السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع المفيد وأشكر سيادة الدكتور الذي أفادني بضرورة التحكم في أحلام اليقظة من أجل ابنتي، وأنا بالفعل بدأت في ذلك على قدر استطاعتي، وأرجو أن يتسع صدركم لي لأشرح مشكلتي الثانية وهي التردد وأنا أعتبره "تردد مرضي" وعدم قدرة على اتخاذ أي قرار في أي شيء مهما كان بسيطا أو معقدا لدرجة أنني أحتار ماذا أطبخ اليوم وماذا أرتدي عند الخروج أو عندما أذهب لشراء ملابس أحتار بشدة وقد أقوم بإرجاع الملابس وتبديلها أكثر من مرة مما يثير غضب زوجي، وقد أقتنع أحيانا أثناء الشراء في المتجر بأن هذه الملابس هي ما أريدها وبمجرد رجوعي البيت أكتشف أنها لا تصلح لي ولا تلائمني فأصاب بالإحباط وهذه الأعراض زادت عندي في الفترة الأخيرة منذ ستة أشهر (بعد سفري إلى الخارج).
ولكنى يا سيدي كنت قبل قوية الشخصية حاسمة في قراراتي أثناء عملي ولكني تورطت في مشكلة ما في عملي جعلتني أفقد الثقة في كل شيء حتى في نفسي وقررت أن أترك العمل حتى أريح أعصابي وأخذ فترة سكون وكما أخبرت سيادتكم من قبل أنني تزوجت وأنجبت وحاليا لا أعمل ولا أريد أن أعمل خوفا من الفشل مرة أخرى وخوفاً من الاختلاط بالناس لأني سريعة في إبداء مشاعري تجاه الناس ثم أصدم فيهم فأتراجع بسرعة أيضاً.
أنا فقدت الثقة في نفسي وفى شكلي وغير راضية عن نفسي تماماً من حيث الشكل (لأني صرت أقل جاذبية كامرأة) ومن حيث الجوهر أشعر أني غير مهمة وليس لي أي دور إيجابي تجاه المجتمع وأحياناً أشعر أني عالة على زوجي وأشعر بحرج شديد عندما أطلب منه مصروف البيت، وأصبحت أقضى كل يومي أمام التلفاز والدش حتى أصبحت تافهة لا أفيد نفسي ولا غيري من الناس، كما أصبحت حادة المزاج وحادة الطباع وسريعة التقلب فأحيانا أكون سعيدة ومبسوطة وفي لحظة أنقلب رأسا على عقب وممكن يكون هذا بسبب شيء تافه مثل أن أبنتي سكبت شيء على الأرض أو فعلت أي شقاوة بسيطة مثلها مثل أي طفل (وهذا يحدث دائما أمام زوجي ولكن في غيابه أكون في منتهى الحنية واللطف مع أبنتي).
أنا حاسة أنني مشتتة ومش عارفة أنا عايزة أيه ونفسي أغير مهنتي ومش عارفة أشتغل أيه ومش عارفة أغير نفسي للأحسن ولكن كل ما أحاول أكون أحسن وأكثر هدوء أجد نفسي أسوأ وأكثر عصبية ساعدني يا سيدي ماذا أفعل؟؟؟؟؟؟؟؟
18/11/2007
رد المستشار
الأخت الفاضلة؛ إن ما تتعرضين له في حياتك له مسميات عدة منها الضغوط النفسية التي (أصبحت) سمة هذا العصر الذي يتميز بالتغير المتسارع والتقدم العلمي والتكنولوجي، وتسيطر عليه مفاهيم العولمة، والكونية، والاعتماد المتبادل. ولئن كانت الضغوط النفسية قضية العصر الذي يعيشها الإنسان في المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء، ويعد مفهوم الضغوط النفسية من المفاهيم ذات العلاقة بالصحة النفسية والجسمية لدى الفرد. وهذا ما تؤكده نتائج دراسات عدة، أشارت إلى التأثير السلبي للضغوط على الصحة النفسية والجسمية للفرد.
وترتبط الضغوط بأحداث الحياة اليومية، فكلنا بلا استثناء نتعرض يوميًا لمصادر متنوعة من الضغوط الخارجية بما فيها ضغوط العمل، والضغوط الأسرية، وضغوط تربية الأبناء، ومعالجة مشكلات الصحة، والأمور المالية، والأزمات المختلفة، كما نتعرض يوميًا للضغوط ذات المصادر الداخلية مثل الآثار العضوية والنفسية والسلبية التي تنتج عن أخطائنا السلوكية أما مسالة التردد وضعف الإرادة لديك فيعتقد اختصاصيو علم النفس الاجتماعي.
... إن إرادة النساء أضعف من إرادة الرجال، وتدل الفوارق بينهما في هذا المجال على مؤشرات مهمة، فشخصية النساء أسرع تأثراً وتغييراً لآرائهن من الرجال عند تعرضهن لضغوط حياتية ويذكر هذا العلم بعد تمحيص تدقيق الأسباب التالية لضعف إرادة المرأة بالنسبة للرجل:
1 ـ تأثر النساء بأدوارهن الأنثوية، إذ عادة ما يتم تلقينهن بضرورة تنازلهن عن مواقفهن في بعض الظروف خلال عملية التكيف الاجتماعي بينما يتلقى الذكور الدروس في حث الآخرين والتأثير عليهم.
2 ـ المكانة الاجتماعية: أن تمتع الرجل حسب النظرة التقليدية، بمكانة اجتماعية أعلى شأناً من مكانة المرأة يفرض عليها الانصياع تجاه أوامر الرجل لأن من حق ذوي المكانة العليا توقع سلوك خاص كالطاعة من ذوي المكانة الدنيا حسب العرف الاجتماعي. إن توجه المرأة نحو تحقيق التكافؤ الاجتماعي بينها وبين الرجل في الحياة اليومية يعني تقليص مدى انصياعها لأوامر الرجل
وحسب اعتقادي انك وبحسب طبيعة عملك وقبل الزواج (تمتعت بالاستقلالية المادية) وحدث نوع من الاضطراب بعد توقفك عن العمل واعتمادك على زوجك ماديا احدث لديك اختلالا وإرباك في حياتك لذلك يجب أن تتخذي خطوات هامة.
إن (أول خطوات) التغيير لحياة أفضل وشعور أحسن هو تصحيح مفهومك غير الإيجابي عن ذاتك بحيث ترين نفسك إنسانة لها قيمة كبيرة في الحياة ولديها مواطن قوة في شخصيتها وحياتها وقادرة على اتخاذ القرار، فأنت امرأة متعلمة مهنتها إنسانية صيدلانية وبصحة جيدة وذكية هذا عدا أنك إنسانة واعية جدا بمشكلتك بدليل تعبيرك الدقيق عنها في رسالتك بل وأتوقع أن لديك قدرة أدبية عالية على الكتابة تفيد في الإحساس السريع بالخطر.
إن دورنا في الحياة لا ينتهي بعد تجارب فشل في حياتنا سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو المهني؛ بل إن الفشل قد يكون الطريق الأسرع للنجاح بحيث تزيدنا هذه التجارب قوة واندفاع نحو الحياة وبالتالي فإن الانغلاق على الذات بغرفة بأربع جدران لاجترار الهموم والأحزان هو بحد ذاته مشكلة وليس حلا.
حاولي البحث عن فرصة عمل جديدة واستفيدي من مؤهلك الجامعي بعمل مناسب سواء في القطاع الحكومي أو الخاص يعود معها الاستقرار العائلي مع تمنياتي لك بنجاح حياتك
واقرئي أيضًا:
العصاب وتأكيد الذات
من عدم التأقلم إلى الاكتئاب
التردد متى يكونُ مرضيا؟؟
فرط التذكر والتردد: أم هي الوسوسة؟
أولا لا تعبدي الصورة وثانيا تابعينا