عاشق المردان مشاركة1
لماذا لا تنشرون المشاركات؟؟؟؟؟
عزيزي د. محمد المهدي: كم أحب ردودك الخاصة بالمشاكل، خصوصا تلك المتعلقة بالشذوذ الجنسي، ولولا بعد المسافة لوجدتني –حتما- أحد مرضاك دون أدني شك. لكن للأسف، ردك هذه المرة كان مخيبا للأمل كثيرا... بل كثيرا جدا.
قبل أن أبدأ بالتعليق عما أثار حفيظتي في ردك، دعني أستعرض جانبا صغيرا جدا من مشكلتي وهو نفسه ما يتعلق بما يفعله أمثال "عاشق المردان"، ألا وهو الآثار التي نجمت عن تحرش مرتين في الصغر في عمر 7 أو 8 سنوات... وهو عمر مبكر للغاية:
أحيانا أجلس أتأمل شريط حياتي القصيرة لا أجد الا:
طفلا عاني من الاعتداءات الجنسية المختلفة وتلذذ بها بل وطلبها طالبا عرف الشذوذ ولم يستطع مقاومة الإغراء الشيطاني.
زوجا فاشلا لا يستطيع إشباع زوجتة جنسيا أو معنويا.
شابا محطما ممتليء بمشاعر الغضب الساكنة والثورة المستكينة والدونية والخزي.
نفسية ممتلئة بالخجل وانعدام الثقة بالنفس والحزن وحب الوحدة والعزلة التامة.
كراهية شديدة للحياة وتفضيل الموت عليها.
عقلا ممتلئا بكآبة دائمة وتفكير دائم.
حالة من "اللا بهجة" تسود كل شيء حتى يوم الخطبة ويوم عقد القران ويوم الزفاف. لم يعد شيئا يحمل تلك البهجة التي كنت يوما مشهورا بها بين زملائي في الجامعة.
أما مؤخرا فقد كنت على سفر ومارست العادة السرية مع أحد الأشخاص وأصابني بعدها رهاب الإيدز لفترة ليست بالقصيرة (حيث أصاب السائل المنوي العضو التناسلي)، حتى تجاوزت المحنة المروعة... الحمد لله.
لا أسعى لجمع الشفقة والدموع من تلكم الكلمات، أنا من طلبت المتعة المحرمة وأنا من ذهبت إليها بقدمي هاتين والله على ما أقول شهيد. أملي في ربي كبير أن يغفر لي ويرحمني ويعفو عني.... آمين.
أسأل نفسي لم أصبحت هكذا؟ أو ماذا حدث لي؟ أو ما السبب؟
فلا أجد إلا سببا واحداً: ما فعله ذلك اللعين
وثم تجيبني بأن "أتسامح" معه... كيف بالله عليك؟ كيف؟؟؟؟؟؟؟
كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لن أبالغ إذا قلت أن ردك هذا كان مستفزا للغاية حتى أنه أبكاني وقض مضجعي وجعلني أفكر في معايير الصواب والخطأ التي يحتكم إليها الناس. وحزنت لأنني لم أرتكب في حق ذلك الشاب شيئا ليفعل بي ما فعل. ولا أدعي البراءة، لكن ما يدمي قلبي حقاً أنني كنت أذهب إليهما وكنت أطلب منهما كل شيء، بل إنني –عفوا- كنت أتلذذ بما أفعل معهم...طفل في السابعة "يتلذذ" بالشذوذ بل ويعتقد كالبلهاء أن زواج الشواذ طبيعيا بسبب هؤلاء الأوغاد.... ثم تطلب مني أن أسامح بل وتجزم أن "التسامح يفيدك أنت شخصيا فهو يمحو كرة من اللهب تحرق قلبك طول الوقت، وأنت حين تتسامح تتخلص من هذه الكرة المشتعلة".
أعلم ولكن في ذهني صورا معينة، برجاء مساعدتي في تبريرها:
*صورة طفل صغير شب على الشذوذ، ثم كانت الصاعقة عندما علم بحرمانية ما يفعل وكبت رغباته بكل ما يستطيع
*صورة شاب متزوج لا يرغب بالجنس، يبيت في فراشه بجوار زوجته مهانا مخزيا
*صورة شاب لا يستطيع أن يكون في مصاف الرجال كما ينبغي ولا يستطيع كذلك أن يستعيد أيام الطفولة البائسة
*صورة شاب تحمل عذابات كبت الرغبة رضوخا لأوامر خالقه، ولم يستطع أن يبدي الرغبة الطبيعية كباقي البشر
*صورة شاب (العاشق الجاني) وقد أصبح شديد التدين وإماما لمسجد وقد تغير كثيرا (إلى الأفضل) عن سابق عهده
أتعلم، بين كل من أساءوا إليّ في طفولتي البائسة أجد "عاشقا المردان" الأشد استحقاقا للعقاب وعدم الرحمة. أنا في عجب لأنني لم أعتد القسوة علي أحد بهذا الشكل. لا أريد الانتقام لأنه سيزيدني شقاءاً، لكن لا أستطيع التسامح وحسب. أسامح الجميع.... إلااااااااااااااااا هؤلاء! أريد والله أريد.... لكن لا أستطيع!!!
بالتأكيد ليس فشل الشواذ في الزواج هو القاعدة بل الاستثناء. لكن لأسباب عديدة من أهمها "عاشق المردان" سيكون سبب الفشل بكل تأكيد. وقد قرأت روابط عدة لتجارب مشرقة من أناس استطاعوا التغلب على هذا الابتلاء الشديد الصعوبة، لكن للأسف لم أستطع قهر شهوتي حتى الآن.
د. وائل أبو هندي؛
بالتأكيد أن هناك اختلافا كبيرا بيني وبين صاحب الحالة. – بمناسبة اختلاف الحالات واقتراح عمل باب للشذوذ الجنسي للحالات المختلفة، فأنا ضد هذا الاقتراح وذلك لوجود حالة فريدة من الخصوصية الشديدة لكل حالة عن الأخرى مما يجعل الإحالة الوحيدة تكون لبرنامج العلاج الخاص بالمرض، أما النتائج والآثار المترتبة والظروف وغيرها فتختلف اختلافا شديدا بين كل حالة وأخرى.
المهم، كي لا أطيل، ودون مقدمات، ذهبت للطبيب النفسي بعد أن أدركت أنني بحاجة إليه. الطبيب الأول كبير السن، مخضرم ومشهور ويبدو ذلك من ازدحام العيادة الشديد. ذهبت إلي العيادة الكبيرة والمزدحمة حتى أن التمرجي لم يرد أن يدخلني الا الأسبوع الذي يليه، لولا أنني ألححت في الطلب، فأدخلني.
دلفت إلي غرفة الكشف وكان الطبيب دائم النظر إلى ساعته في المحمول الحديث جدا. قلت له كل ما أستطيع لكنني لم أسترح له، فلم أستطع أن أخبره كل شيء. واستغرق الكشف دقائق معدودات، خط بعدها ورقة العلاج و........ فقط. لم "أفضفض" له كما كنت متوقعا. لم أسترح بعد الكشف وذهبت للمنزل وأنا لا أدري ماذا حدث ولماذا لم يتحدث إليّ الطبيب، بالرغم من أن هذا هو ما كنت حقا أحتاج إليه.
فقلت "يمكن الدكتور ده معندوش وقت ومستعجل"، فقررت أن أذهب الي طبيب آخر، أحد الأسماء اللامعة، فدلفت إلى حجرة الكشف، ويبدو أنه كان مشغولا بالفعل، فبالرغم من أن الكشف كله استغرق تلك الدقائق المعدودة، إلا أن رنين الهاتف المحمول لم يتوقف وقاطعتني مكالمتان أو ثلاث تقريبا. المهم، نفس الشيء حدث، سألني وأجبت وقلت (ليس كل شيء)، لكنني قلت كثيرا له، وقام هو بكتابة الأدوية الكيميائية وطلب مني استشارة بعد أسبوعين. وهذا كل شيء. كذلك لم يتحدث إلي. والله كنت أحتاج لأن أتحدث مع شخص ما، لكن.... لم يحدث!
سؤالي:
هل هذا هو الطبيعي؟ أم أن ما حدث في العيادتين شيء غير عادي؟
هل يجب أن أطلب من الطبيب أنني أريد أن أتحدث؟
هل لابد أن العلاج الكيميائي؟ فأنا لا أقتنع به وأحاول تجنبه دائما.
وشكرا
4/6/2007
رد المستشار
أخي العزيز.......
من حقك أن يستمع إليك الطبيب وأن يحدثك وتحدثه، وربما يحتاج هذا لعدة جلسات يحدث خلالها عمليات تنفيس وفضفضة موجهة تليها عمليات لإعادة ترتيب الجهاز النفسي بشكل أكثر مواءمة للحياة الطبيعية، ثم متابعة لتنفيذ بعض الواجبات المنزلية والتوجيهات العلاجية، وهذا باختصار هو لب العلاج النفسي المعرفي.
النقطة الثانية وهي مختصة برفضك لفكرة التسامح مع الآخرين الذين تمت معهم خبرات الجنسية المثلية حيث مازلت تحمل في نفسك مشاعر سلبية هائلة تجاههم مع رغبة شديدة فى الانتقام منهم (هكذا فهمت)، فإنني أرى أن هذه المشاعر تؤذيك أنت أكثر مما تؤذيهم، فهي في النهاية لم تتحول إلى فعل تجاههم بأي شكل من الأشكال، وبالتالي فهي لا تؤذي غيرك أنت بوجودها في داخلك، وليس شرطا أن تسامحهم إذا كنت غير قادر على ذلك، أو كنت ترى أن التسامح هنا في غير محله حيث لا يستحقه هؤلاء الجناة، ولكن على الأقل تحاول تجاوز هذه الفترة من حياتك وتقلب الصفحة وتعيش الحاضر، فالحاضر هنا أولى بالرعاية من الماضي.
ومن الممكن أن يكون تشبثك بإسقاط كل مشاعرك العدوانية نحوهم هو نوعا من الهروب من مواجهة مسئوليتك الشخصية عما حدث، حيث أنه من السهل على الإنسان أن يكره الآخرين ويوجه نحوهم كل غضبه، ولكن من الصعب أن يفعل ذلك مع نفسه. وعموما ليس الحل الأمثل أن توجه غضبك وعدوانك نحو الآخرين أو نحو نفسك، ولكن أن تعيش اللحظة الحاضرة بفكر أنقى ومشاعر أرقى وسلوكيات أنضج، عندئذ فقط ستشعر أنك أفضل في علاقتك بزوجتك وعلاقتك بنفسك وعلاقتك بالناس وعلاقتك بالله، وكأنك تعبر جسرا من أرض سوء إلى أرض خير، من منطقة ملبدة بالغيوم والدخان إلى منطقة صافية ذات سماء صحو، عندئذ تتغير تخيلاتك وتتغير الصور الواقعة على حواسك والأصوات الواصلة لأذنك والإحساسات الواقعة على جلدك، فأنت في مجال جديد ذو إدراكات جديدة وتعمل ببرنامج جديد.
قد تقول لي إن هذا خيال وأوهام من شخص لم يكتو بنار التجربة القاسية، ولكني أقول لك إن هذا هو المخرج الواقعي لما أنت فيه، فأنت تعيش في حالة تثبيت للزمن وللذكريات وتضع عينيك في مؤخرة رأسك فلا ترى إلا السنوات الماضية بكل ما تحمله من ذكريات مؤلمة، وما زلت تستعمل المدركات القديمة والبرنامج القديم وبالتالي تعيش المشاعر القديمة، وربما تكون لديك رغبة كامنة في أن تعيش هذا العذاب كنوع من التكفير عما شعرت به من لذة أثناء هذه الممارسات.
والتثبيت عند مرحلة معينة والتوقف عندها طول الوقت هو من قبيل معاكسة الفطرة التي تسعى نحو التغير والتطور طولا وعرضا وعمقا وتسعى نحو ملء اللحظة الحاضرة بأفكار ومشاعر وأفعال تنتمي لتلك اللحظة ولها القدرة على التحرر من أغلال الماضي مهما كان ثقله.
أخيرا أرجو أن تحاول وأن تكرر المحاولة وأن تلغي من قاموسك كلمات مثل: "لا أقدر" ... "لا أستطيع".