السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
R03;
أنا شاب متزوج من 3 سنوات وليس لي أولاد أبلغ من العمر 25 سنة (1983) أعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة أدامها الله وقد أنعم عليّ ربي بالهداية والاستقامة ولا يوجد أحد في العائلة مصاب بأي مرض إلاّ أن الوالدة لديها حساسية في الأنف والوالد قبل ثلاثة سنين أصيب بمرض التهاب الكبد الوبائي (B) ثم بدأ علاجه واستمر سنة ثم شفاه الله، وأمّا أنا فابتلاني ربي بمرض غريب وكأنها متاهة/كابوس وهي كما يلي:
* في تاريخ 6/7/2007 أثناء صلاة الجمعة شعرت بدوخة مع دقات قلب سريعة وعرق وغثيان وظننت أنها الفراق ثم ذهبت عني في نفس الوقت ورجعت إلى المنزل مرهقاً. وفي نفس اليوم ذهبت إلى مسافة بعيدة لكي أحضر دورة علمية إسلامية وكانت شاقة عليّ.
* وفي تاريخ 10/7/2007 أكلت بعض الأكلات وكان فيها نسبة كبيرة من الدهون فجاءني زواع وكنت لا أستطيع أن آكل، وبعد الأكل بدقيقة أشعر بألم في المعدة وفي جميع أمعائي ومن ثم إسهال واحتقان وبراز مخاطي ثم نقص في الوزن واستمرت هذه الحالة إلى تاريخ 21/7/2007 وذهبت إلى 4 مستشفيات وكلهم يقولون لي تسمم في الطعام (Infection).
* ومن تاريخ 22/7/2007 إلى تاريخ 25/7/2007 أدخلت إلى مستشفى الرحبة (حكومية) قسم الأمراض الباطنية فعملوا لي (x-ray) وأشعة صوتية و(CT Scan) وكانت النتائج كلها سليمة ولله الحمد ووضعوا لي مغذيات ومسكنات للآلام عبر الوريد وقالوا لي أن سبب هذا كله هو التفكير بالمرض أو بأشياء أخرى.
* وفي تاريخ 27/7/2007 تحسنت تماماً حتى تاريخ 23/8/2007 وفجأة شعرت مرة أخرى بألم في المعدة وألم في القولون ثم زواع وإسهال مع سائل مخاطي ثم نقص في الوزن وكنت أحب العزلة ولا أتكلم مع أحد، واستمرت 10 أيام ثم بدأت أتحسن وفي هذه المرة صرت أكثر حذراً مما سبق حيث أصبحت لا آكل البهارات ولا الفلفل ولا من المطاعم ولا الليمون ولا البرتقال ولا الحمضيات وكنت أُكثِرُ من الروب (الزبادي) والأكلات المسلوقة.
* وفي تاريخ 2/9/2007 أجريت منظاراً في المعدة في مستشفى النور وكانت النتيجة التهابات بسيطة مع توسع في المريء.
* وفي تاريخ 22/9/2007 أجريت منظار في القولون في مركز الخليج للتشخيص عند دكتور الأمراض الجهاز الهضمي والكبد والقولون وكانت النتيجة التهابات في بداية القولون وفي نهايتها مع بكتيريا وأعطاني دواء اسمه (Flagyl) لمدة 10 أيام و(Acidophilus) لمدة شهر.
* وفي اليوم التالي 23/9/2007 في مكان عملي ذهبت إلى الحمام لقضاء الحاجة فخرج مع البراز دم بسيط جداّ فبعد خروجي من الحمام ذهبت مباشرةً إلى مكتبي وكنت خائفاً وقلقاً مع ألم في القولون فأغمي عليّ فأخذوني مباشرة إلى مستشفى النور قسم الطوارئ وكان وجهي مصفراً فعملوا لي تحليل دم وبراز وبول وضغط الدم وتخطيط للقلب وكانت النتائج سليمة. بعدها مباشرةً دخلت على دكتور الأمراض الجهاز الهضمي والكبد والقولون وقال لي أن النتائج سليمة وسبب الإغماء هو الخوف والهلع وقال لي أن أستمر على الأدوية التي ذكرتها سابقاً مع دواء (Duspatalin) و(Pariet).
* ثم ذهبت بعد أيام إلى دكتور الأمراض الجهاز الهضمي والكبد والقولون في مركز الخليج للتشخيص فأضاف لي بعض الأدوية إلى الأدوية السابقة وهي (Spasmo-Canulase) و(Ercefuryl).
* ومن التاريخ السابق (23/9/2007) أصحبت أشعر بضيق في التنفس وخنقة ووخزات في يمين الصدر ويسار الصدر أيضاً مع دقات سريعة للقلب وصعوبة في التنفس مع كآبة شديدة وبكاء وكنت أشعر أنني سيغمى عليّ مرة أخرى، وفي هذه المرة فقدت وزني كثيراً وكنت لا أستطيع النوم وكان نومي متقطعاً وأستيقظ فزعاً وفقدت شهيتي تماماً وأنا لا أدري ما أصابني.
* وفي تاريخ 22/10/2007 أخبرت دكتور الأمراض الجهاز الهضمي والكبد والقولون في مركز الخليج للتشخيص بما حصل لي فأعطاني حبوب (Cipralex) وقال لي أن أستخدم حبة كل يوم.
* وفي تاريخ 30/10/2007 أوصاني أحد أصدقائي بأن أذهب إلى دكتور نفسي فقبلت نصيحته فذهبت إلى دكتور الأمراض النفسية والعصبية في مستشفى النور فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها فقال لي: أن سبب هذا كله هو أن هناك مادة في الدماغ اسمها (Serotonin) فعندما تنقص هذه المادة فتسبب كل هذه الأعراض التي حصلت لي، وقال أن مدة علاجك من 6 أشهر إلى سنة وقال لي بأن أستمر على (Cipralex) وأعطاني أدوية إضافية وهي (Xanax) و(Inderal) وقال لي أن هذين الدواءين مسكنات مؤقتة وأمّا العلاج بإذن الله ففي (Cipralex) لأنها منشطة لمادة (Serotonin).
* فبعدها بدأت أشعر بتحسن ومرات ترجع بعض الحالات والآلام ولكنها أخف من قبل ثم تذهب ولكنني في تحسن بطيء حيث أن شهيتي انفتحت بعد أن كانت معدومة.
* ثم مرة أخرى في تاريخ 4/11/2007 ذهبت إلى دكتور الأمراض الجهاز الهضمي والكبد والقولون في مركز الخليج للتشخيص وأخبرته أنني ذهبت إلى دكتور الأمراض النفسية والعصبية فقال لي أن أتوقف عن تناول أدويته وأن أستمر مع الدكتور النفسي.
* وأمّا الآن فأتحسن يومين أو ثلاثة أيام وتسوء يوم أو يومين (كآبة+ألم في القولون+فقدان الشهية+العالم في وادٍ وأنا في وادٍ آخر) مع صداع شديد في يمين الرأس من الخلف وتستمر نصف يوم ثم تذهب.
يصيبني الفزع من مجرد التفكير في حصول أمر سيء..؟!!! ما أود الاستفسار عنه ما يلي:
1. تقييمكم لحالتي، وما هو اسم المرض؟
2. تقييمكم للعلاج الذي أتلقاه .
3. أريد أن أعرف إن كان هناك تأثيرات عضوية للحالات التي تصيبني على صحة القلب أو القولون أو أعضاء أخرى..؟؟
4. أريد أن أعرف هل ممكن التخلص من هذه الحالة...؟؟ وكم من الوقت يجب أن أستمر في تناول تلك الأدوية..؟؟ وهل سيكون لها عوارض سلبية في حياتي مستقبلا..؟؟ وهل ممكن أن تعاودني مثل هذه الحالة..؟؟
5. أريد أن أعرف إن كان للأطعمة تأثير في حالتي..؟؟ أي هل هناك أطعمة أو أشربة لها تأثير مهدئ لحالة التوتر وأخرى لها تأثير محفز لمثل هذه الحالة... خصوصاً أنني كنت أتناول الشاي بشكل كبير.. ولكني توقفت من شرب الشاي تماماً بعد إصابتي بهذه الحالة..؟؟
6. هناك آلام شديدة تحدث لي أحياناً في القولون مع شيء قليل من الإفرازات المخاطية وقليل جداً جداً من الدم مع السائل المخاطي وهذا أكثر ما يقلقني؟.
7. ما هي الفحوصات اللازمة التي أحتاج إليها بشكل مستمر في كل فترة للتأكد على سلامة الأعضاء الأخرى؟
أريد أن تتكرموا عليّ بنصائحكم وماذا بإمكاني أن أفعل في طريق الشفاء إن شاء الله.
السؤال: هل هذا كله فقد من نقص مادة (Serotonin) وكيف لي أن أتأكد أنها ناقصة في جسمي (أعني أي نوع من الفحوصات التي أحتاج إليها لذلك)؟!
وجزاكم الله خيراً
02/12/2007
رد المستشار
الأخ الكريم "أبو عبد الرحمن"؛
أهلا وسهلا بكم ونتمنى لكم بداية السعادة والراحة والعافية التامة..
أولاً أعجبني ما أنتم عليه من دقة الوصف وإسهابه مع ذكر التواريخ والتركيز الدقيق في طرح الأسئلة، وهذا يدل على عدة أمور:
- حجم المعاناة التي عانيتها في الأشهر الماضية.
- حالة الاستغراب الشديدة والجهل بمسمى ما تعاني منه بالرغم من مراجعة الكثير من الأطباء باختصاصات مختلفة.
- كما أن هذه الدقة تشير بأن تملك ملامح شخصية قسرية (وسواسية)..
ثانياً لنسمي ما تعاني منه، النوبة الأولى التي وصفتها بالكلمات التالية ((شعرت بدوخة مع دقات قلب سريعة وعرق وغثيان وظننت أنها الفراق ثم ذهبت عني في نفس الوقت ورجعت إلى المنزل مرهقاً))، هي تشير ما يشبه نوبة الهلع Panic Attack وهي نوبة قلق مكثفة وشديدة وقصيرة لا تستغرق أكثر من نصف ساعة وعادة عشرة دقائق.
والهلع أو الذعر حالة مرضية شائعة، لكن معظم المرضى يراجعون الأطباء العاميين أو الباطنيين لأن الأعراض تختلط مع الحالات الطبية المختلفة. وهي تبدأ بشكل مفاجئ دون سبب واضح، وغير متوقع.
أما ما تعانيه الآن ووصفته بالكلمات التالية:
((ومن التاريخ السابق (23/9/2007) أصبحت أشعر بضيق في التنفس وخنقة ووخزات في يمين الصدر ويسار الصدر أيضاً مع دقات سريعة للقلب وصعوبة في التنفس مع كآبة شديدة وبكاء وكنت أشعر أنني سيغمى عليّ مرة أخرى وفي هذه المرة فقدت وزني كثيراً وكنت لا أستطيع النوم وكان نومي متقطعاً وأستيقظ فزعاً وفقدت شهيتي تماماً وأنا لا أدري ما أصابني..))، ثم قلت ((.. كآبة+ألم في القولون+فقد الشهية+العالم في وادي وأنا في وادي آخر، مع صداع شديد في يمين الرأس من الخلف وتستمر نصف يوم ثم تذهب..)).
هذا يتوافق مع اضطراب القلق المعمم General Anxiety Disorder المعروف اختصاراً بالـ GAD ، المختلط mixed مع الاكتئاب Depression أو ما يدعى إجمالاً اضطراب القلق الاكتئابي Mixed Anxiety and Depression Disorder ، يطلق هذا التشخيص على كل حالة تتواجد فيها أعراض قلق واكتئاب دون سيطرة لأحدهما على الآخر. وتترافق حالتك مع أعراض جسدية psychosomatic symptoms أي شكاوى جسدية غير نموذجية وغير مبررة عضوياً، إضافة لإصابتك بمرض عضوي (التهاب المعدة) ناجم عن السبب النفسي Stress.
إن شدة الضغط النفسي والتوتر إن لم يجد تصريفاً مناسباً انتقل إلى أعضاء الجسد وجعلها تنطق ألماً وتتأوه مما تعانيه النفس، وبحث الأعراض النفسجسدية يطول وله مكان آخر سنتحدث به إن شاء الله..
لنأتي إلى أسئلتك التسع:
السؤال 1. تقييمكم لحالتي، وما هو اسم المرض؟
الجواب: تم الإجابة عنه على أنه قلق معمم مختلط بكآبة مع أعراض نفسجسدية.
السؤال 2. تقييمكم للعلاج الذي أتلقاه.
الجواب: العلاج جيد، وأرى أنه يمكن اللجوء (بعد استشارة طبيبك النفسي) إلى عقار واحد وفعّال وهو ريميرون Mirtazapine Remeron أو الأميتربيتلين Amitriptiline .
السؤال 3. أريد أن أعرف إن كان هناك تأثيرات عضوية للحالات التي تصيبني على صحة القلب أو القولون أو أعضاء أخرى..؟؟
الجواب: هي حالات نفسية ولما تتوتر النفس تضطرب أخواتها، وأقصد بأخواتها كالجهاز العصبي والهضمي، على مبدأ الحديث النبوي الشريف (إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى).. بمعنى تقل كفاءتها الوظيفية وأداء عملها... وللتوتر النفسي Stress تأثير ضار على الأعضاء الأخرى إذا استمر لفترات طويلة دون علاج حقيقي.
السؤال 4. أريد أن أعرف هل ممكن التخلص من هذه الحالة...؟؟ وكم من الوقت يجب أن أستمر في تناول تلك الأدوية..؟؟ وهل سيكون لها عوارض سلبية في حياتي مستقبلا..؟؟ وهل ممكن أن تعاودني مثل هذه الحالة؟؟
الجواب: نعم لهذه الحالة علاج وشفاء بإذن الله تعالى, وعلاجها ذو شقين:
علاج دوائيMedications: ويستمر لفترة لا تقل عن 6 أشهر وتصل عادة إلى السنة.
النوع الثاني من العلاج هو العلاج النفسي psychotherapy من قبيل العلاج المعرفي السلوكي CBT، ويكون على هيئة جلسات أسبوعية لمرة أو مرتين Sessions من 6-10 جلسات أسبوعية. وهنا يقوم المعالج النفسي بتحري العرض النفسي ويدرس أسبابه ويبصرك بها Insight-Oriented ، ويبحث ضمن قناعاتك ومسلماتك عن تلك الأفكار التي تسبب لك الشقاء negative thinking، ومن ثم يعطيك بدائل معرفية (أفكار إيجابية positive thinking) وحلول سلوكية مناسبة لها.
السؤال 5. أريد أن أعرف إن كان للأطعمة تأثير في حالتي؟؟ أي هل هناك أطعمة أو أشربة لها تأثير مهدئ لحالة التوتر وأخرى لها تأثير محفز لمثل هذه الحالة... خصوصا أنني كنت أتناول الشاي بشكل كبير، ولكني قد توقفت من شرب الشاي تماماً بعد إصابتي بهذه الحالة؟؟
الجواب: طبعاً للغذاء تأثير على الحالة النفسية، فالأغذية البيضاء والخضراء عموماً تزرع السلام في نفس آكلها (اللبن – الجبن – الخضراوات كالخس)، أما المنبهات فتحفز الجهاز العصبي وتدعه في حيز القلق والتوتر، فقاربها بحذر وحكمة.
بالمناسبة هنالك بعض الفيتامينات إذا نقصت قد تفاقم من حالة القلق لذلك اقتضى التنبيه لذلك وناقش ذلك مع طبيبك النفسي.
السؤال 6. هناك آلام شديدة تحدث لي أحياناً في القولون مع شيء قليل من الإفرازات المخاطية وقليل جداً جداً من الدم مع السائل المخاطي وهذا الذي أكثر ما يقلقني؟.
الجواب: قد يكون ما تعاني منه ناسور أو باسور شرجي ينزف، لابد أن طبيب الهضمية قد أجرى فحصاً لك ليستبين له هذه الحالة.
السؤال 7. ما هي الفحوصات اللازمة التي أحتاج إليها بشكل مستمر في كل فترة للتأكد على سلامة الأعضاء الأخرى؟
نترك جوابه لطبيب الأمراض الباطنة.
السؤال 8. أريد أن تتكرموا علي بنصائحكم وماذا بإمكاني أن أفعل في طريق الشفاء إنشاء الله.
الجواب: لا تعدد الأطباء، فمن عدد الأطباء أوشك أن يقع بخطأ كل منهم، فطبيب واحد نفسية وطبيب واحد باطنية أو هضمية يكفي.
متابعة العلاج الدوائي بشكل دقيق دون تركه.
إجراء جلسات علاج نفسي معرفي أسبوعية إن أمكن.
تفهم مرضك والتعرف عليه بشكل جيد.
إيجاد قنوات جيدة لتفريغ التوتر اليومي (الرياضة – الصداقة – الدعاء والصلاة والبكاء والتضرع بين يدي الله تعالى – لقاء الصحبة الصالحة الطيبة..)
السؤال 9. هل هذا كله فقد من نقص مادة (Serotonin) وكيف لي أن أتأكد أنها ناقصة في جسمي (أعني أي نوع من الفحوصات التي أحتاج إليها لذلك)؟!
الجواب: حقيقة لا يوجد فحص مخبري في المخابر المتوفرة لقياس تركيز هذه المادة..
والذي نستدل عليها من نقصها هو الأعراض النفسية والعصبية التي يشكو منها المريض. ومن المفيد أن تعلم أن فرضية نقص هذه المادة تم استنتاجها بعد تحسن أعراض التوتر والكآبة من عقارات اُستعملت لغايات أخرى غير التوتر والكآبة، يعني هكذا بالصدفة!!
واقرأ على مجانين:
أسباب الأمراض النفسية
أتمنى لك كل الخير.... تابعنا بأخبارك