل نظرت إلى الإعتبارات والضوابط الأخرى بعيدا عن قلبك؟ هل تعرفت جيدا على عيوبها ومحاسنها أم أن "عين المحب عن كل عيب كليلة"؟ تعرف عليها جيدا وتأكد من أنها تتوافق مع ما تريده في شريكة حياتك لأن الزواج لا يعتبر إبحارا مستمرا في بحور الحب والرومانسية، ولكنه شركة لها مسؤوليات يتحمل كل طرف فيها المهام والمسؤوليات المنوطة به، ويتعامل كل من طرفي هذه الشركة مع الآخر ككل بعيوبه ومحاسنه، فإذا وجدت فيها كل ما تحلم به في شريكة حياتك فتوكل على الله وأستخره وأسأله التوفيق في كل أمرك.
أما بالنسبة للعروس الأخرى فلا أنصحك – بغض النظر عن فشل أو إتمام مشروع الإرتباط من زميلتك- ألا تتم الإرتباط بها إلا إذا كنت مقتنعا تمام الإقتناع بجدارتها للإرتباط بك، فظلمها الآن بتركها قبل الإرتباط أفضل وأهون من ظلمها بالإرتباط بها وأنت غير مقتنع بها مما يدفعك حتما لظلمها ليل نهار وأنت تقارنها بالصورة الوردية المرسومة في خيالك لحبيبة القلب السابقة، وهذا قد يؤدى بكما لفشل الزواج.
الأخ الكريم: ما أريده منك ألا تتعجل أمورك وأن تدقق جيدا في ضوابط الاختيار، فحسن الخواتم من حساب البدايات، مع دعواتنا لك بالتوفيق والسداد وأن ينعم الله عليك بالزوجة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها وفي مالك وعيالك.