السلام عليكم
يا ليتني ما كنت أتيت الدنيا دي لأن الدنيا سوداء أمامي، في البداية أنا بشكركم جدا على المجهود اللي انتوا بتعملوه أنا بعتلكوا وبعت لمواقع أخرى المشاكل اللي أنا بمر بيها ودة من باب الفضفضة لحد لما أذهب إلى طبيب نفسي وتتهيأ لي الظروف.
بقالي سنة ونصف تقريبا لكن أنا المرة دي هاقول كلام كتييير ومتغير خالص عن ما قلته قبل ذلك لأني وجدت أن الموضوع زاد عن حده اوي أصبح يمثل لي مشكلة حقيقية وسوف أقول لكم عن أهم مشكلة في حياتي والتي لو لم تكن موجودة لكنت الآن شخص تاني خالص وهي (العادة السرية وما يصاحبها من مشاهدة لأفلام وصور قبيحة جدا) أنا هذا الموضوع أصبح بالنسبة لي إدمان نعم إدمان لا يقل عن الإدمان في أي شيء آخر ولو كنت مدمن أي شيء آخر غير هذه العادة القبيحة لكان أفضل لي.
أنا منذ أن عرفت طريق هذه الأشياء القذرة وأنا لا أستطيع مفارقتها حتى أصبحت لا أقدر أن أستغني عنها سواء العادة أو الصور فلا يمر علي يوم إلا وأنا أفعل هذه الأشياء وأنا كنت الأول أفعل العادة وأخاف جدا بعد ذلك وأقوم وأتوضأ وأصلي ركعتين توبة وأستمر على ذلك لمدة طويلة حتى أعود إليها لكن منذ فترة حوالي سنتين أو ثلاثة وأنا كنت أيضا محافظ على الصلاة والصيام وقراءة القرآن لكن أنا منذ حوالي سنة ونصف كما أخبرتكم وأنا أصبحت أفعل هذه الأشياء في كل وقت وفى أي مكان مثل المدمن فعلا عندما أتوقف عنها يوم أو يومين أصبح كالمجنون والأمر زاد عندما أصبت خلال هذه الفترة بالوسواس القهري فكنت أفعل هذه الأفعال حتى أبعد نفسي عن الوسواس فهي كانت تمثل لي وسيلة سعادة ولذة عندما كان يشتد علي مرض الوسواس القهري حتى الآن وأنا أصبحت عندما أفعل الأشياء وأفعل العادة أشعر أني شخص نجس جدا ويجب الابتعاد عنه وأنا على هذه الحالة عندما يطلب مني شخص أن أعطية شيئا وأنا على هذه الحالة أكون خائف جدا طبعا لشعوري وإحساسي أنه سوف يكون نجس هو الآخر لأني لمست الشيء الذي أعطيه له وأنا نجس وكل هذا بسبب (الوسواس القهري طبعا).
أما بالنسبة للعادة السرية فأنا أصبحت لا تفرق معي أفعلها في أي وقت وفى أي مكان فعندما أفعلها أتكاسل لكي أغتسل ولا أصلى ركعتين التوبة لأني أصبحت لا أصلي الفروض وأيضا عندما أكون جالس في سيبر ويكون القرآن شغال أنا ولا كأني هنا أشاهد الصور والأفلام الفاضحة ولا كأني سامع شيء وأيضا المصيبة الكبرى وهي أني كنت في نهار رمضان أفعل هذه الأشياء الفاضحة مع أني كنت صائما وأيضا أنا والدتي عرفت أني أفعل هذه الأفعال الفاضحة حيث أنها قرأت إحدى مشكلاتي التي أرسلها لكم وتحدثت معي بهدوء وقولت لها أني بطلت خلاص ولكن هي على فترات تحاول أن تلمح لي عن هذه الأشياء كلما تسمع كلمة النت.
فأنا كلما أريد أن أقف وأن أنهض مما أنا فيه لا أستطيع فعرفت أنه هذا قدري ونصيبي وأنني لن أتغير، أنا من يوم ما تخرجت من الجامعة السنة دي وأنا تايه لا أعرف ماذا سوف أعمل وكيف أعيش مع المجتمع وهل سوف أعمل بشهادتي أم لا أنا جميع أصحابي الآن يعملون ويأخذون دورات في اللغة والكمبيوتر لأنهم ناس محترمين ولديهم أمل وهدف ويعرفون ماذا يفعلون أما أنا فكل الذي أفعله في حياتي أني أشاهد الأفلام والصور الفاضحة وأفعل العادة ولا شيء غير ذلك وكلما أجلس بجوار أصحابي الطموحين هؤلاء أتذكر منظري وأنا افعل هذه الأفعال القذرة أشعر أنه لا فائدة مني أبدا وهذا الذي يضايقني أكثر لأنه لا أحد حاسس بي وبالمرارة والهموم التي أحملها جوايا وعايش أمامهم طبيعي جدا أو هما شيفني طبيعي وهذه هي طبيعة المرض النفسي لا يظهر أثره أمام الناس مثل المرض الجسدي (أنا قرأت كثيرا عن هذا المرض وأعرفه جيدا) حتى العمل الذي كنت أعمل به تركته بسبب الوسواس القهري مع أني كنت في يوم من الأيام أحلم بأن أكون شخص محترم ومحافظ على نفسه ودينه ويفعل الخير لكن للأسف كل هذا تبخر.
أنا بقالي كثيراً في الحال ده وكان هذا الموضوع لا يسبب لي مشكلة لكن منذ فترة السنتين وأنا أعرف أن هذه المشكلة عند شباب كثير لكن أنا مختلف عن كل الشباب لأني أرى أني بسبب هذه العادة وبسبب هذا المرض (الوسواس القهري) أن مشكلتي أكبر منهم لأن المرض يضع علي أفعال أنا لا أقدر على حملها، أنا عندي أكثر من 30 حالة وسوسة وشكل مختلف لكل وسوسة وبالتالي مشكلتي ليست مشكلة واحدة فأشعر بأني لن أصبح شخص له قيمة أبدا وحاسس أني بايظ أكثر منهم، وكما قلت لكم كلما أحاول النهوض وأبتعد عن كل هذه المشاكل أقع مرة أخرى ولا أستطيع أن أعود ممكن أن أستقيم فترة طويلة لكن في النهاية أعود كما كنت وأنا أعرف من خلال رسائلي السابقة لكم أنه يجب علي أن اذهب لطبيب نفسي؛
وأنا فعلا أحلم باليوم الذي أذهب فيه للطبيب النفسي حيث أني أشعر أن ذهابي للطبيب النفسي سوف يقضي علي كل هذا فقد أصبح هذا الموضوع هو الحلم بالنسبة لي لأني مؤجل كل شيء في حياتي حتى أذهب للطبيب وأتعالج ولكنى أؤخر ذهابي للطبيب بسبب الكسل الذي ينتابني وبسبب الوسواس القهري والذي يقول لي سوف تذهب لطبيب نفسي فماذا سيقول الناس وأنا أعلم تماما أن هذا كلام غريب وأنا رافض هذا الكلام وهذه الوساوس وبسبب الأموال التي سوف أصرف بها على علاجي فأنا صراحة (صدمت) بعدما عرفت أن ثمن الجلسات عند الدكتور النفسي غالية جدا جدا لكن مش ده المهم المهم أني لا أعرف متى أذهب للطبيب وأنا لا أريد أن أطيل جلسات العلاج وأنا قررت أنى سوف أذهب للطبيب مهما كان الثمن حتى أستريح مما أنا فيه لكن أنا قد قرأت للدكتور وائل أبو هندي هنا على هذا الموقع في باب (شبهات وردود) عن أنه بالنسبة للوسواس القهري (فهذا المرض لا يعلم أكثر الناس أن بعض حالاته تستجيب للعلاج النفسي) بعض حالاته أي أنه يمكن أن أذهب للطبيب ولا يأتي العلاج بنتيجة.
فأنا أشعر أن حالتي مستعصية لأنني كما ذكرت لكم عندي أكثر من 30 حالة وسوسة كل حالة مختلفة عن الأخرى وأنا الآن أشعر أن صورتي اهتزت أمام أهلي والناس كلها اللي كانوا فاكرين أني هابقى حاجة كويسة وليها قيمة أنا لولا هذا المرض (الوسواس) لكنت تخلصت من المشاكل الأخرى وكنت الآن شخص أخر لأن أنا أشعر أن هذه الأفكار وهذه الوسواس مكتفاني ولا أستطيع أن أتحرك بدونها وتعبت كثيرا فأنا حالتي تسوء يوما بعد يوم أنا بسبب كل هذا بقيت أحلم بأحلام وكوابيس نغصت عليا حياتي وأصبحت الدنيا سوداء أمامي وأن هذه الأشياء تجعلني أعاند أكثر وأستمر لأن الأحاسيس ماتت من داخلي، أنا عندما كنت أفعل هذه الأشياء كنت أبكي وأقطع نفسي من البكاء لكن الآن أصبح الموضوع لا يفرق معي وحتى إذا امتنعت عن هذه الأشياء هل سوف ابدأ من جديد ومن أين آتي بإحساس الندم الذي اختفى من داخلي؟
أنا مش عارف ليه حياتي مش ماشية معايا زي ما أنا عايز أو زى ما كنت بحلم بيها؟ ومن أين سوف أبدا حياتي الصحيحة وكيف؟ أنا من ساعة ما تركت العمل وأنا قاعد في البيت لا أخرج وكل لما واحد من أصدقائي يجبلي عمل سواء متعلق بشهادتي أو لا أنا برفض وبخترع أعذار، مش عارف دة خوف من المجتمع ولا أيه أصل أنا كنت ناقص لكن بعد كل دة أنا أشعر أنه لا يوجد فائدة مني.
18/11/2007
رد المستشار
الأخ الكريم؛
استشارتنا هذه أرجو من الله القدير أن تكون خطة عمل جيدة ومفيدة أمامك، لكنها ليست علاجاً نفسياً كاملاً...
أشعر بعميق معاناتك.. وقد آلمني كثيرا ما تشعر فيه.. ولمّا قرأت رسالتك شعرت برغبة لو أنني أستطيع مساعدتك بغير الكلمات المكتوبات ولكن بعدت الشقة.. لكن لنسمي أولاً ما تعاني منه وقد أسميته في رسالتك وأنت تعرفه جيدا، ولكن لنعيد صياغته وحسب ما وصفت في رسالتك بأسلوبنا كأخصائيين:
العادة السرية القهرية Compulsive Masturbation وهي جزء من اضطرب الوسواس القهري ويرافقها Co-morbid حالة اكتئاب ارتكاسي Reactive Depression.. وليس لمن لم يجرب الطريق الصحيح الحق بأن يقول ((لا فائدة مني وحالتي مستعصية...))
الأخ الحبيب، تتلخص خطوات الحل لمشكلتك إن شاء الله على الشكل التالي:
- التقييم عند طبيب نفسي
- العلاج الدوائي بأدوية الماسا أو SSRIs
- العلاج المعرفي السلوكي CBT لعدة جلسات (6-10) جلسات نفسية.
وهذا من واجب الأخصائي النفسي.. أما ما يجب أن تقوم به أنت الآن:
- أن تصطلح مع نفسك أولا وتجدد عزمك وتشد همتك.
- أن تجدد العهد مع الله تعالى بالعودة إليه وإلى الصلاة والدعاء.. ((ففروا إلى الله)).. ولا تقل أنك تعود للذنب مرات ومرات فهذا لا يعني ألا تعود إلى الله تعالى. عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول صلى الله عليه وسلم يقول (إن عبداً أصاب ذنباً فقال: يا رب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي. فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له, ثم مكث ما شاء الله, ثم أصاب ذنباً آخر, وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي: قال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له, ثم مكث ما شاء الله, ثم أصاب ذنباً آخر, وربما قال ثم أذنب ذنباً آخر, فقال: يا رب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي: قال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به فقال غفرت لعبدي فليعمل ما يشاء) رواه البخاري ومسلم.
وفي الحديث القدسي: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك. يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة). فالله جل ذكره يدعوا عباده إلى رحمته, ويفتح لهم أبواب مغفرته, ويعدهم بما يرضيهم فيقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}التحريم8، ولا تحسب أنك خلقت سدى هكذا دون غاية لتضيع جهدك ووقتك.
- تطليق الصور والمناظر الخلاعية والابتعاد عنها نهائيا.. وتأمل معي هذه الآيات الكريمات (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)) سورة فصلت
- البحث عن عمل ملهي أو هواية شاغلة لوقتك تحبها بل وتعشقها لتستطيع أن تخفف بالتدريج من ممارسة هذه العادة.
- تنظيم العادة السرية بفترات متباعدة بالتدريج أي كل ثلاثة أيام ثم أربعة ثم أسبوع، وممارستها دون مشاهدة الأفلام الإباحية أولاً ثم دون تخيل جنسي ثانياً على الشكل التالي:
التحول من الممارسة للعادة بشكل قهري بمعونة الله والأخصائي النفسي إلى الممارسة للعادة للمتعة إلى الممارسة للتفريغ وحسب للسائل المنوي المحتقن ثم إلى التحول إلى التفريغ الجنسي الطبيعي للفائض من السائل المنوي عبر الاحتلام الليلي والتبول وأثناء التبرز دون ممارسة العادة.. وفي المستقبل إن شاء الله عبر الزواج والعلاقة العاطفية الجنسية الطبيعية مع الزوجة.
- البحث عن صحبة صالحة.
ثم أنت تستطيع الإطلاع على العديد من المواضيع في هذا الموقع، حيث أن الأستاذ العزيز د. وائل أبو هندي مهتم للغاية بهذا النطاق من الأمراض النفسية، وقد خصص زاوية خاصة لهذا الداء.
واقرأ على مجانين:
أنهي معركتك مع العادة السرية ومع شهوتك!!
الاستمناء القهري: العادةُ المُسْتَـنْزِفًةُ
أتمنى لك كل الخير والسداد.. فرج الله العظيم كربك.
أتمنى أن تتابعنا بأخبارك وأفكارك!!