- أختي تبلغ من العمر 11 سنة وتدرس في الطور الابتدائي تعرضت لمشكلة فقدان الرغبة في الدراسة، وبدأت هذه الحالة تظهر بعد تعرضها لمشكلة مع أحد زملائها الذكور في المدرسة حيث جرت مشاجرات بينهما وكان زميلها يهددها دومًا بالضرب والسب والشتم.
- وتكررت شكوتها للأسرة مع محاولة هذه الأخيرة الدفاع عن الفتات بكل الطرق فذهب والدها إلى المدرسة وشكي المشكلة إلى المدير وتدخلت والدة المعتدي وهددت ابنها بالضرب لو تعرض للفتات مجددا، ولكن بعد أيام واصلت الفتات شكوتها فذهب أخوها الكبير وهدد بضرب الفتى المعتدي مما أدى إلى زيارة والده وطلبه السماح والاعتذار مؤكدًا أنه أرغم ابنه وعاقبه وأنه لن يتعرض سبيل الفتاة مجددًا.
- لكن رغم ذلك أصبحت الفتاة تحاول عدم الذهاب إلى المدرسة مخترعة الأسباب الذرائع وكانت مشكلتها هذه المرة أن مُدرسة اللغة الفرنسية تقوم بضربها ومعاقبتها بقسوة عندما ترتكب الأخطاء في التمارين، وأصرت الفتاة على الذهاب إلى المدرسة مجددا، إلا إذا تم تغيير مكان الدراسة إلى مدرسة جديدة، وفعلا وقف الوالد على رغبة ابنته وقام بتغيير مكان الدراسة إلى مدرسة جديدة، ولكن مع الأسف لم تعد تلك الفتاة بل زادت حالتها سوأ وأصرت على عدم الذهاب نهائيا إلى المدرسة والمكوث في المنزل.
- للإشارة فقط لقد صاحبت مشكلة بعض الفتات بعض التغيرات في حياتها مثل: زواج أختها الكبرى ورحيلها عن المنزل بالإضافة إلى تغييرا لمدرسة التي كانت تدرسها سابقًا من بداية تعليمها أي السنة الأولى إلى غاية السنة 5 التي هي فيها ثم تغييرها بمعلمة جديدة.
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ يسعدني مساعدتك...........
يتضح من المعلومات السابقة أن البنت تعانى من خوف مرضي من الذهاب للمدرسة School Phobia وقد تولد ذلك نتيجة لارتباط المدرسة بالخبرة المؤلمة التي مرت بها البنت مؤخرا من الإهانة (السب-الضرب) على يد أحد أقرانها، وهذه الحالة وإن بدت في نظر الراشدين لا تستحق أن تنقطع الطفلة عن المدرسة إلا أننا نجد ذلك طبيعيا جدا في ضوء المعاناة التي مرت بها الطفلة وأثر ذلك على حالتها النفسية ويحتاج منا نحن الكبار لإعادة النظر بشيء من الروية:
عندما يتعرض الطفل للإساءة اللفظية أو الجسدية بصورة متكررة يشعر من خلالها أنه غير قادر على رد الإساءة عنه يولد ذلك بداخله مشاعر بالدونية والخزي ولأن ما يحزن الطفل لا يحزن الراشد تمر كثير من خبرات الطفل المؤذية دون أهمية بالغة وما حدث لأختك هو إساءة لفظية وجسدية حتى وإن كانت من أحد أقرانها الصبيان إلا أنها نالت منها نفسيا بدليل عدم عزوفها عن المدرسة إلا بعد تلك الحادثة.
وليس شرطا أن تكون البنت في جو من المشاكل الأسرية أو المادية لكي يحدث ذلك بل يكفي أن تتصف بالإحساس المرهف الذي يميز كثيرات مثلها. فأخبرني هل هي كذلك؟ وهل تفضل اللعب مع الأطفال أم تفضل الجلوس بمفردها؟ وعند اللعب هل تصبح قائدة للمجموعة أم تابعة؟
أخبرنا أكثر عنها لأن ذلك يعطينا فكرة عن سماتها. ولا تغفل دور اختفاء الأخت الكبرى من حياتها في هذا التوقيت مما يضيف إلى إحساسها بالقلق وعدم الأمان. وإليك بعض الحلول البسيطة التي من الممكن أن تفيد في حالتها:
* حاول طمأنتها بالنسبة للمدرسة الجديدة واعمل على خلق أصدقاء جدد لها بالمدرسة (ممكن أن تأخذ معها حلوى للصف مثلا في أول يوم).
* اذهب معها في أول الأيام للمدرسة وقلل تدريجيا من تواجدك بعد ذلك.
* عزز دائما سلوكها المطيع: إذا استطاعت الذهاب للمدرسة تكافئها.
* أعطها وقتها ولا تفقد أعصابك أو تلجأ للعنف لأن ذلك سيزيد الطين بلة.
* دائما شجعها وزد من ثقتها بنفسها حتى أنك من الممكن أن تسألها رأيها في بعض الأمور البسيطة كالذهاب في نزهة مثلا.
وإن استمرت في تجنبها للمدرسة أنصح بعرضها على طبيب نفس أطفال للمساعدة في تعافيها وأخبرنا عنها لنطمئن عليها.