حتى في الماجستير... مشاركة مستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أنا صاحبة المشكلة "حتى في الماجستير أحب أستاذي" أولا أشكر كل من قام بالرد والمشاركة. آسفة إن لم يكن هذا هو الطريق الصحيح للإرسال, ولكن يصعب علي الإرسال في الوقت الآخر.
لقد كان هدفي الأول من الاستشارة هو كيف أتعامل مع شخص يتصرف بكل هذا التناقض الواضح للجميع؟ عندما أرسلت المشكلة كانت حالتي النفسية صعبة جدا. فقررت أن أبتعد عن هذا الجو المشحون,
فقررت ترك مجال العمل في التدريس وقررت أن أعمل في شركة, وحدثته عن هذا الأمر، أني أقول ذلك ليرى أني غير مهتمة, لأنه من غير المتوقع أن أترك العمل في الجامعة السهل المريح لأعمل في شركة بدوام كامل ومجهد وبأقل من نصف راتب الجامعة و مدينة بعيدة 85 كم عن مدينتي -لأن مدينتي ليس بها شركات متخصصة بالبرمجة- علما أنه يسكن في المدينة البعيدة ويأتي إلى الجامعة كل يوم لذلك أرشدني لشركة يعمل فيها صديقه كمدير تنفيذي وعندما ذهبت للمقابلة انصدم وشعر أني جادة, فحاول أن يثنيني عن الذهاب وطلب من صديقه تأجيل عملي لديهم لشهر إضافي (نهاية 6 وبداية الفصل الصيفي) بحجة أنه علي أن أكمل كل ألأبحاث المتبقية وعددها 2 غير المنتهي والذي لم يرسله حتى اليوم!!!
حاول كثيرا أن يثنيني عن الذهاب حتى إنه لو بدأ الفصل الصيفي لما تمكنت من ترك الجامعة, ولكني زدت إصرارا, وذهبت للشركة قبل 3 أسابيع من الموعد وقد رحبوا بي.
كانت الأيام الأولى صعبة جدا كما أنه لم يرسل لي أي رسالة في أول أسبوع. ولكن بعد ذلك كان يرسل لي رسائل كثيرة يوميا بسبب وبلا سبب, وقد تغير أسلوبه, فقد أصبح لطيفا جدا ولم يكن متحفظا وكنت مستمرة في عملي معه كالسابق بل وأفضل.
في نهاية الشهر أخبرته أني قادمة للجامعة خلال أيام, وقد تزامن ذلك مع بداية الفصل. كيف يجب أن يقابلني؟ لم يعاملني يوما أسوأ من معاملته لي في ذلك اليوم, كان يتحدث وكأنه هناك ثأرا بيننا وأني فعلت جريمة لم يفعلها أحد قبلي. حتى أنه يبدو عليه أنه لا يريد أن يراني وكأنه يقول لماذا أتيت؟. كيف انقلب في يوم وليلة؟ ماذا حدث؟ شعرت بإهانة كبيرة, حتى أمي التي كانت تشجعني على السماح وأن لا ألتفت لقلة عقله, قالت أنه علي أن أقاطعه وهذه إهانة كبيرة وبلا سبب. حتى الطلبة الذين لم يكونوا جيدين معه ولا يحب العمل معهم كان يعاملهم باحترام.
كنت أرى انقلاب أحواله ولكن ليس بهذا الشكل.. في اليوم التالي أرسل لي رسالة يذكرني بشيء لم يكن لها داعي, ولم أرد. بعد أسبوعين أرسل يسألني إلى أين وصلت وكأن كل شيء طبيعي, ولم أرد. بعدها بأسبوع أرسل يسألني عن شيء بإمكانه الحصول عليه بطريقة أخرى, وأيضا لم أرد. فقط هذا ما أرسله لي بعد المشكلة. ليست عادته, لأنه إذا أرسل لي أي رسالة و لم أرد عليه مباشرة, ينهال علي بالرسائل حتى أرد. وكان آخر ما وصلني منه قبل شهرين, لم أستطع أن أكتب ولا كلمة في البحث.
مع بداية رمضان (وكل عام وأنتم بخير) شجعتني أمي على أن أسامحه وأكمل ما علي من أبحاث وفعلا أنهيت جزءا من البحث وأرسلته قبل أسبوع, اعتذرت عن تأخري لانشغالي بالبحث عن سكن وسألته إن كان قد أرسل البحث الأول (المنتهي قبل 4 شهور!!) ولكنه حتى الآن لم يرد...
عرفت أنه انتقل إلى الجامعة التي في المدينة التي أعمل وأسكن بها (والتي هي مدينته), هل يمكن أن يرد؟ ألا يريد إكمال الأبحاث؟ من غضبي قمت بإرسال البحث الأول لإحدى المجلات وأنا بانتظار الرد. لا أدري ما علي فعله؟ لماذا يعاملني بهذا الشكل, وقد كان كل الأساتذة يحسدونه علي, فكلهم يتمنون أن يعملوا مع طلاب يحبون المجال البحثي.
شكرا لكم
30/9/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
يصر عقلي أني أجبتك على هذه المتابعة ولكني لا أجدها فسامحيني على تأخيري وتقبلي شكري لمتابعتك لنا ليس لأن لدي ما أضيفه لكلامي السابق بل لتكسبي من معاناتك أجرا حسنا إن شاء الله حين تشاركين الآخرين تجربتك عل غيرك يهتدي بها.
هنيئا لك على هذه الأم الرائعة المتفهمة والداعمة وأعانك الله على برها, عزيزتي لم تكن الأبحاث يوما لديه سوى حجة يجذبك بها ويبرر لنفسه وللآخرين قبلك تواصله معك وليست هي بيت القصيد بل أنت ومشاعره التي لا يستطيع أن يقاومها ولا أن يتبعها وهو لا يعنيني إن عاش كما تقول أحدى الأغنيات لا أستطيع العيش معك ولا أتحمل الحياة دونك وإن كانت تصف فعلا ما يفعله بحياتك.
توقفي عن محاولة تفسير سلوكه فهو كضوء الشمس الساطع تخفضين عينك في مواجهته لأنه ليس ما تريدين رؤيته ويؤلمك ولكنك تستحقين ما هو أفضل من هذا في الحياة, تستحقين من يبادلك مشاعر الود والتفهم والإقبال والحرص على أيام عمرك.
تنكرين على نفسك سلوكه اللاهي لمكانته العلمية من ناحية ورغباتك من ناحية أخرى ولكنك منحته أكثر من فرصة ليتشجع وقمت بالكثير من محاولات الحث من كر وفر في معركة ترين أنت من جانبك أنها تستحق المجهود ولي في ذلك رأي آخر فمن يستغل وظيفته لأغراض شخصية غير جدير بأن يكون هدف, وكي أتجنب كثير من سوء الظن سأقول دعيه يشفى براحته وطريقته من اضطراباته الشخصية وعيشي حياتك وابدئي بإزاحته من اهتماماتك وانزعي عنه ما ألبسته من خلع الكرامة والتميز لأنه غير جدير بها, واقطعي كل ما يصلك به حتى وإن كان البحث العلمي فالبحث والعلم ليس مقصورا عليه.
أدعو الله أن يكون عوضك بمن يستحقك ويسر لك أمر النسيان بخبرات أكثر سعادة في الحياة وتتابعينا بها, واقرئي تفيد بايه يا ندم وغيرها لتري كيف أن الله كريم يعوض من بغي عليه إن توكل على الله.