ضائعة هتتجنن!!
أنا بنت من صعيد مصر ومن عيلة، نشأت وسط عيلتي وأقاربي وأقاربي اللي كانوا قريبين مني في السن، كانوا أولاد كلهم وأنا البنت الوحيدة التي بينهم. كنت باشوفهم وأنا صغيرة قدامي يتجمعون مع بعضهم ويتبولوا مع بعض قدامي.. كان نفسي أبقى زيهم أو أعمل زيهم! والمشاهد دي تتكرر قدام عيني على طول، وشفت برضه والدي كان يدخل علينا واحنا بنستحمى مع ماما في الحمام وكان ييجي يتبول!.
على فكرة أنا كنت صغيرة قوي بس للأسف المشاهد دي اتحفرت في قلبي وعقلي حفر لدرجة أني مش قادرة أنساها خالص. وفي وسط كل ده لأني كنت شقية، أمي كانت تضربني جامد وتعاقبني على حاجات صغيرة بالعقاب المؤثر، يعني مثلاً عشان مكنتش باكل السندوتشات في الحضانة كانت تخلي إخوتي يكتفوني وتحطلي الشطة في آخر حلقي -الشطة التي بتبقى بودرة، التي محدش بيستحملها وهو كبير-. كبرت ودخلت المدرسة كنت أشوف أصحابي الأولاد يعملون تماماً ما يعمله أقاربي الأولاد مع بعض والصورة اتحفرت أكثر.
سافرنا السعودية بعد كده، كان لنا صديق -رجل- صاحب بابا كان يعلمه السواقة، لما جاب عربية جديدة نزل وصلنا وسابوه ماما وبابا معنا في العربية لحد ما يشترو طلبات، فقام قعد يلمس جسمي طبعاً مقدرتش أقول لماما عشان هي معندهاش غير الضرب، وعلى فكرة كمان قبل ما نسافر كان لي ابن عم قعد يلمسني كده برضه ومقدرتش أقول لماما. وكبرت وزاد ضرب أمي لي بكل حاجة، يعني كنا نتخانق أنا وإخوتي على اللعب كانت على طول تضربني أنا وتقول لي أكيد أنتي التي غلطت، أنت زي الكلب متجيش غير بالضرب وضربتني بالخرطوم ضرب جامد قوي وبسلك الراديو وبالحزام، ولما رجعنا مصر عشان سبب تافه خبطتني في الحيطة واتعورت فوق عيني واتفتحت فبابا اتخانق معاها.
دائماً تتعمد ضربي وتهزئي قدام الناس لدرجة مرة قدام جدتي وخالتي وأولادها زنقتني في ركن الحيطة ونزلت في ضربي بالحزام، وكانت أحياناً تجرني من هدومي على الأرض وتدوس على وجهي برجليها، وحاجات كثيرة اتحفرت جواي لدرجة أني مبحسش بمشاعر ناحيتها وبحب والدي بس جداً جداً لأنه الوحيد الذي يحن علي. على فكرة أنا طول عمري متفوقة في الدراسة وأشطر إخوتي وفرقت معي كلية الطب واحد في المئة! طبعاً ساعة النتيجة برضه أهانتني قدام صاحبتي وحسستني أني فاشلة ولا حاجة. بعد كده عشت حياتي أدور على الحب الذي أنا طول عمري محرومة منه، وفعلاً أحببت ابن عمي وهو أحبني وماما أول ماتلاقيني أحببت حاجة أو نفسي في حاجة لازم تحرمني منها وعملت مشاكل كبيرة قائمة لحد الآن، هو قرّب فعلاً يسبني بسببها وهو كمان مش لاقي شغل والأمور كلّها زفت.
أنا خلّصت دراستي وحالياً قاعدة في البيت مش باعمل حاجة، محدش بيزورنا لأن ماما مقاطعة كل أقاربنا تقريباً، فراغ كامل والحزن سيقتلني، وبقيت أمارس العادة السرية من غير ما أحس وبقى إدمان -ده كان وأنا عندي 14 سنة لحد دلوقتي 24 سنة-، وكنت أحاول أبطّلها لأني لما أعملها أحس أني عملت كبيرة وأقعد أبكي وأصلّي ركعتين لله أطلب منه المغفرة، كل مرة كده. على فكرة أنا كتبت فوق في البيانات غير ملتزمة لأني مش عارفة أنا إيه بالضبط! حافظة الكثير من سور القرآن، وكنت أصلي كثيراً، وأصوم كثيراً قوي، ولمّا كنت أعمل ذنب كنت أقوم الليل وأدعو ربنا يسامحني.. بس ده كان زمان للأسف؛ حطيت نفسي في الزنا -زنا النظر-، أدمنت الدّخول على مواقع الجنس لأرى أجساد الرِّجال فقط، لأرى ما كنت أراه وأنا طفلة، وبعد كده كنت أبكي بكاءً هستيرياً وأتطهر وأصلّي ركعتين لله وأستغفر ثم -وللأسف- أعود ثانيةً وأستغفر، وهكذا... زي بتكون حاجة كده تسيطر على دماغي عشان أعمل كده وبعدين أندم، بس أنا حالياً تبت مش باعمل كده بس خايفة أرجع ثانيةً، وخصوصاً أنا حاسة بالوحدة وابن عمي مش لاقي شغل وعندي حالة صعبة تقريباً.. هتتجنن! أكلّم نفسي.
أرجوكم ردّوا عليّ، أتوسل إليكم أنا محتاجة صوت أسمعه، حد يأخذ بيدي،
وبلاش تظهروا الإيميل بتاعي ومستنيه ردّكم بفارغ الصبر.. أرجوكم.
13/01/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
الالتزام يعني التمسك بالتوجه إلى الله والحرص على طاعته ولا يعني عدم ارتكاب المعاصي لأن الحرص على رضا رب العالمين لا يغير طبيعتنا بأننا بشر عرضة للضعف والخطأ وخير الخاطئين التوابين فتوبي إلى الله كلما أخطأت وجاهدي ألا تخطئي مرة أخرى واسألي الله العفو والعافية والعون على أمور دينك ودنياك.
جهل الأمهات يعود غالبا لقسوة الحياة عليهن وحرمانهن من العواطف والتقدير وتدور دائرة العنف والقسوة تعاملك غالبا كما كانت تعامل بين أهلها فلا تعرف أسلوبا غيره ولكن كل ما مضى قد مضى فقط اتعظي منه واحرصي ألا تكرريه مع أطفالك في المستقبل.
تمر الحياة بلحظات مظلمة حتى نقول لا فجر بعدها وتشرق الشمس لننسى ما كان من ظلام لكن الحياة تحتاج لشيء من الصبر على الحاجات وتعلمي أن تتعاملي مع مشكلاتك كل على حدة فتجميعها سيؤدي لجعل الصورة شديدة القتامه وسيفوت عليك فرص التغيير.
ابدئي بمسامحة والدتك على أسلوبها القاسي وحاولي اكتساب ودها لن تنجحي في المحاولات الأولى ولكن إن صدقت النية ستنجحين فهي رغم قسوتها وسوء أسلوبها أمك وبرها واجب عليك فإذا أضفنا لهذا بعد تعبها وثقل السنين والحياة عليها ستجدين أنها بحاجة لمساعدتك فاستثمري فراغك الحالي في تحسين علاقتكما.
عدم التحاقك بعمل لا يعني الاستسلام للفراغ بل هو فرصة لاكتساب المزيد من الخبرات الضرورية للمنافسة في سوق العمل بالإضافة إلى أن التطوع في العمل مع الأيتام أو دور رعاية المسنين وغيرها مما تجدينه قريبا من قلبك وسكنك سيشغل أيامك ويعزز شعورك بقيمتك.
بالنسبة لقضية تأخر عمل ابن عمك فأنت لست وحيدة في هذا فهي معاناة الشباب العربي ما بين البطالة وتدني الأجور وتأخر إشباع الحاجات والله المستعان ففي كل زمن كان هناك معاناة وفي كل حياة هناك عقدة فنحمد الله أننا لا نحارب السل والطاعون وغيرها مما نقرأ عنه من المحن في التاريخ٬ استعيني بنيتي بالدعاء ولا تعجزي فرج الله همك وشباب المسلمين أجمعين.