شبح الرهاب... كيف أتخلص منه.....
دكتور وائل، تحية طيبة وبعد.....
أنا من متتبعي موقعكم الكريم من مدة. مشكلتي تتلخص بالرهاب الاجتماعي الذي أعاني منه منذ سنوات. باختصار أبدأ من نشأتي؛ أنا من عائلة معروفة وضعها جيد، والدتي كانت شديدة جداً في تربيتنا وبنفس الوقت حنونة في بعض الأوقات، والدي رجل له مركزه والمهم لديه أننا نتعلم جيداً ونأكل جيداً ولا يتدخل بأمور أخرى. نشأت في مدرسة دينية محافظة معقدة لأبعد الحدود، أشعر أن لها دوراً كبيراً بما أمر به: الصراخ والشدة والتقليل من الشأن النفسي للشخص أهم ما يميز معلماتها.
بدأت المشكلة عندما كنت بالعاشرة ربما عندما طلبت مني إحدى المعلمات أن أكتب مسألة حسابية أمام الفصل فكتبتها ولكني أخطأت وهنا نهرتني المعلمة بشدة أمام الجميع -لا أستطيع أن أصف اللحظة التي مررت بها-، المهم أنني بقيت أرفض الوقوف أمام الفصل لسنوات، وطبعاً معلماتي كنت دائماً ينهرنني من دون أن يسألن عن السبب أو على الأقل أن يحاولن حل هذا الاضطراب. وكبرت ودخلت الجامعة وبقيت أتحاشى الوقوف أمام الجميع بكل الطرق وكنت أنجح!!!.
دقات قلب متسارعة، ولعثمة، وتعرق واصفرار بالوجه.. لحظات مميتة أمرّ بها عند اضطراري مواجهة موقف كهذا أو مقابلة شخص مهم أو مقابلة أحد لأول مرة. مللت تمثيلاً أمام الناس وأهلي بأني قوية وبأني لا آبه لأحد وأفعل ما أريد.
المشكلة أني لا أستطيع أن أواجه أحد وأن عجزي هذا منعني من أن أعمل أو أسافر لاستكمال دراستي بالخارج أو حتى أن أستقبل أي من الخاطبين، أو حتى أن أشارك في برامج حوارية بالتلفاز أو بالمسابقات... لدي طاقة كامنة ومعلومات عامة كثيرة وأسلوب في الحوار،
أريد أن أستغل أحلامي ووضعي المادي وقدراتي لأعيش...
سيدي عجزي وقلقي وفشلي ذبحوني.
13/01/2008
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على موقعنا الحبيب مجانين،
مشكلة الرهاب الاجتماعي من المشكلات الشائعة والتي ترجع في العادة إلى مشكلات في الطفولة إضافة إلى نقص في مهارات التواصل مع الآخرين... وقد زاد الأمر أن المعلمات لم ينتبهن إلى أثر النّهر أمام الزملاء على نفسية الطالب، ومع عدم متابعة من المنزل لمشكلات المدرسة أصبحت أكثر تجنباً للمواقف الاجتماعية المقلقة.
وهنا لا أوجه كلامي إلى المنزل وإلى الوالدين اللذين كثيراً ما أرسلت لهم رسائل على موقعنا.. ولا أقصد بذلك والديك أنت وإنما الآباء والأمهات عموماً، ولكنى سأوجه رسالتي إلى المدرسات والمدرسين، فنحن نطلق عليهم المربين لأن كل مدرس هو مربٍّ قبل أن يكون معلماً يقدّم لي معلومة... فكم من معلومة نسيناها بعد أن تعلمناها في المدرسة، وفي مقابل هذا كم من موقف تذكرناه لأنه أثّر فينا في المدرسة.. فأنا أذكر كثيراً من المواقف الرائعة لمدرساتي (أبلة نسيبة وأبلة ليلى) وغيرهن..
أقول للمعلمات أن الطالب غير المتفوق لابد أن لديه سبباً بل أسباباً لذلك، غالباً أسباب في الأسرة وهي أسباب نفسية ولو قمنا بحل هذه المشكلات الأسرية أو النفسية لتمكن الطالب من التفوق... وإن التعليق على كلامي بأننا غير قادرين على حل مشكلات الأسر فيكفينا ألا نزيد من هذه المشكلات ونجعلها متفجرة تبقى مع كل طالب حين يصل الجامعة أو ما بعد ذلك.
آنستي إن مشكلتك لها حل بل حلول بإذن الله، ويكفي أنك ترغبين في الخروج منها؛ اقرئي أولاً الإجابة على مشكلة "صعوبات التعامل مع الآخرين الأنموذج- العلاج" وابدئي بتنفيذ الخطوات فهي سهلة وممكنة.
والخطوة التالية هي الإصرار على مواجهة المواقف الاجتماعية البسيطة ثم الأصعب، وسيكون من المفيد حضور عدة جلسات للعلاج النفسي الجماعي.
في أمان الله.