وسواس الأيمان المنعقدة
مشكلتي أنني أعاني من وسواس الأيمان المنعقدة. حيث أنه مذ كنت في الثانوية العامة لا أستطيع دراسة أي شيء إلا بعد أن أقسم يميناً بالله تعالى أن أفعله، ويا ريت بعمله.. ولا بعمله!
وامتد بي الأمر إلى أن أضع يدي على القرآن الكريم وأقسم عليه ولكن لا أطبق هذا العمل. أريد أن أتوب إلى الله تعالى وأرجع صفحة بيضاء من هذه الأيمان المنعقدة، ولكن إن أخرجت كفارة لجميع أيماني المنعقدة إلى الآن ربما علي; إطعام دولة مسكينة كاملة.
هل أنا ملعون بسبب عملي الحقير هذا؟ أنا ولد هادئ ومنعزل قليلاً، هناك شخص في رأسي أي شيء يقول لي أن أعمله، أعمله دون أن أناقش أحد. ذات مرة أقسمت يمين ووضعته في القرآن ثم دفنته تحت الأرض، أمي اكتشفته وواجهتني به إلا أنني بقيت ساكتا،ً والمسكينة اكتشفت أن لديها ابناً متخلفاً يخترع أيماناً وأقساماً للقيام بأعماله الكثيرة ولكن لا يعملها. أنا مجنون، أعرف ذلك حتى أنني كنت أقول في أيماني وأقسامي أنني سأشرك بالله وأنني سأكفر به إن لم أفعله، ولكن أفعل عكس ذلك!!
بالمناسبة أنا أيضاً مصاب بوسواس الشرك بالله، عندما أقرأ القرآن نفسي أعرف من هم المشركون في هذا الزمان، حيث لا يوجد أصنام ولا يوجد أوثان كالسابق، إذن من هم "المشركون"؟ وماذا يعني كلمة كافر؟ وماذا يعني كلمة مؤمن؟ وماذا يعني لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم؟ ما هو التغيير الذي أستطيع أن أغيره أنا بنفسي والذي ينتظره الله تعالى مني حتى يغيرني؟ وهو قادر على تغيري من دون ذلك!
أنا أؤمن بالله تعالى وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم لكن ما أصابني هو وسواس أني مشرك بالله، وحديث أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر دون ذلك لمن يشاء؟؟؟
أفيدوني وفقكم الله.
30/12/2007
رد المستشار
حضرة الأخ "حقير" أعزّك الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً، كلنا فقراء وكلنا حقيرون أمام جلالة ربّ العالمين. لم تخطئ إذا كنتَ قصدتَ ذلك! وإلا فإن الله سبحانه وتعالى لا يحب إذلال النفس ولا تحقيرها.
في كل الأحوال؛ إن مشكلتك بسيطة جداً، وهي أنك مريض. إنك مصاب بمرض "الوسواس القهري"، وإذا ما كنتَ مريضاً وارتكبتََ جريمة، فإن الناس والدولة لا يحاكمونك على ذلك، بل يكون الحكم عليك بالبراءة حتى تشفى.
إذاً، أنت لستَ بكافر، ولكن مريض!! وهذا المرض طبعاً ينتابه شيء من وسوسة الشيطان اللعين، وما عليكَ كي تشفى منه إلا أن تخالف كل ما يأمرك به، فإذا قال لك فكرك أن تقسم يميناً معيناً؛ فالرجاء أن لا تطع هذا الأمر، بل عليك أن تقلع تماماً عن القسم! وأن لا تعود إلى ذلك أبداً حتى في الأمور المهمة.
السؤال الأهم هو: "هل أنت تصلي"؟؟ وإذا كنتَ تصلي؛ فاطلب من الباري عزّ وجلّ أن يعينك على كل أمورك، فتقوى على طاعته، وتقلع عن المعصية وارتكاب الذنوب.
إذاً، الأمر الأهم هو عدم ترك الصلاة. والأمر المهم هو أن تقلع عن الحلفان. أما ما بينهم من الذنوب؛ فاطلب من الله أن يعينك على التوبة، والتمكّن منها فإن الله غفورٌ رحيم. أعتقد أنه لكي تقلع عن ذنب معين قمتَ بذنبٍ أكبر وهو أن تقسم بالكفر إذا لم تستطع أن تحجم نفسك عن تلك المعصية!!
إن الشيطان ذكي جداً، وكل همه أن يجعلك تقلع عن الصلاة ومن ثم أن تنطق بكلمة الكفر!!!
يا لشدة دهائه وخبثه!!!
إذاً نصيحتنا لك هي:
1- لا تجعله ينتصر عليك بتركك الصلاة أولاً.
2- حاول أن تعالج نفسك من مرض الوسواس القهري الذي أنت مصابٌ به، ولربما استطعت الاستعانة بأحد الأطباء النفسانيين لكي يمكّنوك من ذلك.
3- لا تقسم بعد اليوم على أي شيء.
4- عد إلى ربك فإنه يحبك وسوف يشفيك بإذنه تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرأ على مجانين:
حلف يمينا فهل تقبل صلاته م
خلطة قلق واكتئاب ويمين طلاق!!
علاج الأفكار الوسواسية
أستاذ وسواس: وسواس قهري نماذجي
ويتبع >>>>>: وسواس الأيمان المنعقدة والشرك وغيره م