السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا بعاني من حالة تفكير بكثرة في الموت، وهذه الحالة مؤثرة على حياتي بشكل سلبي جداً لأني معدتش عارف طريق لمعنى السعادة في حياتي، معدتش عارف أنام ولا عدت عارف آكل... بصراحة أنا حاسس أن أنا مشلول التفكير، أنا خايف أن الموت يجيني بغتة أتذكر العذاب ومعرفش أنام لمدة 3 أيام أو أكثر.
أنا مش عارف أعمل إيه، بالله عليكم انصحوني أعمل إيه، أنا اتغيرت مرة واحدة بس بشكل سلبي جداً عندما يأتيني كثرة التفكير في الموت أول حاجة أخاف وأبقى قلقان على طووول، للعلم هذه الحالة بقى لها 3 شهور.
أنا مش عارف هل في تحسن ولا خلاص هقضي بقيت حياتي على طوول كده؟، وهل الموضوع ده له علاج؟
وهل الهواجس وهل الوسواس مني أنا ولا من الشيطان؟ وهل له طريقة علاج أيضاً؟
أنا بجد مش عارف أضحك ولا عارف أبقى سعيد، بالله عليكم قولوا لي أعمل إيه أنا خايف قوي وحزين جداً، انصحوني
وجزاكم الله كل خير.
16/12/2007
رد المستشار
أخي "كريم".. إن ما تشعر به من كثرة التفكير بالموت, من القلق والخوف والوساوس التي تنتابك من جراء ذلك
والقلق حالة نفسية تتصف بالخوف والتوتر، وكثرة التوقعات، وينجم القلق عن الخوف من المستقبل، أو توقع لشيء ما، أو عن صراع في داخل النفس بين النوازع والنوازع التي تحول دون تلك النوازع النفسية.
والقلق أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا، فهو يصيب 11 – 15% من الناس، ويزداد حدوثه في الفترات الانتقالية من العمر، كالانتقال من مرحلة البيت إلى المدرسة، أو من مرحلة الطفولة إلى المراهقة، وعند الانتقال إلى سن الشباب والشيخوخة والتقاعد، أما الخوف فيستثار بسبب وجود خطر خارجي يدركه الفرد، ذلك أن التوقع متعلق بالاستقبال وهو تعلق بمجهول يوقع الإنسان فريسة للخيال والشك، وهما ظرفان ملائمان لنمو الخوف، لذلك كانت المفاجأة من أخطر الأسباب الإثارة للخوف الكامن.
فالخوف يستثار بسبب وجود خطر خارجي يدركه الفرد وهو حالة فطرية، ذلك أن التوقع متعلق بالاستقبال وهو تعلق. بمجهول يوقع الإنسان فريسة للخيال والتشكك بالأمور، وهما ظرفان ملائمان لنمو الخوف، لذلك كانت المفاجأة من أخطر الأسباب الإثارة للخوف الكامن أسباب الخوف من الموت:
إذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية:
1- غموض حقيقة موت الإنسان.
2- الشعور بالخطيئة من الذنوب وتحلل الجسد.
3- الافتراق عن الأحبة.ولعلاجه هناك: أن التوصل إلى تخليص الحالة من الخوف نهائيا أمر مستحيل لأن الخوف -كما سبق توضيحه- أمر فطري، لهذا كان القصد من العلاج إنما التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية.
أخي كريم اسأل نفسك يوماً هل الموت من لوازم الحياة البشرية؟ أو هل يمكن التخلص منه؟
والجواب واضح بالطبع، إذ ليس من إنسان عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا، وضريبة على كل إنسان حي.
حقيقة إن ما تعانيه يشتمل على نوعين من المخاوف هما خاصة وعامة والمخاوف الخاصة تتمركز حول الموت وقضية الموت، والمخاوف مثل الذي تعاني منه مرتبطة أيضاً بدرجة بسيطة جداً من الوساوس لم تصل إلى مرحلة القهرية، وهنالك أيضاً شيء قليل من القلق.
أيها الأخ أنت لديك والحمد لله الكثير من الإيجابيات في حياتك، فأنت جامعي أمامك مستقبل وتكوين عائلة تذكر هذا لأن ذلك يحسن من صحة الإنسان النفسية.
الشيء الثاني هو أنه من الضروري جداً أن تعرف أن المخاوف هذه لا قيمة لها، ويجب أن تحقر ويجب أن لا تعطى أي أهمية وأنا على يقين إن شاء الله أنك أيضاً حريص في أمر دينك لأنه بذكر الله تطمئن القلوب، هذا أيضاً جانب أرجو أن تعيره اهتماماً.
الأمر الثالث هو أنك قطعاً في حاجة إلى الأدوية، وهنالك أدوية فعالة لعلاج مثل هذه المخاوف، ويجب أن تأخذ بإشراف طبيب نفسي.
مع تمنياتي لك بالنجاح في حياتك....واقرأ على مجانين:
الأفكار السلبية.. منظومة الاضطراب والقلق
تذكري القمر واعدلي السرير: خلطة القلق
دوامة من الجحيم: خلطة العصاب
خلطة القلق بالوسوسة والرهاب
في دوامة القلق: متعممٌ أم نُوَبي؟
وليد ووسواس الموت
الخوف من الموت: بين الطبيعي والمرض
وسواس الموت