نموذج انهيار الأسر م
سيدي بعثت لك في استشارة آية نموذج لانهيار الأسرة آسفة لتشتت أفكاري.
أتدري أنني فرحت عندما قلت لي أنك تفكر في منذ أكثر من أسبوع ولا أدري لماذا أريد أن أوضح استشارتي أكثر.
طفولتي: كنت أشعر بأني طفلة متبناة ولست ابنتهم الحقيقية ربما بسبب الإهمال الذي عانيته فقد كان أبي وأمي في شجار مستمر وأنا كنت أصغر واحدة فلم أجد من يحبني ويرعاني.
الأب: قاسي كالصخر لا أذكر سوى إحراجه لي أمام صديقاتي والصراخ علي أمامهم، لم أجد منه العطف ولا الحب في يوم من الأيام. أغار جداً من صديقاتي عندما أرى آباءهم وأرى مدى حبهم لهم وحنانهم على بناتهم أتمنى لو لدي أب مثلهم ولكن الحمد لله على كل شيء.
بالنسبة لإخوتي: فأخ واحد ولا أعتبره أخ، فأنا أمقته جداً، هو من سبب لي الأذى وكان يتحرش بي من سن 4 سنوات إلى 14 تقريباً، وأثناء تلك الفترة كنت أقطع شعري وما زلت إلى الآن. أما إخوتي الآخرين فعلاقتي معهم جيدة باستثناء عندما يغيظونني ويستهزئون بي على سبيل المزاح ولكن ليس معي ولكن مزاح علي، ربما يشعرون بأنه من حقهم لأنني أصغر منهم.
والدتي: أشعر بأنها حماتي، دائماً تنتقدني ولا تتحدث معي بأشياء تخصني حتى الدورة وأشياء تخص الفتيات بل أعملها بطريقتي الخاصة وليس منها، ونحن لا نخرج معاً أبداً وأصلاً لا أحب الخروج معها فعندما كنت صغيرة كل مرة نخرج فيها تتحدث عن مشاكلها مع أبي حتى سئمت الخروج معها، وعندما أريد أن أشتري شيئاً من السوق أخرج لوحدي أو مع صديقاتي مع أنني أحسد صديقاتي عندما يقلن أنهن يخرجن مع أمهاتهن.
المشكلة أنه بالرغم من قسوة الحياة علي فأنا لم أتعلم القسوة بل أنني بريئة جداً والكل يقول لي هذا حتى أنني أكلم شاب على النت ويقول لي أنني طفلته الصغيرة وأنا أفرح جداً بذلك وأكون سعيدة جداً عندما أناديه أبي بالرغم من علمي بسخافة الموضوع.
أنا أريد أن أكون قوية ولا أدري كيف أريد أن أتجاوز مشاعر الطفولة ورغبتي بأب يحتضنني ويقبلني، أريد أن أتجاوز حاجتي لحنان الآخرين، أريد أن أنضج وأتصرف كالكبار. أنا أحب أن أتزوج ولكنني لا أتخيل نفسي أني سأتصرف كامرأة بل أنني سأكون طفلة صغيرة بيدي زوجي.
لا أدري إن كانت أفكاري مرتبة أم لا ولكني حاولت.
وشكرا لكم
16/12/2007
رد المستشار
بعد إرسال المتابعة للدكتور مصطفى كان هذا هو رده:
وبعدين معاكم؛ هو أنا ناقص وجع قلب؟!، ماذا تريدني أن أقول "لآية" ولم أقله في رسالتي السابقة؟!، ألم تقرأ المقدمة التي كتبتها في رسالتي السابقة؟!؛ وهذا نصها: "قرأت رسالتك أكثر من مرة، وانتابتني مشاعر مختلفة في كل مرة أقرأ فيها رسالتك، ثم قمت بعد ذلك بعمل بعض التصحيح في متنها اللغوي، وكنت أنوي إعادتها لأخي الدكتور وائل، وهذا يحدث مني أحيانا عندما أحس بغضب نحو كاتب أو كاتبة الاستشارة، ولكن في رسالتك شعرت نحوك بشفقة كبيرة وحزن وأسى على أحوال بعض الأسر في أمتنا الواحدة، حقيقة يا ابنتي لا أدري كيف أساعدك، وكيف أدلك على من يواسيك ويمسح دمعتك؟".
وأنا أسألك يا دكتور وائل: دلني على ماذا أكتبه لها؟!، لقد وجهتها للبحث عن قدوة صالحة بعيدا عن والديها وإخوانها، ووجهتها أيضا للتوجه لأقرب طبيب أو طبيبة نفسية، مع تجنب موضوع الشات هذا وبالذات مع كل من هب ودب، فلقد نشف ريقك وريق غيرك من المستشارين في الكتابة عنه، وعن مدى خطورته، وأنا من هؤلاء المستشارين!.
يعني أنت تريد مني أن أموت حزنا وكمدا على أحوال بعض الأسر العربية؟! من أمثال أفراد تلك الأسرة!
على رأي المثل: "كفاية من طشت هذا الهم والغم مغرفة"، ولا أنت تريد من باب استشارات مجانين أن يكون مسرحا مفتوحا للبؤساء والضائعين من البشر؟!؛ أظن لو أن فيكتور هوجو "الكاتب الفرنسي الشهير صاحب البؤساء" خرج من قبره وقرأ مثل هذه الاستشارات لابيض شعره وانفطر قلبه ولمات كمدا وحزنا على من يعانون من مثل هذه الفواجع البشرية!.
سيدي العزيز؛ لو لديك أو لدى غيرك من المستشارين كلام يفيد هذه الفتاة أكثر من الذي قلته لها فاكتبه، ولكم عليَّ أن أنحني شاكراَ، وأن أرفع القبعة تقديرا واحتراما؛ لأن كل ما يهمني هو مصلحتها وإفادتها وتحسن أحوالها ولو كان ذلك على يدِ غيري، وانشر ردي هذا إن أردت؛ بشرط أن يكون فيه منفعة لآية، الرحمة الرحمة؛ فأنا بشر لديه مدى للتحمل.
أخوك
أ.د مصطفى السعدني
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي أعانك الله يا أخي على مجانين وما تعكسه حكايات أولادنا وبناتنا وغيرهم... من عذابات مجتمعات ضيعت قديمها ولم تفلح في الإمساك بجديد بعد وها هي تترنح ونحن شهود.... أعاننا الله جميعا على ما نشهد من فواجع بشرية.... آسف يا دكتور مصطفى صحيح أن ابنتنا آية لم تقدم جديدا.... وكان المنتظرُ منها أن تفعل.... وما تزال مجانين تنتظر منها متابعة تبين أنها بدأت العمل وكلنا يدعو لها وإن شاء الله لها من دعواتنا نصيب.
ويتبع>>>>>>>: نموذج لانهيار الأسر مشاركة