السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمي وأبى يكرهانني جدا ويحبان أخي الصغير عمره 6 سنوات ولا أحسن التكلم معهم لأني أكره أبي جدا وأتمنى أن يموت فهو لا يحب البنات، وأنا أول مولودة لا يجلب لي ملابس ولا أي حاجة ولا مصروف، وهما
دائما يقولان لي أني عقلي أصغر من عقل أخي منذ الصغر حتى اعتقدت ذلك.
ومن فترة قصيرة حدثت مشكلة بين أبي وأمي وكان يضرب أمي بقسوة وعندما حاولت الدفاع عن أمي خنقني وقال لي في المرة المقبلة هكسر رقبتك، وأنا لا أحب أبي وأمي لا تحب أبي وأبي لا يحب أمي ولكن كلنا نحب أخي الصغير وبسبب كل هذا لم أعد مثل زمان في دراستي حيث أنني لم أعد أركز مع المدرسين ومستواي قل، وبالمناسبة أنا أمي مدرسة إنجليزي وأبي مهندس زراعي أعتقد أن أنا حالتي النفسية مريضة بسبب هذا فأنا أبكي في أي وقت. أبي يهينني وجدي فأنا أكرهه؟
20/12/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة "ساري" أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، وشكرا يا بنيتي على ثقتك الغالية.... شوفي يا سكرة: واضح في سطورك الإليكترونية أن معظم أفراد عائلتك وكل أفراد أسرتك منحازون للذكور... وأنا شخصيا أكره هذا السلوك لأنه ليس من ديننا وإنما هو دخيل على ثقافتنا الإسلامية أو قولي هو من بواقي الجاهلية قبل الإسلام..... وأنت إذا كرهت ذلك فلست مذنبة ولا أنت مذنبة إذا شعرت مشاعر كره نحو جدك أو أبيك أو أمك......... أكرر لست مذنبة ما دام الأمر لا يتعدى حدود المشاعر! لأننا نحاسب على ما يصدر منا من تصرفات وليس على مشاعرنا....
ولنتذكر معا أوامر الله سبحانه في كتابه الكريم:
ففي سورة لقمان: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (لقمان:14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (لقمان:15)).
وفي سورة العنكبوت: ((وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (العنكبوت:8)).
وفي سورة الإسراء: ((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (الإسراء:23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (الإسراء:24)).
المهم هنا إنه ربنا قال تحكم في تصرفاتك لا في مشاعرك تجاههم قال ارحمهما وادعي لهما ولا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما كل هذا سلوك وفي أسوأ الأحوال صاحبهما في الدنيا معروفا وهذا أيضًا سلوك يعني لم يقل أحبهما ولكن حدد لنا كيف نتصرف معهما في كل الأحوال بغض النظر عن مشاعرنا.... هذا أول كلامي معك يا ابنتي لأقول لك ليس هناك ما يستدعي أن تشعري بالذنب إذا كرهت من أبويك أو أحدهما طريقة تفكير أو سلوكٍ ما يأتيه.
إذا وصل الأمر إلى التأثير على أدائك الدراسي فلابد يا صغيرتي من طلب المساعدة أولا من الله ثم من أقرب مشتغل بالنواحي النفسية الاجتماعية سواء كان في المدرسة أو في أيٍّ من المستشفيات الحكومية أو الجامعية أو حتى العيادات ذات الأجور الرمزية... لابد أن تتفوقي يا ساري ليعرف من قصروا في حقك أنهم قصروا ولأفخر أنا شخصيا بك.... وأعتبرك استشهادية كبيرة ضد مستوطنات الانحياز الغبي للذكر... أنا في انتظار متابعة منك بالتطورات.
واقرئي على مجانين:
استشهادية تدمر مستوطنات استبداد الوالدين
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة مشاركة
السير على حد السيف واستراتيجية ترقيق القلوب
دبلوماسية العائلة والندم حيث لا ينفع الندم
الحضن المفقود : والجماعة الاجتماعية الغائبة
لا أب ولا وطن: قلوب تنكر نبضها