السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكركم مقدماً على سعة صدركم وتفهمكم، وأتمنى أن أجد الحل عندكم بإذن الله.
أنا زوجة من 11 سنة، تزوجت في سن مبكرة عن باقي أصدقائي وعائلتي بعد التخرج مباشرة من زوجي. كان عريساً مناسباً من وجهة نظر والديً؛ حيث أهله من أصدقاء العائلة، وكان الفارق بيننا ليس كبيراً (8 سنوات) وظروفه المادية جيدة، ولإحساسي بأنه لقي قبول والديَ فقبلته. استطاع أن يحببني فيه بسرعة وتزوجنا بعد 6 شهور فقط.
لم نكن أنا وزوجي ملتزمين في بداية زواجنا وكنا نشاهد الأفلام المخلة معاً، وأعترف أنني لم أكن أرى ضرراً في مشاهدتها بل بالعكس هي مادة تعليمية لأعرف كيف أمتع زوجي لأنني لم أكن أعرف أي شيء عن هذا الموضوع، كما أن زوجي يثار بعدها ونمارس الغرام.
تأخر الحمل واكتشفنا وجود مشاكل وتم علاجي خطأ، وطالت المدة وأصبح زوجي في أقل من سنتين لا يشتهيني، وأصبح ما كنت أوافق عليه في الماضي من مشاهدة الأفلام نقمة، حيث أصبح يمارس العادة السرية وأوقات لا يخفيها ظناً منه أنني لا أفهم.
ولا أنكر أن أوقاتنا معاً نكون فيها في غاية الانسجام ولكن الفترات الزمنية بينها تباعدت، وكثرت الإحباطات من تأخر الحمل، وكثرت فترات البعد واضطررت على استحياء أن أطالبه بحقي بدلال ومرات بمشاكل وحدثت المعجزة وحملت وأنجبت توأم هم زهرة حياتي الآن.
وتوقعت أن تنتهي مشاكلي العاطفية مع زوجي فلا مجال للإحباطات النفسية، واكتملت سعادتنا بما أعطانا الله من خيره، إلا أنني لاحظت بعده عني وكأنه وجد الحجة للبعد عني فانفصل في غرفة أخرى حتى يعرف أن ينام ويذهب إلى عمله في الصباح نشيطاً. بدأ في اتهامي بالتقصير في حق الأولاد عندما أطلب العلاقة الحميمة وأن الأولاد في حاجة إلي الآن والعمر أمامنا..... الخ.
لقد صدمت صدمة عمري وأنا الآن في مفترق الطرق حيث كثرت عصبيتي من جرحه لكرامتي وهدمه لأنوثتي ورفضه لي، ولا أنكر مقدار الألم الذي أشعر به تجاهه على الرغم من حبي الشديد له، وأتمسك بأولادي وأدعو الله أن يضع أمامي الحل.
لم أدخر وسعاً، فبعد مرضه بالضغط من سنة يأخذ نصف حبة كونكور في اليوم، وجدتني أذهب إلى الانترنت وأبحث عن حالته وأبكي لأنه لا يحاول جاهداً أن يعالج نفسه، أو حتى يجلس ليتحدث معي ويخبرني في طريقة الحياة معه... أخاف أن لا أستطيع أن أعيش بهذا الشكل، بالبعد عنه أرحم من النار التي تكويني بجانبه ولكن لا أستطيع البعد عنه وعن عائلتي.
أنا أحبه، ومازلت أحبه وأتمنى أن أجد الحل عندكم لأعيش سعيدة، هل تنصحنا بزيارة طبيب نفسي أو التحدث معه بصراحة عما يجيش في صدري؟ وهل الفياجرا وغيرها تساعد في زيادة رغبته؟ علماً أنني تحدثت معه مرة سابقاً وحدثت مشكلة كبيرة اتهمني فيها بسوء الأدب وأنني أتهمه بالنقص وأنه ليس برجل...... وأشياء أخرى من هذا القبيل.
ملحوظة: زوجي يعاني من البدانة وقام بعمل عملية تدبيس وفشلت لأنه بعد نزول وزنه رجع ثانية مثل الأول.
30/12/2007
رد المستشار
أختي العزيزة؛
أهلا ومرحبا بك على مجانين، وهداك الله وزوجك إلى كل خير، تشيرين من طرف خفي إلى أن زوجك يعاني من مشكلات جنسية حيث أشرت في البداية لنفوره من العلاقة الزوجية لقلة رغبته فيك حيث أنه يقوم بعمل العادة السرية للتخلص من إثارته (ولا أعلم سببا لذلك حيث تقولين أنه يجامعك على فترات بعيدة فلماذا العادة وأنت موجودة؟)، وبعدها تم التلميح بأنه يعاني من ضعف الانتصاب أو قلة الرغبة وحاولت أن تشيري إلى بدانته وأنها قد تكون سببا؟
وبالتالي هناك فجوة في رسالتك وتعالي نناقشها من البداية، زوجك يكبرك ب8 سنوات أي أنه في بداية الأربعينيات من العمر، ويعاني من السمنة ومرض ارتفاع ضغط الدم، وكان يمارس علاقته بك بانتظام لكن بعد مشاهدة أفلام جنسية (فهل كانت رغبته الجنسية أصلا ضعيفة من بداية الزواج وكان يستعين بالأفلام لتقويتها)، أم أنه يعاني من ضعف انتصاب بسبب السمنة أو غيرها ويستعين بالفيلم لذلك؟
أم أنها مشكلة عاطفية (خلل في التواصل الإنساني بينكما) وأن النفور الجنسي تعبير عن هذا النفور العاطفي؟.
عزيزتي؛
تحديد المشكلة يسهل كثيرا في الوصول إلى أسبابها العميقة وبالتالي يصل بنا إلى وضع بدائل وحلول، لأنه لو كانت مشكلة جنسية فقط سيتجه العلاج إلى معرفة السبب (فقدان الرغبة، أم ضعف الانتصاب) وبالتالي يمكن هنا أن تكتفي بالعلاج الدوائي مع بعض إرشادات نفسية لتحسين التواصل الجنسي بينكما، بينما إذا كانت مشكلة إنسانية في المقام الأول فهنا قد تحتاج إلى جلسات علاج نفسي زواجي لتحسين التواصل وتقريب وجهات النظر والوصول إلى رؤية مشتركة للعلاقة، فأدعوك إلى الحديث برفق ولين مع زوجك لتحديد المشكلة دون اتهامات مسبقة بل بطريقة ودودة دون تلميحات تجعله يعاند ويتهمك بسوء الأدب كما أسلفت عندما شعر أنك تتهمينه في رجولته دون أن تقصدي.
سيدتي ليس المهم ماذا نقول بل كيف نقول (أحيانا نخاف على أحبابنا فنقذف في وجوههم الزلط دون قصد) استخدمي دهاء الأنثى في صياغة كلماتك، وأوصلي لزوجك خوفك عليه ورغبتك فيه وحبك له، وفقك الله، وساعدك الله