المحرومة : أمية أمتنا النفسية ، مشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،
في البداية أحب أن أشكركم على ردكم على مشكلتي بعنوان المحرومة: أمية أمتنا النفسية والذي رفعتم به من معنوياتي كثيرا وإن كنت أعتب عليكم أنكم لم تنفذوا رغبتي في عدم ذكر التفاصيل ولعل السبب أنني لم احدد لكم التفاصيل التي لا أرغب بذكرها وهذا ما سأفعله في هذه الرسالة إن شاء الله.
بالنسبة لمسألة حجب خدمة الإنترنت التي ذكرتها لكم أقصد بها أنني لا أملك كمبيوتر شخصي وإنما هو ملك لأحد الأصدقاء يتوقع أن يأخذه قريبا والاكتئاب غير النماذجي د. أحمد الله أنه بقي عندي حتى اطلعت على ردكم وأرجو أن أتمكن من متابعتكم ولو لوقت قصير ولن أطالبكم هذه المرة بسرعة الرد لأنكم أخجلتموني والله بأدبكم الجم.
ذكر لي الدكتور وائل أبو هندي الاكتئاب غير النماذجي، وقد قرأت موضوع مختصر عنه ووجدت جميع ما ذكر فيه من أعراض موجود عندي ولكن ما هو الحل رجاءً طمئنوني هل يمكنني التغلب على الاكتئاب غير النماذجي ذاتيا بعون الله؟
نأتي الآن لمشكله أحلام اليقظة التي والله أخجل أن أعترف بها لأي إنسان وخاصة أنني كبرت كثيرا على هذه المسألة ولكن سأكون صريحة معكم, أحلام اليقظة عندي كلها حاليا تدور في نفس المعنى وهو أنني كلما حدث لي موقف أتخيل أنني أتحدث عن هذا الموقف مع صديقتي وأتخيل الحوار الذي يمكن أن يدور وهكذا حتى أنفصل عن واقعي من كثرة الاندماج.
والآن بعد أن شرحت لكم هل هذه الجزئية هل ترون أنه من الأفضل بالنسبة لي أن ارجع لمراسلتها مثلا أم ماذا أفعل أن جزء كبير من معاناتي ناتج من أني لا أجد من أفضفض عنده ورغم أن الدكتور وائل أعطاني دعوة للفضفضة الإلكترونية لكن يظل التواصل الطبيعي في ظل الحب والاحترام ضروري للبشر.
آسفة على الإطالة وكلي أمل أن أجد منكم مشورة استنير بها أنا عاجزة فعلا عن شكركم،
جزاكم الله خيرا.
21/11/2003
رد المستشار
الأخت الفاضلة............ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
صديقتك التي ارتبطت بها هذا الارتباط القوى، وكانت معك دائما في أحلام يقظتك تستمع إليك وتفهمك وتساندك، هي في الحقيقة تقوم مقام الأم البديلة، والجهاز النفسي حين يحرم من شيء هام فهو يعوضه (في الحقيقة أو في الخيال)، وهذا التعويض يحل المشكلة مؤقتا إلى أن تجد النفس إشباعا وجدانيا حقيقيا من لحم ودم وبشكل مباشر.
وإذا كانت هناك صعوبة لأي سبب من الأسباب في التواصل مع الأم البديلة بشكل مباشر فلا مانع من الاتصال بها أو مراسلتها بأي شكل من الأشكال فهي تؤدى وظيفة تعويضية هامة في هذه المرحلة، ولكن هناك تحفظ بسيط وهو ألا تكون هي الوحيدة في حياتك التي تتجهين بمشاعرك نحوها لأن في هذه الحالة ربما تكونين عبئا عليها فتضطر هي لتحجيم هذه العلاقة الزائدة.
ويساعدك على ذلك أن تفتحي قلبك لعلاقات جديدة مع قريباتك أو جاراتك لكي تملئي فراغ نفسك حتى لو كانت هذه العلاقات ستأخذ وقتا طويلا لتنمو، المهم أن تضعي بذورا لعلاقات إيجابية في حياتك تروى جفاف نفسك، ويمكن أن تكون علاقتك بزوجك وأبنائك أيضا ضمن هذه العلاقات.
ولا تنسي علاقتك بالله فهي العلاقة الأدوم والأقرب والأضمن والإنسان لديه ميل فطرى للتعلق بالله والأنس به، وإذا كان البشر يبتعدون أو يهجرون أو يملون فان الله سبحانه وتعالى يفرح بعبده حين يلجأ إليه ويستأنس به.
أما عن اكتئابك سواء كان نموذجيا أو غير نموذجي فهو يرجع لفقدك للحنان من مصدره الأساسي في الطفولة، وإذا كان هناك ما تستطيعين فعله للتغلب على هذا الاكتئاب فهو أن تفتحي مستقبلات نفسك لاستقبال المشاعر الطيبة ممن حولك لكي تمتلئ نفسك الخاوية ويرتوي قلبك العطشان، والله دائما إذا حرم إنسانا من شيء فإنه يعوضه من باب آخر، أما إذا استمر اكتئابك رغم محاولاتك فلا مانع من استشارة طبيب نفسي يصف لك بعض مضادات الاكتئاب.
ويتبع >>>>: المحرومة: أمية امتنا النفسية م1