أريد تفسيرا
تحيه طيبه لأصحاب الموقع.... وبعد...
في الحقيقة كنت مترددا في عرض مشكلتي عليكم لأنني بطبيعتي خجولا جدا... ولكن ما شجعني علي هذا هو أنني وجدت على موقعكم نفس المشكلة التي أريد أن أستفسر عنها في أريدها مشعرة فهل هذا حرام ؟
وتبين لي فيما بعد أن هذه مشكلة ليست مقتصرة علي وعلى الأخ السائل فقط... بل هي مشكله شائعة لدرجة أنه يوجد العديد من المواقع التي تلبي رغبات أصحاب هذه المشكلة!!! بل أن بعض النساء (الأجنبيات) يفضلن كونهن مشعرات!!!! ومن ذلك تبين لي أنها مشكله موجودة على مستوي عالمي!! وبذلك أنه من الضروري وجود تعريف علمي لذلك.... وهذا هو سؤالي:
هل لاشتهاء النساء المشعرات (الإبط والساق والمهبل و....) تعريف وتفسير نفسي؟ وما أسباب هذه الميول؟ أم أنه شيء طبيعي وهي مسألة أذواق أولا وأخيرا؟
وآسف لتكراري كلمة مشكلة عدة مرات ولكنني أراها كذلك لانعدام وجود ما أشتهيه في عالمنا العربي.. وذلك لأن المرأةَ ترى في ذلك تضحية بأنوثتها على عكس ما أراه.... وهذه مشكلة فعلا!!!!!!
وشكرا لكم
وبرجاء قبول مشكلتي وحلها.
20/11/2003
رد المستشار
الأخ السائل أهلا وسهلاً بك، وبمشكلتك، وشكرًا جزيلاً على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، نحنُ بالطبع لسنا صفحةً لإعطاء الفتوى، وبالرغم من ذلك قلنا ما نستطيع قوله في ذلك الأمر (وفي مسألة اضطرابات التفضيل الجنسي عامةً) من الناحيتين: الطبنفسية والدينية الفقهية في تلك المشكلة التي أشرت إليها، وفي ردود سابقة لنا على هذه الصفحة تحت العناوين التالية:
أريدها مشعرةً فهل هذا حرام ؟ م
الشذوذات الجنسية وما هو أهم وأعم
هي تدخن وهو يضع المكياج !
صاحبي يفضلها طويلة
وعندما وصلتنا استشارتك هذه قمنا بعرضها على أحد المتعاونين مع موقعنا من أهل الإفتاء، وسنعرضُ لك رده عليك في ختام هذا الرد، والحقيقةُ أنَّنا هنا سنردُ على مسألتين عرضتهما علينا في إفادتك، الأولى هي سؤالك:(هل لاشتهاء النساء المشعرات "الإبط والساق والمهبل و...." تعريف وتفسير نفسي؟ وما أسباب هذه الميول؟ أم أنه شيء طبيعي وهي مسألة أذواق أولا وأخيرا؟).
فهنا نقول لك أن اعتبارَ ذوقٍ ما أو ميلٍ ما فيما يتعلقُ بالموضوع الجنسي Sexual Object أمرًا طبيعيا أولا؟ لا يعتمدُ على شكل الميل أو نوعه (مع استبعاد اشتهاء نفس الجنس أو الميول المثلية فأمرها مختلف عما نقول)، بقدر ما يعتمدُ على شدة هذا الميل، وضرورته بالنسبة للشخص لكي يستطيع الأداء الجنسي بنجاح أو بصورةٍ طبيعية، فإذا كان توفر تلك الصفة في الموضوع الجنسي أمرًا لا يتعارضُ مع رغبة أو على الأقل رضا الطرف الآخر فإن ذلك الميل أو الذوق يعتبرُ ضمن الحدود الطبيعية،
وأما إذا انتفت عنه تلك الشروط فأصبحَ يسببُ عجزًا عن الأداء الجنسي في غيابه، أو خللاً في قدرة الطرف الآخر على التفاعل (والطرف الآخر هو الأنثى على الأغلب، لأن معظمَ ما يسمى الشذوذات الجنسية Paraphilias نراه في الذكور)، أو ضيقا للشخص نفسه لأنه يرى ميله أو ذوقه غير منطقي أو غير مناسب أو شاذٍ مثلا، ففي هذه الحالة تصنفُ تلك الظاهرةُ الفردية على أنها نوعٌ من أنواع الشذوذات الجنسية، أو اضطرابات التفضيل الجنسي Disorders of Sexual Preference.
وبالتالي لا يصبح هناك أي داعٍ للبحث عن الأسباب إذا كان الميل أو الذوق في حدود طبيعية، وأما في حالة كونه واصلا إلى درجة الاضطراب كما بينا، فإن النظريات التي تحاول وضع الأسباب الطبنفسية لحدوثه قد عرضناها من قبل في المشكلات التي أحلناك إليها، وأما اعتبارك للأمر أنه منتشرٌ بدليل أن هناك مواقع على الإنترنت لتلبية هذه الميول، فإن استنتاجا كهذا خطأ من الناحية العلمية، لأن مواقع الإنترنت الجنسية لا تنشأ دائما لخدمة أصحاب ميل جنسي ما بل إنها أحيانا والله أعلم تنشأ من أجل تنمية هذه الميول.
فحقيقة الأمر هي أن ما حدثَ في المجتمع الغربي من عري زائد عن الحد، واستغلال لمتعة الجنس حتى آخرها، إلى حد أن أصبح الأداء الجنسي في صورته الطبيعية غير مثير لكثيرين، كان هذا هو الدافع الأول والأخير للبحث عن الإثارة في الغرابة، لما تتحدثُ عنه في قولك: (بل أن بعض النساء "الأجنبيات" يفضلن كونهن مشعرات!!!!)، إضافةً إلى أن من الغربيات من يتبعن توجهات نسويةٍ متطرفةٍ ترفضُ أن تتزين المرأة من أجل الرجل، ويرون في تغيير هيئة جسدها بما في ذلك إزالة الشعر نوعا من الخضوع المرفوض من المرأة للرجل، أقول لك ذلك لكي تعرفَ أن البحث عن الخلفيات الفكرية لمنشئ المواقع الجنسية على الإنترنت مهم بالنسبة للمسلم الذي يجبُ أن يكونَ فطنًا.
كما أن لنا تعليقا صغيرا على قولك في تفسيرك للنساء المشعرات في سؤالك في إشارةٍ إلى مكان الشعر في أجسادهن، هذه الملاحظةُ يا أخي هي أن المَهْبِل (بفتح الميم وكسر الباء على عكس النطق الشائع)، ليس مكانا لنبوت الشعر، بل هو مكانٌ جهزه الخالق عز وجل ليكونَ طريقا لزجا لينا أملسَ لولوج قضيب الذكر، ولمرور الجنين فيما بعد إذا حدث وتم الحمل مع عكس الاتجاه بالطبع، وبالتالي فإن كونه أملسَ يصبحُ ضرورةً لعدم إحداث خدوش في جلد القضيب (وهو من أكثر مناطق الجلد حساسية)، وكذلك في جلد الوليد، ولعلك تقصد في الفرج، وكما بينا في متابعة صاحب مشكلة أريدها مشعرة فهل هذا حرام ؟، وهي المتابعة التي أحلناك إليها، فإن الشعر في منطقة الفرج في الأنثى ينبتُ في منطقة جبل العانة Mons Pubis، والتي تشكل قاعدة مثلث شعرٍ يمتدُ ذراعاه على جانبي الشفرين الكبيرين Labia Majora بحيث تقل كثافةُ الشعر كلما ابتعدنا عن جبل العانة، أي كلما اقتربنا من فتحة المهبل، ولعل حكمة الخالق في ذلك واضحة.
وأما المسألة الثانيةُ فتتعلقُ بقولك: (لانعدام وجود ما أشتهيه في عالمنا العربي.. وذلك لأن المرأةَ تري في ذلك تضحية بأنوثتها على عكس ما أراه.... وهذه مشكلة فعلا!!!!!!)، فمن قال لك يا أخي أن ليس في النساء العربيات من تفضلُ كونها مشعرةً؟! ومن قال لك أنهن يرين في ذلك تضحيةً بأنوثتهن؟ إن طريقتك في القفز إلى النتائج (أحيانا بمقدمات غير منطقية!، وأحيانا بلا مقدمات تقريبا)، هذه الطريقة تستدعي استنتاجا من جهتنا مؤداه أنك ربما تضخم الأمور دون داع فعلاً!، ثم من قال لك أن زوجتك في المستقبل سترفض تلك الرغبة منك؟ خاصةً ونحن نتحدثُ عن رغبةٍ ستكونُ مما لا يعرض على الناس غيرك، فأنت تريد شعرها الطبيعي في مناطقه الطبيعية، ولا أظنك تريدها مغطاة بالشعر كإنسان الغابة مثلا!
ولما فهمنا من إفادتك أنك تخافُ أن ترفض زوجتك ألا تزيل الشعر حسب طلبك ولأننا حسبناها سترد عليك بأن إزالة الشعر (أي الاستحداد كما ترد تسميته في كتب الفقه الإسلامي)، وأنها قد تظنُّ ذلك واجبا مثلما هو منتشر عند كثيرين أنه لابد من إزالة ذلك الشعر كل أربعين يوما على الأكثر، فقد وجدنا لزاما علينا أن نستفتي لك، وبعرض استشارتك على الأخ الأستاذ مسعود صبري من صفحة واسألوا أهل الذكر بموقع إسلام أون لاين تفضل بالرد التالي:
الأخ الفاضل: من المعلوم أن الإسلام أعطى النظافة اهتماما خاصا، فهو يريد من أبنائه أن يبدوا في أبهى حلة، وأحسن هيئة، فمن هنا وجدنا الإسلام يأمر بالوضوء للصلاة، ويجعل الوضوء على الوضوء نورا على نور، ويأمر بالاغتسال، خاصة في المناسبات العامة كالأعياد والجمع وعند السفر وغيرها.
كما اعتنى الإسلام بنظافة الجسد ظاهرا وباطنا، فسن الرسول صلى الله عليه وسلم سنن الفطرة، كالاعتناء بالشعر وتنظيف الفم والأسنان والتسوك أو استعمال معجون الأسنان، ونتف الإبط وإطلاق اللحية مع الاهتمام بنظافتها، وحلق العانة، حتى لا يصاب الإنسان بمكروه في جسده، بل ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت للقص والحلق في الإبط والعانة وغيرهما مدة لا تزيد على أربعين يوما.
على أن هذا يحمل على سبيل الاستحباب والندب، لا على سبيل الوجوب والإلزام، فمن أراد الحلق والقص فعل، ومن أراد الترك فله هذا، على ألا يكون في ذلك ضرر على بدنه، فإن ثبت طبا، أن ترك العانة والإبط دون حلق أو قص لا يترتب عليه بعض الأمراض الجلدية، فللإنسان ما يشاء في هذه الحالة، أما إن ثبت أن ترك الحلق أو التقصير يسبب ضررا، فيجب الحلق أو التقصير قبل المدة التي يتوقع فيها حدوث الضرر.
وما دمت تريد زوجتك مشعرة، فلا بأس بهذا، وإن كنت أنصحك أن يكون هذا مع الاعتناء بنظافة العانة، ويمكن أن يكون هناك نوع من التقصير لشعر العانة بعد كل فترة.
ولكنني أتساءل: كيف عرفت أنك تحتاج إلى هذه المنطقة أن تكون مشعرة، وأنك اخترت هذا على إزالة الشعر؟؟؟ أعني أنني أشم رائحة الإطلاع على ما هو مستور، وخاصة أنك غير متزوج، وأكمل الكلام معك بأنه ربما تكون هذه الرغبة عندك موجودة الآن، لأنك نظرت إلى مثل هذا، فأعجبك، وربما تختلف الرؤية البعدية، عن الممارسة القريبة، وفي مخالفتك سنن الفطرة،
ما يوحي بأنك تحتاج إلى وقفة مع نفسك، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من الأشياء التي فطر الإنسان على فعلها، وفي النهاية، أن تترك زوجتك مشعرة أو غير مشعرة، فهذا من الأمور التي ترجع إلى عرف الإنسان، والاتفاق بينه وبين زوجته، ما لم يترتب على ذلك ضرر، وقد أشرت إليك أنه يمكن الجمع بين الأمرين، بين النظافة، وهي المقصود من الحلق، وبين الترك غير الطويل، والأمر إليك أخي السائل. والله أعلم.
وفي النهاية نتمنى أن نكونَ قد وفقنا في إيضاح الأمر بالنسبة لك، وكذلك أن يمن الله عليك بنعمة الزوجة الصالحة، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.