السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحب أشكركم على الموقع الرائع، لأني بجد ولأول مرة أشعر بأن هناك أناس تفهمني في هذا العالم الذي يبدو لي غريب بعض الشيء.
أنا لا أريد أن أطيل عليكم ولا أدري من أين أبدأ مشكلتي حيث أشعر أن مشكلتي متشعبة ومتعددة الجوانب. أنا حاصلة على ليسانس آداب لغة عبرية والآن أنا أعمل مدرسة لغة انجليزية، مشكلتي الآن أنني أشعر بالذنب وبالخوف وعدم الأمان بدون أي سبب واضح وفي بعض الأحيان أشعر أن لا قيمة لأي شيء على وجه الأرض ولا أشعر بأي نوع من أنواع السعادة. أنا غير قادرة على الشعور بالفرحة، أنا عاجزة عن ذلك.
في بعض الأحيان أريد أن أحبس نفسي في زجاجة ولا أتعامل مع بشر، ثقتي بنفسي شبه معدومة تماماً، أنتظر دائماً أن يمدحني الآخرون.. كثيراً ما أحتاج لحنان الآخرين وعنايتهم بي (نفسي حد يأخذني في حضنه ويطبطب علي وأعيط في حضنه لأني بجد تعبانة ومش عارفة من إيه).
أستخسر في نفسي البسمة أو الضحكة... أمي ليست قريبة مني لأنها كانت تعاملني بقسوة أيام طفولتي دائماً، تحملني فوق طاقتي وتضربني دائماً (أمي كانت ترتدي غوايش في يدها، كنت أرتعد من صوت غوائشها)، كانت تعاقبني إما بالضرب المبرح أو بالعض بالأسنان، ربطي بالحبال وضربي بالخرزانة وأحياناً حرماني من الطعام ليوم كامل وأنا وقتها كنت لم أتجاوز الخامسة أو السادسة من عمري، ولكن تلك الذكريات مازالت محفورة في ذهني وتؤلمني كثيراً وتشعرني بعدم الأمان، تصعب علي نفسي كثيراً وأجهش بالبكاء.
حسرة على أمي التي افتقدتها رغم وجودها. الصراحة مش عارفة أحكي بالتفصيل فلتصدقني يا أخي إذا سردت لك ما بداخلي بالتفصيل من الممكن أن تظل تقرأ لسنين عديدة حتى تصل لنهاية ما أكتبه لك.
المشكلة الكبرى بالنسبة لي أنني كنت أمارس العادة السرية وأنا ابنة الأربعة أعوام ولا أعرف كيف توصلت لتلك العادة ومن أين بدأت الفكرة حتى الآن لا أعرف سبب لما كنت فيه، ونظراً لأنني لست قريبة من أمي كبرت وتلك العادة قد تملكت مني وأصبحت كل شيء في حياتي وعندما وصلت المرحلة الإعدادية بدأت أفكر ما هذا الذي أقوم به؟ وهل هناك أناس آخرون يفعلون مثلي ويفكرون تفكيري؟
كنت أعتقد أنني الوحيدة التي تفعل ذلك وأتساءل لماذا لا يفعل الآخرون مثلي رغم أنه شعور ممتع؟ وعندما وصلت للمرحلة الثانوية بدأت أشعر أن ما أقوم بفعله شيء خاطئ، وربما من الممكن أن يكون شيء يغضب الله، وربما شعرت بذلك من خلال فطرتي (في تلك الفترة لم أكن أصلي، ولكن كنت أريد وأدعو الله كثيراً أن يلهمني الصواب).
وللعلم أنا عشت سبعة أعوام في المدينة المنورة حيث مسقط رأسي هناك، وكانت من أحلى أيام عمري لم أرى في جمالها وسرورها قط منذ أن عدنا إلى مصر. أنا في تلك الفترة كنت أمارس تلك العادة ولا أعرف أن لها تسمية علمية وأن الناس يعرفونها بالعادة السرية، وتحدثت إلى الله في تلك الفترة وطلبت منه أن يساعدني لكي أقترب منه وأصلي لأنني قد بلغت وإذا قبض الله روحي سيحاسبني على تفريطي في الصلاة، ودعوت الله إن كنت ما أفعله حرام فيرشدني عن طريق أحد من عباده الصالحين إن كنت ما أفعله حرام أم حلال؟ وفي الصف الثالث الثانوي كانت فترة تحول وانقلاب في حياتي حيث هداني الله بفضل معلمة الدين -التربية الإسلامية- واتجهت إلى الله وبدأت أصلي وأحببت الله كثيراً.
وفي نفس العام أعلنت المدرسة عن ندوة دينية في مسجد المدرسة وسبحان الله أصررت إصراراً غريباً على حضور تلك الندوة، وأخيراً علمت من تلك الندوة أن ما أقوم به يسمى بالعادة السرية وأنه مضر وأنه حرام ويجب الإقلاع عنه، من وقتها عزمت على ترك تلك العادة اللعينة لوجه الله وابتغاءً لمرضاته... بدأت خطوة بخطوة الإقلاع عنها واستعنت بالله على ذلك أولاً وبالصبر ثانياً، كنت أمتنع أسبوعاً وأعود مرة أخرى أسبوعين وأعود ثانياً.
وعندما التحقت بالجامعة وفي أول عام ومع دخول شهر رمضان المعظم كانت توزع علينا بعض من الكتيبات تشرح لنا فضل شهر رمضان، وعلمت أن رمضان يساعدنا على التغلب على شهواتنا وأن نتوب توبة نصوحة وكان رمضان هو البداية؛ انقطعت -وبفضل الله- نهائياً عنها وظللت على ذلك أربع سنوات وكلما يحلل علينا شهر من شهور رمضان الكريم أجدد التوبة وأبتهل إلى الله فرحاً وابتهاجاً بتلك النعمة وكأنه عيد لتوبتي ولكن حدثت الفاجعة هذا العام حيث عدت لتلك العادة اللعينة ولكن الآن أحاول أن أعود مرة أخرى لما كنت عليه.
المشكلة أني أحس بخوف هستيري ومشاكلي كثيرة وداخلة في بعضها، وكمان مابقيتش قادرة أقرب من ربنا زي الأول لما بسمع القرآن برتاح لكن بتكون راحة مؤقتة زي مسكن، وأول لما أبتدي أنخرط في حياتي العادية أشعر باكتئاب شديد وأفتقد طعم كل شيء حاسة أني مش عارفة أتواصل مع ربنا زي الأول وده شيء بيؤلمني ويؤذيني. أنا عندي حاجات كثيرة تعباني بس مش قادرة أحكي أكثر من كده ونفسي أتعالج نفسياً وأعيش طبيعي زي الناس ومش عايزة أطيل عليكم،
أتمنى أن تردوا علي سريعاً لأني بجد تعبانة أوي أوي.
وبشكركم على سعة صدركم والموقع الجميل الرائع ده وجزاكم الله خيراً......
02/12/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يختزن عادة الأطفال الخبرات المؤلمة التي يتعرضون لها ومع غياب فرص التعبير والتعويض يكتشفون متعة مداعبة الجسد في أماكن حساسة تثير لديهم مشاعر حلوة وقوية تلهيهم عما يكابدونه من خوف وقلق في وقت لا تكون لديهم رغبات حسية بحكم خصائص النمو. وإن كانت هذه الممارسة تمثل مسكنا مؤقتا لمشاعرهم إلا أنها تمنعهم عن طلب المساعدة الحقيقية لمشكلاتهم. فهم يشعرون بالحزن والألم ليس فقط من خبراتهم ولكن كذلك من أفكارهم وترى المعرفية إنه كلما اتسعت المسافة بين حقيقة شعورنا والقواعد التي نلقنها في التربية عن الشخص المثالي كلما كنا أكثر حزنا واضطرابا.
قسوة الأمهات في التعامل مع أبنائهن -غفر الله لهن- لا بد من تعويضها في جانب آخر من خلال العلاقة بالأب أو الأخوة أو المدرسين والأصدقاء وفي وجود هذا الدعم البديل يتخطى البعض الأزمة بسلام مكتفين بشيء من المساندة ليتجاوزا انكسارهم وذكريات الماضي وآثارها ويعززوا ثقتهم بأنفسهم ويتفهموا ويعذروا ضعف وجهل وطرق معاملة الأهل.
يحتاج ضحايا الإساءة لتعلم التمييز بين أفكارهم وأفعالهم فغالبا ما تتكون لديهم مشاعر كره نحو المسيء لا يستطيعون منعها -لأنها طبيعية- ولا يستطيعون التعبير عنها لأنها مرفوضة بقيم المجتمع فتكون النتيجة كبتها أو تحويلها نحو الذات وهي فئة من الضحايا تحتاج لمساعدة أعمق.
تأتي أول خطوة في معالجتك بالتخلص من الذكريات الأليمة في طفولتك ومراهقتك فالماضي قد مضى فلماذا الاحتفاظ بألمه؟ ولأن لا أحد يعيش بلا ذكريات يجب عليك التركيز على الإيجابي منها كما ذكرت في سطورك أن السنوات السبعة الأولى من حياتك في المدينة كانت من أسعد سنوات عمرك ولاحظي أنها نفس الفترة التي كنت تتعرضين فيها لقسوة أمك. اجلسي مع نفسك واكتبي الجوانب السعيدة في حياتك بما فيها مصادفتك لمعلمة الدين المتميزة. مثل أنك لم تعودي طفلة ضعيفة بل إنسانة ناضجة عاملة قادرة على التغيير إن شاءت.
تكتسب الحياة لون النقاط التي تركزين عليها فتركيزك وعيشك في النقاط السوداء من نسيج الحياة يدفعك للاعتقاد أنه لونها الدائم وهذه ليست الحقيقة. فتخلصي من كل التفاصيل المؤلمة التي تحتفظين بيها وتحتاج كما تقولين لسنين لقراءتها.
تشعرين بحاجتك لمعالجة نفسية فماذا يمنعك عن طلبها؟ أنت في عمر يمكنك من اتخاذ القرار وكونك تعملين يمكنك أيضا من دفع النفقات ولكن ابحثي عن معالجة مثالية تعتمد المنهجية المعرفية وتستعين بالدواء حسبما يرى الطبيب من درجة تأثر أدائك باكتئابك.
واقرئي على مجانين:
وحيدة ومكتئبة... مراجعة الطبيب فورا
اكتئاب وعادة سرية ودراسات عليا!
ويتبع>>>>>>: مشاكل داخلة في بعضها مشاركة